لندن: في ظل التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، تواجه عدد من المهن مخاطر الاستغناء عن اليد العاملة البشرية واستبدالها بالروبوتات، إلا أن الأبحاث تشير إلى عوامل وتغيرات تسهم في حماية المرأة من خطر الغزو التكنولوجي أكثر من الرجل.

وأشارت أبحاث إلى أن المرأة العاملة ربما تستفيد اليوم من التطور الرقمي والتكنولوجي، في حين تواجه القوى العاملة الذكورية خطرًا كبيرًا بسبب الأتمتة والروبوتات، خصوصًا في البلدان المتقدّمة.

خطر الرقمنة

ويختلف خطر الرقمنة بحسب الوظائف وما تطلبه من مهام ومهارات، حيث تعتبر الأعمال التي تتطلب جهدًا جسديًا لفترة طويلة، أو تعتمد على استخدام الأصابع أو الأيدي، معرضة لخطر الرقمنة أكثر من تلك التي تنطوي على تقديم العروض أو تدريب الآخرين. 

فرص المرأة في العمل

وعلى عكس ذلك، فإن الوظائف التي تتطلب معارف معينة وإيجاد حلول للمشكلات، أقل عرضة للخطر من تلك التي تستلزم عمليات حسابية.

وعندما دخلت الأتمتة إلى عالم الأعمال والقطاعات الاقتصادية، أدّت إلى انتقال تدريجي نحو "العمالة الماهرة"، وبالتالي إلى زيادة فرص العمل أمام النساء. 

فالمرأة تلعب دوراً كبيرا وفي الصناعات التي تحتاج إلى مستويات عالية من المهارات الاجتماعية والتعاطف، كالتمريض والتدريس وعمل الرعاية، حيث يكون من الصعب استبدالها بالأتمتة.

ومع توسّع الرقمنة ارتفع عدد وظائف النسائية التقليدية، كالمهن الكتابية والخدمية، مما رفع من فرص توظيفهن.

التغيّرات التكنولوجية والاجتماعية

تجدر الإشارة إلى أن التفاعل بين التغيّرات التكنولوجية والاجتماعية لعب دورًا كبيرًا أيضًا في ارتفاع نسبة توظيف المرأة، فالتحولات في هيكل الأجور (ارتفاع أجور العمالة الماهرة مثلًا)، إضافة إلى حصول النساء على مستويات أعلى من التعليم واختلاف متطلّبات الحياة الزوجية وحياة الأمومة، منحهنّ ميزة نسبية في سوق العمل اليوم، وجعل تحولّهن إلى نساء عاملات أمرًا أسهل وأكثر جاذبية، خاصة في البلدان الأكثر تقدمًا اقتصاديًا.

وفي المحصلة، فإنه على الرغم من أن بعض القطاعات التي تتضمّن نسبة عالية من العمالة النسائية قد تواجه تهديد التحول الرقمي، فالمرأة تبقى أقل عرضة من الرجل لخطر هذا التحول.

أعدّت إيلاف هذا التقرير عن "ذا كونفرسيشن". الأصل منشور على الرابط أدناه:

https://theconversation.com/women-are-less-likely-to-be-replaced-by-robots-and-might-even-benefit-from-automation-96728