لندن: يتنفس أكثر من 95 في المئة من سكان العالم هواء خطيراً على الصحة والأشد تضررا بهذا الهواء الملوث هي المجتمعات الفقيرة فيما تتسع الفجوة بوتيرة متسارعة بين البلدان الأكثر تلوثاً والبلدان الأقل تلوثاً، كما وجدت دراسة شاملة لتلوث الهواء في العالم. 

وحذرت الدراسة التي اجراها معهد الآثار الصحية في بوسطن بولاية ماسيشوسيتس الاميركية من ان المدن تؤوي أغلبية متنامية من سكان العالم حيث يتعرض مليارات الى هواء فاسد وخاصة في البلدان النامية، ولكن في الأرياف يكون خطر تلوث الهواء داخل البيوت ناجماً في احيان كثيرة عن حرق الوقود الصلب. وبذلك يواجه ثلث سكان العالم خطراً مزدوجاً من الهواء غير الأمين داخل البيت وخارجه.

واستخدم معهد الآثار الصحية في دراسته بيانات من الأقمار الاصطناعية وطرق رصد أكثر تطوراً لتقدير اعداد الأشخاص المعرضين الى هواء ملوث فوق المستويات التي تعتبرها منظمة الصحة العالمية مقبولة. واصبح تلوث الهواء بسبب هذا التعرض رابع أكبر سبب للوفاة في العالم بعد ارتفاع ضغط الدم والنظام الغذائي غير الصحي والتدخين ، وأكبر خطر بيئي على الصحة.

ويقدر الخبراء ان التعرض الى تلوث الهواء أسهم في أكثر من ستة ملايين وفاة في انحاء العالم سنة 2017 وانه يقوم بدور في زيادة خطر الجلطة والنوبة القلبية وسرطان الرئة ومرض الرئة المزمن. وكان أكثر من نصف هذه الوفيات في الصين والهند. 

حرق الوقود في البيوت

وبسبب حرق الوقود الصلب مثل الفحم والكتلة الحياتية في البيوت للطهي أو التدفئة يتعرض 2.6 مليار شخص الى تلوث الهواء داخل البيوت ، كما وجدت الدراسة مشيرة الى ان تلوث الهواء داخل البيت يمكن ان يؤثر على نوعيته في المنطقة المحيطة.

وقال بوب اوكيف نائب رئيس المعهد ان الفجوة بين الهواء الأكثر تلوثاً في العالم والأقل تلوثاً فجوة صارخة. واضاف ان الفجوة تبلغ الآن 11 ضعفاً بين المناطق الأكثر تلوثاً والمناطق الأقل تلوثاً بالمقارنة مع ستة اضعاف في عام 1990. 

وتشكل الانبعاثات من وسائل النقل مصدر قلق متزايد مع تزايد حركة السير على الطرق. ومن الاسباب الرئيسية لتلوث الهواء وقود الديزل في بعض البلدان الغنية ولكن في البلدان الفقيرة فان العدد الكبير من المركبات العتيقة يعني ان المركبات القديمة التي تستخدم البنزين لا تقل ضرراً عن وقود الديزل وخاصة ما تنفثه المحركات من جسيمات مسؤولة عن وفاة ملايين كل عام.

وقال اوكيف ان الحكومات تواجه ضغوطاً متزايدة لمعالجة المشكلة بالضوابط والأنظمة. واشاد بدور الانترنت قائلا ان الشبكات الاجتماعية كانت مهمة جداً في اطلاع اعداد متزايدة من مستخدميها على المعلومات والنقاشات الدائرة حول تلوث الهواء. 

وتعزز الدراسة الجديدة كماً متزايداً من الأدلة على ان تلوث الهواء يتفاقم ويسبب ملايين الوفيات.

 

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط التالي

https://www.theguardian.com/environment/2018/apr/17/more-than-95-of-worlds-population-breathe-dangerous-air-major-study-finds