طالبت السعودية مجلس حقوق الانسان بتحويل ملف سوريا إلى العدالة الدولية، لافتة إلى أن النظام السوري مسؤول عن الإرهاب وسياسة التجويع في بلاده.


الرياض: طالبت السعودية مجلس حقوق الانسان بتحويل ملف سوريا إلى العدالة الدولية، مشيرة إلى أن نظام الأسد استطاع بكل جدارة أن يسجل اسمه في صفحة سوداء قاتمة من التاريخ كواحد من افظع الأنظمة في عصرنا الحديث. وترى السعودية أن الوقت قد نفذ وليل الشعب السوري قد طال وفقا للسفير طراد، وأصبح لزاما على مجلس حقوق الإنسان رفع تقرير متكامل إلى مجلس الأمن لاتخاذ قرار حاسم ضد هذا النظام وكل من انتمى إليه وتوجيه تهمة القيام بجرائم الحرب والاتفاق على الآلية المناسبة لتقديمهم للعدالة الدولية.

جاء ذلك خلال جلسة حوار تفاعلية عقدها مجلس حقوق الإنسان اليوم مع البعثة الدولية لتقصي الحقائق في سوريا . وقال سفير السعودية ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف فيصل طراد في بيان أمام المجلس إن التقارير الدولية الموثقة تكشف أن ما حصده هذا النظام من أبناء الشعب السوري كضحايا جراء الانتهاك المستمر لحقوق الإنسان وجرائم ضد الإنسانية وقتل وتدمير بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية واستخدام الكلور.

وأشار السفير السعودي إلى أن تعذيب وحصار وسياسة التجويع والإرهاب للمواطن، بلغ ما يزيد على 160 ألف قتيل وأكثر من 600 ألف من الجرحى والمقعدين من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، وشرد أكثر من 10 ملايين سوري، وأصبح هنالك ما يصل إلى ثلاثة ملايين لاجئ سوري في دول الجوار، ونتيجة لهذه السياسات تراجعت البنية الأساسية للدولة إلى ما كانت قبل حوالى أربعة عقود، وأصبح تقريبا 75% من الشعب السوري على حد خطّ الفقر و 50% من الأطفال في سن الدراسة أصبحوا خارج المدارس و 375 ألف امرأة حامل تعاني نقص الرعاية الصحية، بالاضافة الى حوالى 4.7 ملايين مواطن سوري محاصرين داخل بلدهم في حاجة ماسة إلى المعونات الإنسانية من غداء ودواء.

ونوه السفير السعودي بأن الدفاع عن النظام السوري أصبح "أسطوانة مشروخة": "يحاول إقناعنا بمسرحيته الجديدة حول الشرعية والانتخابات الهزلية التي تم رفضها وما أفضت إليه من نتائج من عدد كبير من دول العالم الحر والحريص على حماية حقوق الإنسان" .

وأفاد السفير فيصل طراد أن السعودية تشعر بخيبة الأمل التي عانى ويعاني منها الشعب السوري تجاه عجز النظام الدولي من التصدي لهذا النظام، وإيقاف انتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان.

والأسبوع الماضي، جددت السعودية مطالبتها بتحميل النظام السوري مسؤولية الإرهاب الذي يمارسه ضد شعبه، في وقت قال مدع سابق في المحكمة الجنائية الدولية: إن بشار الأسد يتصدر قائمة تضم 20 لائحة اتهام لمسؤولين عن جرائم حرب في سوريا. سياسياً اعتبر الأسد في تصريحات صحافية أن عملية جنيف التي جمعت وفدين من الحكومة والمعارضة الى طاولة التفاوض بهدف الوصول الى حل «انتهت».

وفي رد لعضو وفد المملكة خالد منزلاوي، المشارك في أعمال الدورة 26 لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة في جنيف، على اتهامات وفد النظام السوري بقيام المملكة بإخراج إرهابيين سعوديين من السجون وإرسالهم للقتال في سوريا، وقال المنزلاوي: «إن الأسطوانة المشروخة التي يرددها مراراً وتكراراً ممثلو النظام السوري ما هي إلا أكاذيب يعتقدون أنها سوف تصرف أنظار العالم عما يرتكبه نظام وحشي لا يمثل الشعب».

وأكد أن مصدر الإرهاب الأول هو النظام السوري الذي يستخدم البراميل المتفجرة والصواريخ الباليستية والقنابل العنقودية والأسلحة الكيمائية ضد شعب أعزل لا حول له ولا قوة، وأنه من الأجدى والأولى لمن يروج لحملة كاذبة وبائسة وفاشلة أن ينصح نظامه بالكف عن إرهابه ضد شعبه. وذكر عضو الوفد خالد منزلاوي في ختام رده أن المملكة أصدرت قوانين تمنع مواطنيها من المشاركة في القتال خارج البلاد.

&