التحضير قائم لزيارات فرنسية عالية المستوى إلى السعودية، في ظل تطابق في الرؤية بين البلدين بشأن قضايا الشرق الأوسط الساخنة.

&
شدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على متانة العلاقات السعودية البريطانية، واتجاهها إلى مزيد من المتانة في المستقبل القريب، مؤكدًا أن البلدين يعملان كي يبقى شغب إيران خارج حدودها محدودًا، وكي يتحقق الأمن والاستقرار في المنطقة، وذلك عقب تبادل السفراء بين لندن وطهران الأسبوع الماضي، بحسب "الشرق الأوسط".
&
تتكلل بالنجاح
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده الجبير ووزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الأربعاء، قال إن نظيره البريطاني قدّم تطمينات حول متانة التدابير المعتمدة في اتفاق فيينا النووي مع إيران لضمان الإشراف الفعال على البرنامج النووي الإيراني، وإعادة فرض العقوبات على طهران إن لم تحترم شروط الاتفاق.
وعلق الجبير على زيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى الولايات المتحدة بنهاية الأسبوع المقبل، فقال إنها جاءت تلبية لدعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما، "والمحادثات ستشمل أهم التطورات في منطقة الشرق الأوسط، وأتوقع أن تتوج هذه القمة السعودية - الأميركية، على غرار القمم السابقة، بالنجاح".
تطرّق الوزيران إلى ضرورة التوصل إلى حل سياسي في اليمن في أقرب فرصة ممكنة، ودعا الجبير إلى تضافر الجهود لإعادة إعمار اليمن وتحسين المستوى السياسي - الاقتصادي لشعبه بعد انتهاء الأزمة.
وفي الملف السوري، أعاد الجبير تأكيده على أن لا مستقبل لبشار الأسد في سوريا، مشددًا على أهمية الانتقال السياسي، سواء كان عبر الانتقال السلمي للسلطة، أو عبر الحسم العسكري.
&
زيارات فرنسية للسعودية
وتشهد باريس اليوم لقاءً بين الجبير ونظيره الفرنسي لوران فابيوس، يناقشان خلاله أهم الملفات السياسية والعلاقات الثنائية، في إطار التشاور المستمر بين الرياض وباريس لمتابعة العلاقات الثنائية والتشاور والتنسيق بشأن الملفات الإقليمية والتحضير للاستحقاقات المقبلة المنتظرة في أيلول (سبتمبر) و تشرين الأول (أكتوبر) القادمين.
ونقلت "الشرق الأوسط" عن مصادر دبلوماسية فرنسية تأكيدها التحضير لعدد من المناسبات المهمة في الأسابيع المقبلة، أولها زيارة يقوم بها وزير الدفاع جان إيف لودريان إلى السعودية الشهر المقبل لمناقشة الملفات العسكرية والدفاعية التي تم تداولها في حزيران (يونيو) الماضي، ومنها عقود لشراء الرياض معدات وأسلحة فرنسية.
ويسعى الطرفان السعودي والفرنسي إلى التحضير الدقيق لزيارة رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس إلى الرياض في 12 و13 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، مصحوبًا بوزير الاقتصاد إيمانويل ماكرون ووزراء آخرين، وبوفد كبير من رجال الأعمال الفرنسيين، تزامنًا مع انعقاد المنتدى الثاني لفرص الأعمال السعودي – الفرنسي. ونقلت الصحفية &عن المصادر الفرنسية قولها أن وجود فالس في السعودية مناسبة لمحادثات عالية المستوى بين الجانبين، تتناول كافة جوانب العلاقات الثنائية وتبادل الرأي بشأن الملفات الساخنة، وعلى رأسها الحرب في سوريا والاتفاق النووي بين إيران ومجموعة الدول الست والوضع في العراق والحرب على الإرهاب.
&
تطابق في الرؤية
وبحسب "الشرق الأوسط"، تلفت المصادر الدبلوماسية الفرنسية إلى تطابق في الرؤية بين الرياض وباريس للأزمات الشرق أوسطية، سواء في ما يتعلق بمسار الحرب في سوريا أو التطورات في العراق، إضافة للوضع الداخلي اللبناني أو تبعات الاتفاق النووي مع إيران. وتشير هذه المصادر إلى أن باريس تعي المخاوف الخليجية لجهة طبيعة السياسة الإيرانية الإقليمية لما بعد الاتفاق. لذلك، كانت حريصة على الالتزام بموقف متشدد أثناء المفاوضات من أجل انتزاع اتفاق صلب، يضمن سلمية البرنامج الإيراني ويعيد فرض العقوبات في حال إخلال إيران بالتزاماتها.
&
وبالنسبة للأزمة السورية، لا ترى باريس والرياض إمكان استمرار بشار الأسد، وهو ما أعاد تأكيده أول من أمس الرئيس هولاند في خطابه أمام السفراء الفرنسيين، متحدثًا عن "تحييد" الأسد كأحد الشروط الثلاثة التي طرحها للحل السياسي الانتقالي، إلى جانب توفير الضمانات للمعارضة المعتدلة وتحديدا السنة والأكراد مع المحافظة على بنى الدولة ووحدة سوريا، وضم القوى الإقليمية، وذكر منها السعودية وتركيا وإيران، إلى جهود البحث عن حل سياسي. كما أن باريس والرياض لا تريان أن موسكو قد تخلت عن دعم الأسد أو أبدت استعدادًا جديًا للبحث في مرحلة ما بعد الأسد. وترى باريس أن مقترح الرئيس فلاديمير بوتين إقامة جبهة لمحاربة داعش تضم السعودية وتركيا والأردن والقوات السورية لا مستقبل له.