اكتشف علماء أن طاقة الأطفال تفوق طاقة الرياضيين المحترفين في مسابقات التحمّل واللياقة البدنية ما يعني أنه من المتعذر على الشخص البالغ الاعتيادي أن يواكبهم.

إيلاف: يأتي هذا الاكتشاف تحذيرًا للأمهات والآباء الذين يراهنون على تعب أطفالهم لسرقة قسط من الراحة. كما وجد العلماء أن لدى الأطفال قدرة استثنائية على تجديد طاقتهم في فترة قصيرة يعودون بعدها إلى النشاط، قبل أن تتمكن الأم أو الأب من الاسترخاء.

استعادة سريعة للنشاط
وقال سيباستيان راتيل أستاذ فيزيولوجيا التمارين في جامعة كليرمون فيران الفرنسية إن الدراسة التي أجراها فريقه اكتشفت أن الأطفال يستخدمون قدرًا أكبر من التمثيل الغذائي الهوائي للطاقة، ولذلك يكونون أقل تعبًا خلال النشاطات البدنية ذات الكثافة العالية.

أضاف إن الأطفال يستعيدون نشاطهم بسرعة كبيرة أيضًا، بل أسرع من رياضيي مسابقات التحمل المدرّبين تدريبًا حسنًا، كما تبيّن عودة نبضات قلبهم إلى وضعها الطبيعة بسرعة أكبر، وقدرتهم على إزالة اللاكتات في الدم.

وأشار البروفيسور راتيل إلى أن هذا يفسر لماذا يستطيع الأطفال "أن يلعبوا ويلعبوا ويلعبوا بعد فترة طويلة على إصابة الكبار بالإعياء".

مدخل لتطوير القدرات
لإثبات النظرية القائلة إن طاقة الأطفال تضاهي طاقة الرياضيين المتخصصين في مسابقات التحمل درس الباحثون عينة من 12 طفلًا أعمارهم بين 9 و11 سنة، و12 رجلًا غير مدربين، و13 رياضيًا متخصصين في مسابقات التحمل، شاركوا في ألعاب ثلاثية على المستوى الوطني أو عدائين في سباقات الضاحية أو دراجين لمسافات طويلة. وطُلب منهم جميعًا أداء تمارين مكثفة، بينها الركض السريع، وهم مربوطون بحبل المقاومة أكثر من مرة.

فاكتشف العلماء أن الأطفال ليست لديهم عضلات تقاوم التعب فحسب، بل إنهم يستعيدون نشاطهم بسرعة كبيرة، بعد ممارسة هذه التمارين ذات الكثافة العالية، أسرع حتى من رياضيي مسابقات التحمل المدربين عليها.

ويعتقد الباحثون أن النتائج يمكن أن تساعد على تطوير القدرات الرياضية في الأطفال، وفهم الطريقة التي تتغير بها أجسامنا من الطفولة إلى مرحلة البلوغ.


أعدت "إيلاف" هذه الدراسة بتصرف عن "دايلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط:
https://www.telegraph.co.uk/science/2018/04/24/children-have-energy-levels-greater-endurance-athletes-scientists/