أكدت تقارير مراقبين أن زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي تحوّلت من زيارة لتقديم واجب العزاء برحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى زيارة عمل رسمية أهمية المملكة في السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.

نصر المجالي: تحمل زيارة الرئيس الأميركي للسعودية، الحليف الاستراتيجي منذ سبعين عاماً، وأول قمة يعقدها مع العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبدالعزيز، معاني كبيرة في هذه المرحلة المفصلية، بينما تواجه واشنطن صراعا متفاقما في الشرق الاوسط وتعتمد على الرياض كواحدة من عدد قليل من الشركاء الدائمين في حملتها ضد الدولة الإسلامية التي سيطرت على مناطق واسعة من العراق وسوريا.

وعملت السعودية على حشد الدعم العربي للانضمام إلى الدول الغربية في تحركها ضد تنظيم (الدولة الإسلامية) الذي أثار الاضطراب في الإقليم باحتلاله مساحات شاسعة من أراضي العراقي وسوريا، وقوبل الجهد السعودي بالتقدير والثناء من واشنطن وعواصم الغرب.

كما انضمت السعودية وعدد من الدول العربية إلى التحالف الدولي الذي دشن حملات القصف الجوي التي تقودها الولايات المتحدة على عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا.

الأمن الإقليمي

وللتأكيد على الأهمية القصوى لزيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي تبرز أن التحالف الاميركي ـ السعودي يتجاوز المصالح النفطية ويمتد إلى الأمن الإقليمي، فإن أوباما يصطحب معه وفداً كبيراً من الحزبين الكبيرين الديموقراطي والجمهوري ومسؤولين كباراً من الإدارات الأميركية السابقة.

وكان البيت الأبيض قال في وقت سابق إن الجمهوريين جيمس بيكر وزير الخارجية في إدارة جورج بوش الأب وبرنت سكوكروفت مستشار الأمن القومي للرئيسين جيرالد فورد وبوش الأب يرافقان أوباما لتقديم العزاء في وفاة الملك عبد الله.

ويرافق الرئيس الأميركي أيضاً كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية في إدارة الرئيس جورج بوش الابن وستيفن هادلي مستشار الأمن القومي في نفس الإدارة والسناتور الجمهوري جون ماكين الذي عادة ما ينتقد سياسة أوباما الخارجية.

ويضم الوفد أيضا من الإدارة الراهنة، وزير الخارجية جون كيري ومدير وكالة المخابرات المركزية جون برينان إضافة إلى سوزان رايس وليسا موناكو مستشارتي أوباما.

وقبيل وصوله إلى الرياض، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الثلاثاء إنه سيحادث حلفاء مثل السعودية في قضايا حقوق الإنسان لكن عليه أن يوازن بين هذا الضغط وبين المخاوف المتعلقة بالارهاب والاستقرار الاقليمي. وأدلى اوباما بهذه التصريحات في مقابلة مع شبكة (سي.ان.ان)، وقال "ما أجده فعالا مع كل الدول الأخرى التي نعمل معها هو ممارسة ضغط متواصل ومتسق حتى ونحن نقوم بما ينبغي القيام به".

واستطرد "وفي احيان كثيرة هذا يجعل حلفاءنا يشعرون بعدم الارتياح. هذا يشعرهم بالاحباط وعلينا في أحيان ان نوازن بين حاجتنا الى التحدث معهم عن قضايا حقوق الانسان وبين مخاوف وشيكة لدينا متعلقة بمكافحة الارهاب او التعامل مع الاستقرار الاقليمي".

الأجندة

وإلى ذلك، نقلت وكالة (رويترز) ما كتبه صمويل هندرسون الخبير في العلاقات الأميركية السعودية في معهد سياسة الشرق الأدنى حيث يقول: "بغض النظر عما سيجيء في البيان الختامي فإن المواضيع المرجحة للنقاش هي سوريا وإيران والدولة الإسلامية وأسعار النفط".

واستطرد "أهم سؤال بالنسبة للرئيس أوباما هو ما إذا كان الملك سلمان وفريق مستشاريه لديهم أولويات تختلف عن أولويات الملك عبد الله".

ويشار إلى أن العلاقات الأميركية السعودية عادت الى وتيرتها التاريخية، حين زار أوباما الرياض في آذار (مارس) 2014 لرأب الصدع الناشئ من غضب الرياض ونفاد صبرها من عدم حسم واشنطن عددًا من الملفات المهمة كالأزمة السورية وعدم إقدام إدارة أوباما على بذل المزيد للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وقلقها من السعي الأميركي لإبرام اتفاق نووي مع إيران.

وقال مراقبون وقتها، إن&هذا زاد&من شعور بين الحكام السعوديين بأن أوباما يخذل حلفاءه العرب القدامى وكان أبرز واقعة تخلي الولايات المتحدة عن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك الذي أطاحته انتفاضة شعبية عام 2011.