جرى في الآونة الأخيرة ترحيل "آخر عائلة يهودية من حلب السورية إلى تل أبيب"، بوساطة ثري أميركي من أصل يهودي، إلا أن السلطات الإسرائيلية رفضت&إدخال بعض أفراد العائلة، وتسببت بتفريق شملها، بدعوى أنهم "أسلموا ولا يستحقون الهجرة".


إيلاف - متابعة: سلط رفض إسرائيل منح تأشيرة دخول ليهودية متزوجة بمسلم، الضوء على عملية إخراج بعض آخر اليهود من سوريا، وتحديدًا من حلب، التي شهدت دمارًا هائلًا، وفق رجل أعمال أميركي إسرائيلي قام بتنظيم العملية.

قال موتي كاهانا، الثلاثاء، لفرانس برس، انه نجح في وقت مبكر من هذه السنة في إخراج يهوديتين سوريتين، وايصالهما الى اسرائيل، بينما عادت الثالثة مع عائلتها، بعدما رفضت الدولة العبرية منحها تأشيرة دخول لكونها متزوجة بمسلم.

الثالثة عائدة
أضاف ان اصدقاء له في سوريا رتبوا ارسال سيارة الى مدينة حلب، التي تشهد قتالًا مستمرًا، لجلب اليهوديات الثلاث، وهنّ امرأة في السبعينيات من عمرها وابنتاها مع عائلة احداهن- أي ما مجموعه سبعة اشخاص.

وتتقاسم قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة السيطرة على احياء حلب، التي تشهد معارك مستمرة بين الطرفين منذ صيف 2012. وغالبًا ما تستهدف الفصائل الاحياء الغربية بالقذائف، فيما تتعرّض الأحياء الشرقية بانتظام لقصف جوي ومدفعي مصدره قوات النظام. وشهدت المدينة القديمة في حلب دماراً هائلاً، ولحقت بسوق المدينة التاريخية اضرار فادحة نتيجة المواجهات والحرائق.

وفي منطقة الجميلية في وسط حلب، تعيش إحدى أقدم الجاليات اليهودية في العالم. وكان تقرير صادر من وزارة الخارجية الاميركية حول حرية الأديان في سوريا في عام 2014 قدر عدد اليهود هناك بأقل من عشرين شخصًا. وقتل اكثر من 250 الف شخص في النزاع الدائر في سوريا منذ اكثر من اربع سنوات.

وتمكنت النساء من الهرب بصعوبة الى تركيا، واضطررن الى عبور حاجز لجبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا. وبعد رحلة العذاب هذه، منحت إسرائيل الأم وابنتها الأخرى فقط تأشيرات دخول، في حين اضطرت الثالثة للعودة أدراجها مع عائلتها، لكونها اعتنقت الإسلام، بعدما تزوجت بمسلم قبل سنوات.

إخفاء هوية
وأكد كاهانا، الذي تربطه صلات بمقاتلين معارضين سوريين، وقام في السابق بتنظيم عمليات إجلاء، انه فعل ذلك بعدما طلب ابن العائلة المقيم في نيويورك مساعدات، وتصرف بالاتفاق مع حاخام يهودي. وقال لوكالة فرانس برس عبر الهاتف من ولاية نيوجيرسي الاميركية، "تحركنا لإخراجهن بأسرع وقت ممكن، لأن الامور كانت تتغير على ارض الواقع... قطعت عنهن المياه والكهرباء".

وتابع كاهانا ان العائلة لم ترغب في مغادرة سوريا في البداية، ولم يتم إبلاغها بعملية الإنقاذ ومن يقف خلفها، موضحًا "اضطررنا" لتخويف النساء لحملهن على الصعود الى الحافلة. وعند وصولهن الى تركيا، اتضح بأنه سيكون من الصعب للغاية ان يحصلن على تأشيرات دخول للولايات المتحدة للانضمام الى عائلاتهن هناك.

وبموجب قانون العودة الاسرائيلي، بامكان أي يهودي في العالم الحصول على الجنسية الاسرائيلية، غير أن من يعتنقون ديانات أخرى غير مؤهلين لذلك على الفور. وانتقد رجل الأعمال الإسرائيلي الوكالة اليهودية المسؤولة عن تنسيق هجرة اليهود الى الدولة العبرية، بسبب دفعها الابنة الثانية للمرأة العجوز للعودة الى منطقة حرب.

جلب الجاليات
واكد انها لم تعتنق الإسلام بشكل كامل، موضحًا ان "خمسين بالمئة من اليهود الأميركيين متزوجون بالأغيار، غير اليهود. بعضهم يذهب حتى الى الكنيس". من جانبه، اكد المتحدث باسم الوكالة اليهودية يغال بالمور أن المرأة الثالثة اعتبرت غير مؤهلة للهجرة الى اسرائيل، مؤكدًا انه يجب الالتزام بالقانون. وقال "ان كانت لدى كاهانا مشكلة مع القوانين في اسرائيل، فعليه الذهاب الى المشرعين، بدلاً من إلقاء اللوم على من يطبق القانون".

واكد كاهانا انه بذل جهدًا مع السلطات الاسرائيلية، لكنه اصيب بالاحباط. وقال انه في مثل هذه الحالات "إن شعرت بأن احدهم في خطر، وهناك الكثير من البيروقراطية، للمساعدة (عليك أن تتصرف)". وقال بالمور "ستستمر الوكالة اليهودية في انقاذ اليهود في المناطق الخطرة الراغبين في المجيء الى اسرائيل، وستواصل القيام بذلك في السر، كما تتطلب هذه الاوضاع".

وانتقد "الاستعراض" و"الاشادة" التي يمارسها من قال انهم "نصبوا انفسهم (منقذين). قد يؤدي هذا الى الحاق الاذى بمصالح الاشخاص المعنيين". عند قيام دولة اسرائيل عام 1948، كان هناك نحو 30 الف يهودي في سوريا، لكنهم غادروا على دفعات متتالية، كان آخرها في اوائل التسعينات.