افتتحت ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية في مالطا الجمعة قمة الكومنولث، التي ستخصص جزءًا كبيرًا من مناقشاتها للمناخ، الذي سيدعو هولاند الى "اتفاق طموح" حياله خلال قمة باريس. ووعد كاميرون اليوم بتقديم 1.5 مليون دولار سنويًا على مدى 5 سنوات لإنشاء ودعم وحدة سيكون من مهامها تبادل الخبرات والتعرف إلى مقاربات جديدة لمواجهة الإرهاب.


إيلاف - متابعة: افتتحت ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية في مالطا الجمعة قمة الكومنولث، التي ستخصص جزءا كبيرا من مناقشاتها لموضوع المناخ، الذي سيدعو الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى "اتفاق طموح" حياله خلال قمة باريس في الايام المقبلة.

وقالت الملكة، الرئيسة الفخرية لـ 18 بين 53 دولة عضو في رابطة الكومنولث، في كلمتها الافتتاحية "خلال هذا الاجتماع، يتعيّن على الكومنولث ان تؤكد قيادتها في كثير من الاحيان من خلال تدابير ملموسة بشأن مجموعة من القضايا العالمية".

واشارت الملكة اليزابيث الثانية، التي ترتدي معفطا ازرقا فوق ثوب زهري اللون، الى قدرات الكومنولث في مجال البيئة، واعطت كمثالا على ذلك برنامج الرابطة لحماية الغابات. يذكر ان زيارات الملكة اليزابيث الى الخارج باتت قليلة. وسيستأثر التغير المناخي بالقسم الاكبر من المناقشات التي سيشارك فيها ايضا الامير تشارلز، فيما يبدأ مؤتمر المناخ الاحد في باريس.

وفي حين بدا القادة جلسات عمل مكثفة، اعلن رئيس الوزراء البريطاني تمويلًا لوحدة مكافحة التطرف في الكومنولث، قائلا ان تبادل الخبرات سيساعد على هزيمة "آفة التطرف". ووعد بتقديم مبلغ مليون جنيه استرليني (1,5 مليون دولار) سنويا على مدى خمس سنوات لانشاء ودعم الوحدة التي سيكون من مهامها تبادل الخبرات والتعرف إلى "مقاربات جديدة لمواجهة الايديولوجيات السامة"، وفقا لمكتبه.

وقرر الرئيس الفرنسي ان يزور مالطا بعد الظهر، للمشاركة في القمة، بعد مراسم التكريم الوطني لضحايا اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر، من اجل التذكير بضرورة التوصل الى "اتفاق طموح" حول المناخ. وينص برنامج القمة التي تعقد مرة كل سنتين والتي ستعالج ايضا مسائل الهجرة والتطرف، على عقد جلسة تخصص في الواقع لمسالة المناخ، على ان يصدر المشاركون في نهايتها بيانا مشتركا.

وقال الامير تشارلز في خطاب القاه الخميس في مالطا، "اننا نحول انظارنا ناحية باريس، ونحو اتفاق من شأنه ان يحدد ديمومة البشر وديمومة كل المخلوقات التي تعيش معنا على هذا الكوكب الثمين". اضاف "لا يحق لنا ان نسرق ارث اطفالنا واحفادنا. وعلى كاهلنا تقع الان مسؤولية القيام بما يتعين القيام به... وانا على يقين ان رابطة دول الكومنولث ستضطلع بدور اساسي، على مستوى هذا الاتفاق".

ولا تشارك فرنسا في هذه المفاوضات، لكن هولاند يرغب في المجيء شخصيا من اجل "التذكير برؤية الرئاسة الفرنسية لاتفاق طموح ومنصف ودائم وحيوي". وسيتحدث خلال هذه الجلسة الى جانب الامين العام للامم المتحدة بان-كي مون. وتضم رابطة دول الكومنولث الموروثة من الامبراطورية البريطانية السابقة، ربع بلدان العالم وثلث سكانه.
وعشرون من اعضائها هم دول صغيرة من الجزر شديدة الحساسية حيال مسائل التغيرات المناخية. اما البلدان الاخرى، كالهند وباكستان واوستراليا، فهي في عداد كبرى الدول المسببة للتلوث، ولم تنل مقترحاتها حتى الان الارتياح لدى منظمي مؤتمر المناخ.

وسيلتقي هولاند من جهة اخرى رئيس نيجيريا محمد بخاري لمناقشة موضوع التصدي للارهاب والمناخ. ولم يرسل هذا البلد الافريقي الكبير اي مساهمة الى مؤتمر المناخ، على غرار بلدان نفطية اخرى مثل فنزويلا او الكويت. إلا ان زيارة الدولة التي تقوم بها الملكة اليزابيث الثانية تستأثر بالاهتمام في شوارع فاليتا المزينة بالاعلام المالطية والبريطانية.

