&
نصر المجالي:&بينما تستعد تركيا لمرحلة حاسمة ومفصلية في تاريخها الحديث، غداة الانتخابات البرلمانية التي أعادت رسم الخريطة السياسية من جديد وانهاء أحلام حزب العدالة والتنمية كـ"آخر معاقل الإسلام السياسي" في الحكم، واصلت الصحافة البريطانية تعليقاتها وتقاريرها عن الحدث.&
وتستعد تركيا راهناً لمرحلة تشكيل الحكومة الجديدة وسط احتمالات بأزمة سياسية، في ضوء عدم تمكن أي من الأحزاب المشاركة فيها من الحصول على نسبة من الأصوات تؤهلها لتشكيل حكومة منفردة، ولاحت في الأفق خيارات تشكيل حكومة أقلية، أو حكومة ائتلاف أو انتخابات مبكرة.
&
يذكر أن تركيا شهدت أول من أمس الأحد، اجراء الانتخابات التشريعية التي فاز فيها الحزب الحاكم بالمركز الأول، وبلغت نسبة أصواته 40.86% خولته الفوز بـ 258 مقعدًا في البرلمان، وذلك بعد فرز 99.99 % من الأصوات الانتخابية، بحسب نتائج أولية غير رسمية.
كما &حصل حزب الشعب الجمهوري على 24.96% من الأصوات، وتمكن من الفوز بـ 132 مقعدًا، أما حزب الحركة القومية، فحصد 16.29 % من الأصوات، وفاز بـ 80 مقعدًا، &في حين نال حزب الشعوب الديمقراطي (غالبية أعضائه من الأكراد) 13.12 % من الأصوات، التي أهلته للفوز بـ 80 مقعدًا من مقاعد البرلمان، البالغ عددها 550 مقعدًا.&
وأدلى في هذه الانتخابات 47 مليونًا و462 ألفًا و695 ناخبًا بأصواتهم، وبلغ عدد الأصوات الصحيحة 46 مليونًا و131ألفًا و968 صوتًا، فيما وصل عدد الأصوات الباطلة مليونًا و330 ألفًا و727 صوتًا.
&
لعق الجراح&
وفي متابعتها للحدث التركي، فإنه لفت الأنظار أنه حسب تقرير لـ(بي بي سي العربي) بأن صحيفتي "إنديبندانت" و"الغارديان" نشرتا عنوانين متشابهين حول الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، إذ نشرت الأولى تقريراً تحت عنوان "أردوغان يلعق جراحه"، أما الثانية فجاءت تحت عنوان "أردوغان يلعق جراحه بعد رفض الناخبين خطته للحصول على مزيد من السلطات".
وقالت صحيفة (إنديبندانت) إنه "بعد مرور 13 عاماً على حصول حزب العدالة والتنمية على الأغلبية المطلقة في البرلمان التركي، فإن الحزب الحاكم ذا الميول الإسلامية عليه أن يسعى اليوم إلى تشكيل ائتلاف مع شركاء، وسيجبر الرئيس على كبح جماح أساليبه الاستبدادية، من أجل نيل رضى الأقلية الكردية".
وأضافت أنه "بعد مرور أشهر من حالة الغموض السياسي في تركيا، فإن نتائج الانتخابات البرلمانية أظهرت أن أيًا من الأحزاب السياسية في البلاد ومن بينها حزب العدالة والتنمية لم يستطع الحصول على الأغلبية في البرلمان، الأمر الذي يعتبر رد فعل شعبياً ضد سلطات الرئيس التركي رجب طيب الدين أردوغان".
وجاء في تقرير (إنديبندانت) أن "أردوغان لم يظهر بنفس الثقة التي امتلكها قبيل الانتخابات، حيث كان يأمل بتغيير الدستور التركي وتمديد فترة بقائه في كرسي الرئاسة".
وأوضح التقرير أنه في حال فشل أردوغان في تشكيل حكومة ائتلافية، فإن تركيا تتجه إلى انتخابات مبكرة في آب (اغسطس) المقبل.
وأشار التقرير إلى أن الناخبين الأتراك رفضوا يوم الأحد الإذعان لطموحات أردوغان، كما أنهم أوصلوا الأكراد إلى مقاعد البرلمان في خطوة توصف بالتاريخية.
&
آمال الأكراد
وزادت آمال الأكراد بعد نتائج تلك الانتخابات بإعادة محادثات السلام بينهم وبين الحزب الحاكم.
يذكر أن أردوغان بدأ محادثات السلام مع حزب أوجلان في 2012 في محاولة لإنهاء الصراع الذي راح ضحيته أكثر من 40 ألف شخص.
ويتهم الأكراد أردوغان بعرقلة التوصل لاتفاق سلام لعدة أشهر، ويقول رئيس سابق لإحدى دور النشر إن "المواطنين الأكراد شعروا بأن أردوغان ليس صادقاً في ما يقوله، فأعطوه الإجابة في صناديق الاقتراع".
&
طموحات معلّقة&
ومن جهتها، قالت افتتاحية صحيفة الغارديان إن "طموحات اردوغان معلقة، وعلى معارضيه العمل على نجاح التعددية الحزبية في البلاد".
وأضافت ان أردوغان كان يخاطر بالسقوط وقد سقط فعلاً، فلم يستطع حزبه أي حزب العدالة والتنمية الحصول على الأغلبية المطلقة في البرلمان.
وأشارت إلى أن تركيا استطاعت الهروب من خطورة أن يحكمها حزب واحد، ومن حصول أردوغان على صلاحيات واسعة.
وختمت بالقول إن "تركيا الجديدة التي تمثل الشباب والأقليات بددت مخاطر أن يحكم البلاد حزب واحد، إلا أن مخاطر صمود أحزاب متعددة في الحكم في مجتمع مفتت يجب أن تكون موضوع نقاش الحكام الذين يقع على عاتقهم كم كبير من المسؤوليات".
&