أطلقت امرأة سمراء البشرة مدونة مناهضة للعنصرية بعد أن حذف موقع فيسبوك رسالتها حول الإساءة العنصرية التي عانت منها في النمسا.

وقالت إيموان كينشاسا إن شبابا كانوا يصفونها بعبارات مسيئة وينادونها بكلمة "زنجية"، وكان البعض يحدق النظر إليها، وهي ترتدي فستان "درندل"، الزي التقليدي في النمسا، في مهرجان الخمور بالقرب من فينيا.

وحذف فيسبوك مشاركاتها لأنها ذكرت فيها الألفاظ المسيئة أكثر من مرة.

ونشأت كينشاسا في منطقة بافاريا، وتقول إنها تحب ارتداء فستان "درندل"، وشكت :"يحدق الناس النظر إلي في أي شيء أرتديه".

وقالت الفتاة، التي تبلغ من العمر 25 عاما وتعمل في قطاع تكنولوجيا المعلومات وتعيش حاليا في فيينا، لبي بي سي إن مستوى العنصرية لن يكون أسوأ في أي مكان مقارنة بالوضع في النمسا، التي وصفتها ببلد صغير.

ونشرت في مدونتها (باللغة الألمانية) رسالة من فيسبوك يشرح فيها أن مشاركتها الأصلية قد انتهكت المعايير المطبقة على موقع التواصل الاجتماعي. وقال الموقع إن الحجب يستمر لمدة ثلاثة أيام.

وكتبت أنها بمجرد أن وصلت إلى منطقة تريزكيرشين مع بعض الأصدقاء بدأت مجموعة من الصبية تتراوح أعمارهم بين 16 و 17 عاما توجه إليها إهانات وتناديها بكلمة "زنجية".

وقالت "سمعت أناس يتحدثون عن (سوداء ترتدي فستان درندل) وينظرون إلي وعليهم علامات الحيرة أو الغضب أو المتعة".

وقالت لبي بي سي إنها كانت مدركة بأن "العنصرية اليومية" ليست فقط في النمسا، بل في بارفاريا أيضا.

وأضافت :"الوضع متطابق في الأساس بسبب التشابه الكبير بين بافاريا والنمسا، لا يوجد اختلاف كبير عندما يتعلق الأمر بالعنصرية".

إيموان كينشاسا وهي طفلة
Imoan kinshasa
نشرت إيموان صورا لها وهي طفلة ترتدي فستان درندل

وتعتزم إيموان كينشاسا الاستمرار في الكتابة عبر مدونتها، وقالت : "أريد أن أشارك بقصص آخرين، لدي الكثير من القصص الأخرى عن العنصرية".

ومن خلال نشر تجارب الضحايا الآخرين للعنصرية، "يمكننا أن نبين أننا جميعا بشر ولدينا مشاعر وتُجرح مشاعرنا"، حسبما قالت.

ويوجد في النمسا حاليا حكومة مناهضة للهجرة، وتتضمن حزب الحرية النمساوي اليميني، كما أن وزير الداخلية الألماني، هورست سيهوفر، الذي يتبنى سياسات صارمة بشأن الهجرة، كان في السابق رئيس وزراء بافاريا.

وردا على سؤال لها يتعلق بما إذا كانت السياسات حاليا تؤججها العنصرية، قالت إن "السياسة حاليا تؤثر على المجتمع، يمكنك رؤية العنصرية تتصاعد وتيرتها".

وأضافت أنها تأثرت بشدة بقراءة الكثير من رسائل الدعم التي وصلت إليها.

وقال لها بعض النمساويين إنهم يشعرون بالخجل من مواطنيهم الذين عاملوها بهذه الطريقة العدائية.

وقالت لبي بي سي :"شعرت براحة كبيرة لذلك، وشعرت أنني لست وحيدة، معا نستطيع أن نغير شيئا ما. إنه عام 2018، لا ينبغي أن نعود إلى كراهية الناس بسبب أصولنا".

-------------------------------

يمكنكم تسلم إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.