وتحتل الجزيرة المتوسطية مكانة خاصة في الحياة الشخصية للملكة التي عاشت فيها مع الامير فيليب بين 1948 و1951، فيما كانا في مستهل حياتهما الزوجية، ولم تتسلم العرش بعد. وكان الامير فيليب آنذاك ضابطا في البحرية الملكية. وقد يكون خطابها في قمة الكومنولث الاخير الذي تلقية، فهي تبلغ التاسعة والثمانين من العمر، وتتجنب الرحلات الطويلة، علما ان القمتين المقبلتين مقررتين في فانوتو في 2017 وماليزيا في 2019.

وصلت الملكة اليزابيث الثانية الخميس إلى مالطا في زيارة دولة تستغرق ثلاثة ايام، لحضور قمة دول كومنولث، في رحلة نادرة بعد أن خففت كثيرًا من تنقلاتها الخارجية خلال الفترة الاخيرة.

يرافق الملكة زوجها الامير فيليب ونجلها الامير تشارلز وزوجته كاميليا. وابتداء من الجمعة، ستشارك الملكة والامير تشارلز في قمة كومنولث التي يحضرها حتى الاحد رؤساء 53 دولة من المنطقة، والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وسيكون موضوع المناخ في صلب المحادثات قبل افتتاح مؤتمر المناخ في باريس الاحد.

مكانة خاصة

ارتفعت الاعلام البريطانية والمالطية في الشوارع الرئيسية في فاليتا للترحيب بالملكة. وتحتل الجزيرة المتوسطية مكانة خاصة في الحياة الشخصية للملكة التي عاشت فيها مع الامير فيليب بين 1948 و1951، فيما كانا في مستهل حياتهما الزوجية، ولم تتسلم العرش بعد. وكان الامير فيليب آنذاك ضابطًا في البحرية الملكية.

وقال ماريو فيلا (52 عامًا) الذي يعمل في مطعم في احد شوارع فاليتا الرئيسية: "اعتاد والداي رؤيتها تسير في الشارع مسرعة لملاقاة الامير لدى انتهاء عمله".

وسيقام احتفال ضخم الخميس لاستقبال الملكة وزوجها في ساحة القديس جاورجيوس في فاليتا، بحضور الرئيسة ماري-لويز كوليرو بريكا التي ستصطحبهما إلى المقر الرئاسي الرسمي.

ومن المتوقع أن تلقي الملكة اليزابيث خطابًا الجمعة في افتتاح اعمال القمة. وذكرت الاجهزة الملكية البريطانية أن زيارة الدولة هذه تؤكد التعاطف الدائم للعائلة المالكة مع مالطا وسكانها وتاريخها ومستقبلها.

أسفار أقل

وقلصت الملكة اليزابيث الثانية (89 عامًا) والامير فيليب (94 عامًا) منذ سنوات رحلاتهما إلى خارج المملكة المتحدة. وزيارة مالطا هي الثانية التي تقوم بها الرئيسة الفخرية لـ 16 من الدول الـ 53 الاعضاء في كومنولث، بعد زيارة إلى المانيا في حزيران (يونيو) الماضي، زارت في خلالها معسكرًا نازيًا قديمًا، والتقت الرئيس الفدرالي يواكيم غاوك، ثم عقدت لقاءً قصيرًا مع المستشارة أنجيلا ميركل.

وفي 2014، زارت الملكة روما حيث التقت البابا فرنسيس، وفرنسا في الذكرى السبعين لانزال الحلفاء في حزيران (يونيو) 1944. وقبل ذلك، زارت استراليا في تشرين الاول (اكتوبر) 2011.

وشددت مصادر في قصر باكينغهام على انه لم يتم اتخاذ أي قرار حول احتمال تخلي الملكة عن الرحلات الطويلة. وبرامج الرحلات الملكية إلى الخارج "مضبوط" بحيث انها تأخذ في الاعتبار عمر الملكة اليزابيث والامير فيليب، كما اوضحت هذه المصادر.

التغيّر المناخي

من جهة أخرى، اعلن رئيس وزراء مالطا جوزف موسكات أنه يسعى إلى أن تخرج القمة بنتائج متجذرة في الواقع، كونها ستتطرق إلى مسائل "تثير قلقًا مباشرًا" مثل التغيّر المناخي والتطرف والتجارة ومشكلة الهجرة.

من لندن، اعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن الرئيس الاميركي باراك اوباما والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل حضّاه على "بذل جهد حقيقي" في قمة كومنولث من اجل التأكد من الوصول إلى "جهد شامل" في مسألة التغيّر المناخي.

ويلتقى وزراء خارجية الدول المشاركة في القمة الخميس لليوم الثاني على التوالي للتحضير لمؤتمر الجمعة. وعن مشاركة هولاند في القمة، قال موسكات لوكالة الصحافة الفرنسية: "مشاركته ترتدي رمزية كبرى، كونها زيارته الاولى إلى منتدى دولي بعد اعتداءات باريس".

واضاف: "حول طاولة واحدة يتحلق مزيج من دول غير موحدة من حيث الدين والعرق أو المنطقة، واتوقع من بعض الدول الاعضاء اعلان مبادرات تهدف بشكل مباشر إلى التوجه إلى الشباب لإبعادهم عن التطرف وتقديم بدائل لهم".