أبوظبي: استقبل الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي بحضور فيليب هاموند وزير الخارجية البريطاني استقبل ملالا يوسف زاي الحائزة جائزة نوبل للسلام في العام 2014.

وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن فوز ملالا يوسف زاي بجائزة نوبل للسلام مناصفة مع ناشط حقوق الأطفال الهندي كايلاش ساتيارثي هو "تكريم لإرادة التحدي ضد قوى التطرف والجهل، التي تريد أن تفرض توجهاتها الظلامية على البشر بالقوة والقهر، وتعيد البشرية إلى عصور التخلف والتحجر، وتقف ضد حركة التطور والتنوير، وهو كذلك تقدير لحق الفتيات في التعلم في ظل تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف بعيدًا عن الغلو والتطرف والانغلاق".

وقال إن منح جائزة نوبل للسلام إلى ملالا هو انتصار أيضًا للرؤية الحضارية التي تتبناها دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة برئاسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات في التصدي الشجاع لقوى التطرف والعنف وتعزيز قيم الانفتاح والوسطية والاعتدال والتسامح.. مشيرًا إلى أن الإمارات وقفت إلى جانب ملالا منذ تعرّضها للحادث الإرهابي، وتكفلت بمصاريف علاجها في لندن، واستقبلها في أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مثمنًا تصميمها وإرادتها الصلبة.

وأضاف الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إن ملالا لم تلهم بشجاعتها وبسالتها فتيات وطنها فقط، بل كل فتيات العالم، بحقهن في الحلم بنيل حقوقهن كاملة غير منقوصة في التعلم، وأرسلت رسالة واضحة، لا لبس فيها، إلى دعاة الجهل والتخلف، ومن يريدون العودة بالعالم ألف عام إلى الوراء، بأن الإرادة تهزم البارود.

وقال إن تعليم المرأة يعتبر حقًا من حقوقها الأساسية وفقًا لتعاليم الدين الإسلامي، مشيرًا إلى أن الإمارات سباقة في تمكين المرأة من التعلم وأداء دورها الاجتماعي، وهو نهج أرسى دعائمه الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وعمل من أجله في وقت مبكر من خلال تقديم التسهيلات وإزالة العقبات أمام المواطنات وتشجيعهن على الالتحاق بالمدارس، إيمانًا منه بأهمية التعليم في تنمية الدول والمجتمعات، وهو ما انعكس على دور الدولة الإنساني والاجتماعي على المستوى العالمي.

وثمّن الشيخ عبدالله بن زايد دور المملكة المتحدة وتعاونها مع دولة الإمارات في التكفل برعاية ملالا يوسف وعلاجها في مستشفى الملكة اليزابيث. من جانبها عبّرت ملالا عن شكرها للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للوقوف إلى جانبها في محنتها، عبر تيسير سبل العلاج لها في لندن حتى عادت إلى حياتها الطبيعية بعد إصابتها في عام 2012 بهجوم نفذته عناصر من حركة طالبان.

كما عبّرت عن إعجابها وتقديرها للشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة والمرأة الإماراتية وما حققته من إنجازات بفضل دعمها ومؤازرتها.

وأكدت أهمية التعليم بالنسبة إلى اللمرأة من أجل الرقي بها والأخذ بيدها نحو مستقبل أفضل في ظل تعاليم ديننا الإسلامي السمحة بعيدًا عن الغلو والتطرف والانغلاق التي تؤثر سلبًا في مجتمعاتنا الإسلامية.. مشيرة إلى حاجة المرأة إلى مزيد من الدعم والمؤازرة لتحقق ما تصبو إليه بوصفها نصف المجتمع وشقيقة الرجل في العمل والكفاح من أجل بناء أسرة متماسكة قوية هي عماد الوطن وعدته.

جدير بالذكر أن ملالا يوسف تعرّضت لمحاولة اغتيال من قبل حركة طالبان - باكستان في تشرين الأول/أكتوبر 2012 لأنها دافعت عن حق البنات في التعليم، وعلى الرغم من إصابتها بالرصاص في رأسها، فإن هذا لم يمنعها من الاستمرار في تحديها، حتى تحولت إلى رمز عالمي للتضحية من أجل الدفاع عن حق البنات في التعليم، ومثال على الصراع بين النور والظلام، وعلى ما يمكن أن يفعله المتطرفون في المجتمعات التي يوجدون فيها أو يسيطرون عليها، وما يكنّه أصحاب التوجهات المتطرفة من عداء للتقدم والعلم.

كما أطلقت "إيمج نيشن أبوظبي" - المتخصصة في مجال صناعة المحتوى الإعلامي والترفيهي في منطقة الشرق الأوسط - عروضًا عدة داخل الدولة وخارجها للفيلم الوثائقي " سماني ملالا" للمخرج دافيس غوغنهايم الحائز جائزة الأوسكار خلال عام 2015.

ويروي الفيلم الوثائقي قصة ملالا يوسف زاي، التي استهدفت عندما كانت في سن الخامسة عشرة من قبل جماعة طالبان، وأصيبت بجراح بليغة، إثر رميها بالرصاص أثناء عودتها إلى منزلها في حافلة المدرسة في منطقة وادي سوات في باكستان.. وبعد نجاتها بأعجوبة، التزمت هي وعائلتها بالنضال من أجل تعليم الفتيات في أنحاء العالم.
&