قضت محكمة في الصين بسجن رجل تسعة أشهر لإدانته بمساعدة آخرين على تفادي قيود تفرضها الحكومة على مواقع استخدام الانترنت.

واتُهم الرجل، والذي يُدعى دينغ جايوي وهو من مقاطعة غواندونغ، ببيع برامج بشكل غير قانوني تُعرف بالشبكات الافتراضية الخاصة (في بي إن)، حسبما أفادت وثائق القضية.

وتحظُر الصين استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة لأنها تسمح بتفادي المراقبة الحكومية لأنشطتهم على الانترنت. ويأتي هذا الحكم ضمن حملة أكبر تشنها السلطات في الصين ضد استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة.

متصفح آمن

وبدأ دينغ بيع برامج الشبكات الافتراضية الخاصة في أواخر عام 2015، وألقي القبض عليه في أغسطس 2016 بتهمة بيع برامج تسمح للمستخدمين بـ"زيارة مواقع أجنبية لا يمكن الوصول إليها من خلال عنوان بروتوكول إنترنت من البر الرئيسي"، حسبما ذكرت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست.

وتُطبق الحكومة الصينية نظاما للمراقبة الشاملة يرصد كل ما يفعله الأشخاص ويقولونه عبر الانترنت. كما تحجب السلطات الوصول إلى مواقع مثل فيسبوك ويوتيوب التي تتمتع بشهر كبيرة على مستوى العالم.

واستخدم كثير من الصينيين الشبكات الافتراضية الخاصة لتفادي هذه القيود وزيارة المواقع المحجوبة. وتسمح هذه الشبكات بدخول آمن إلى خوادم خارجية وتصفح مواقع الانترنت دون قيود.

وأطلقت الحكومة الصينية في يناير من هذا العام حملة لمنع الأشخاص من استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة، وهو ما أدى إلى إغلاق العديد من الشركات التي تزود المستخدمين بهذه الشبكات لأغراض تجارية. وصدرت تحذيرات للعديد من الأشخاص الذين يحققون أرباحا من بيع هذه البرامج بأنهم قد يواجهون الاعتقال أو الغرامة.

ودفعت هذه الحملة الحكومية أيضا شركة أبل لحذف 60 من التطبيقات من متجرها الإلكتروني في الصين والتي تسمح بتصفح مواقع عبر شبكة افتراضية خاصة. وواجهت أبل انتقادات حادة لهذا القرار.

وأبلغت السلطات في أغسطس الماضي خمسة مواقع إلكترونية، من بينها موقع علي بابا عملاق التسوق الإلكتروني، بضرورة حذف القوائم التي تسمح بالدخول إلى الشبكات الافتراضية الخاصة.

لكن السلطات الصينية لا تزال تسمح للشركات متعددة الجنسيات العاملة في الصين باستخدام الشبكات الافتراضية الخاصة في أنشطتها.