تتوكل نساء، غالبيتهن من السعودية، بأن يكنَّ الناطقات الاعلاميات بلسان داعش، ويتحملن وزر "الجهاد الاعلامي"، أهمهن ريما الجريش وندى القحطاني.

بيروت: أوكل تنظيم "داعش" الترويج لأعماله والدفاع عنه إلى فرقة من النساء، تقودها سعوديات تأثرن بالفكر المتطرف. فقد أعد داعش ثلاثة مواقع، في كل من العراق وسوريا وليبيا، لترويج أفكاره، وقالت صحيفة الحياة السعودية إن السعوديتين ريما الجريش وندى معيض القحطاني (أخت جلبيب) تقودان فرقتين إعلاميتين ترويجيتين لداعش.

كنية "جهادية"

لطالما كانت مسألة تجنيد داعش للشبان تستأثر بالاهتمام العالمي، خصوصًا أن شبانًا من جميع أنحاء العالم تأثروا به، وانضموا إلى صفوفه، لكن المسألة الأشد تأثيرًا وغرابة هي انسياق النساء خلف التنظيم، وتحولهن إلى "محاربات في الميدان" أو "مجاهدات في العالم الافتراضي"، هذا العالم الذي بدأ التنظيم يوظفه لأغراضه القتالية، ترويجًا وتخويفًا.

ومواقع التواصل الاجتماعي ساحة "جهاد" المناصرات، تكثر بينهن الأسماء، وخصوصًا ممن آثرن هجرة بيوتهن وعوائلهن، والانضمام إلى التنظيم، معتنقات الفكر المتطرف. وما أن تتبوّأ أي منهن منصبها، وقبل ذلك أيضًا، حتى تغيّر اسمها، وتتكنّى بكنية "جهادية" ذات مغزى، ويغيّرن صورهن على "فايسبوك" و"تويتر" من صور أنثورة ناعمة، إلى سوداء يقطر منها دم الرؤوس المقطوعة.

"الجهاد" الاعلامي

تتحدث نساء داعش باسمه أي حديث، فكأن الحياة في ربوع دولة "الخلافة" حلم كل فتاة قد تحقق.

وقد انتظمن "ناطقات باسم التنظيم" في كل المناطق التي سيطر عليها داعش بالحديد والنار، كما في سوريا والعراق، أو بالفكر والتأثير كما في ليبيا مثلًا، يمتثلن خير امتثال لأوامر قيادة التنظيم، التي تأتي بشكل بيانات تبثها المواقع الإعلامية التابعة له، وبينها "سرية الخنساء الإعلامية".

في هذه السرايا أقسام عدة، كأي أقسام في أي وسيلة إعلامية، تتولى تحرير الخبر ورفعه ونشره، وتصميم إطاره وتنفيذ مونتاج أي مقطع مصور، مع إضافة الموسيقى والمؤثرات عليه، في إطار منتظم، أطلق عليه التنظيم اسم "الجهاد الاعلامي"، الذي قال عنه الداعشي أبو معاوية القحطاني إنه قد مر فيه من أحداث لا تقل ضراوة عن الجهاد الميداني، كطبع الورق والمجلات الصغيرة، مرورًا بالشبكات والمواقع والمدونات، انتهاء بمواقع التواصل الاجتماعي.

الأنصاريات

ويثني القحطاني، في بيان له نشر على مواقع جهادية، على نساء شهدن الميادين الإعلامية بكل مراحلها لصبرهن وجلدهن ولجهادهن وقيامهن بذلك حق القيام. وبحسبه، أشد مرحلة مر بها الإعلام الجهادي هي مرحلة الشبكات الجهادية، "إذ كانت الغزوات فيه أكثر نصبًا من الآن، فيجلس الأنصاري الساعات الطوال كي ينشر مادة إعلامية في إحدى شبكات أو مواقع العوام المستهدفة، والآن النصيب الأكبر منه يصب على كاهل أخواتنا الأنصاريات".

من هؤلاء الأنصاريات أخت جلبيب، أول سعودية في داعش، والسعودية ريما الجريش التي خرجت من السعودية تهريبًا مع أطفالها إلى اليمن، لتلتحق بابنها معاذ الهاملي (16 عامًا) في سوريا، وهو أصغر مقاتل في داعش. وهي من أبرز إعلاميات التنظيم، تنقل أخبار الميادين بالصورة. وهي أوقفت في القصيم أكثر من مرة، بسبب مشاركتها في اعتصامات مطالبة بإطلاق سيدة سعودية عرفت بـ"سيدة القاعدة"، المحكومة 15 عامًا.

شعور الاضطهاد

وفي هذا الاطار، نقلت "الحياة" عن ثريا العريض، عضو اللجنة الأمنية في مجلس الشورى السعودي، تأكيدها تأثر بعض النساء بتصاعد تيارات التشدد والتكفير، بسبب شعور المرأة بعدم الاستقرار والاضطهاد مجتمعيًا وأسريًا وتأثير المناهج.

وقالت: "أربعة عقود من القولبة الدؤوبة ومواصلة التأثير في عقول النشء عبر المناهج أثرت في الكثير من المواطنين، ذكورًا وإناثًا، وتركت نتائجها السيئة من حيث إضعاف وشائج الشعور بالانتماء للوطن والدولة، إضافة إلى أن تراكم التغييرات الاقتصادية والمجتمعية أثرت في تحريف قيم وأعراف المجتمع، وشجعت على تهميش بعض الفئات وزيادة معاناتها، ومنها فئة الشابات المتعلمات والراغبات في تحقيق طموحهن، وإبراز قدراتهن الفردية".