قال رئيس الوزراء العراقي العبادي إنه وجه القيادات الأمنية بمطاردة "عصابات مجرمة" اعتدت على ثلاثة مساجد للسنة جنوب بغداد فيما وصفت الداخلية التفجيرات وقتل إمام وخطيب أحدها بأنه محاولة يائسة لاستعداء الطوائف ضد بعضها مؤكدة تصديها بحزم وقسوة لكل محاولة تنال من المجتمع... وذلك وسط مخاوف من تجدد اقتتال طائفي في البلاد شهدته عام 2006.

لندن: كتب القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي فايسبوك معلقًا على تفجير ثلاثة مساجد بمحافظة بابل جنوب بغداد الاثنين "وجهنا قيادة عمليات بابل بمطاردة العصابات المجرمة من دواعش واشباههم التي اعتدت على المساجد لإثارة الفتن وضرب الوحدة الوطنية".

ومن جهتها، قالت وزارة الداخلية العراقية في بيان صحافي الاثنين، اطلعت على نصه "إيلاف"، إن حصول هجمات ضد بعض مساجد أهل السنة في مدينة الحلة بمحافظة بابل (100 كم جنوب بغداد) تأتي "تزامناً مع الضربات الموجعة التي تلقتها عصابات داعش في محاور القتال"، التي استطاعت خلالها القوات العراقية قبل ايام من استعادة مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار الغربية من سيطرته بعد ستة أشهر من احتلالها.

وشددت الداخلية على أن هذه الاعتداءات محاولات يائسة لاستعداء الطوائف العراقية ضد بعضها، وثمة جهود تعمل لإحياء الاحتقانات المذهبية على خلفية أحداث تشهدها المنطقة، فإن هذه المحاولات تقوم بها عناصر مدسوسة لزرع الفتنة واستغلال الظروف الإقليمية الراهنة لكن القوى العراقية المختلفة تثبت وحدتها وتضامنها، وهو ما تجلت إرادتها بشكل واضح في الإصرار على وحدة النسيج الوطني العراقي وحماية المجتمع من كل أشكال التصدعات.

وفي وقت سابق اليوم، فجر مسلحون مجهولون ثلاثة جوامع في مناطق مختلفة من محافظة بابل ومركزها مدينة الحلة (100 كم جنوب بغداد) بعبوات ناسفة.

وقال مصدر أمني إن مسلحين مجهولين فجروا الليلة الماضية بعبوات ناسفة، جامع عمار بن ياسر في حي البكرلي وسط مدينة الحلة، وجامع الفتح في قرية سنجار (5كم شمال الحلة)، وجامعًا ثالثًا في ناحية الإسكندرية (55كم شمال الحلة)، ما أسفر عن الحاق اضرار مادية كبيرة بالجوامع& من دون وقوع خسائر بشرية".

وأشار إلى أنّ المسلحين قاموا بقتل امام وخطيب جامع الرحمن بالرصاص أمام منزله في قضاء الاسكندرية (55 كم شمال الحلة) بالمحافظة نفسها.

التصدي بحزم وقسوة لمحاولات النيل من المجتمع.

وأكدت وزارة الداخلية انها ستتصدى بحزم وقسوة لكل محاولة تنال من مكانة المجتمع، "وخصوصاً أن أولويتنا هي ردع العصابات الإرهابية وإلحاق الهزيمة بها وإعادة النازحين إلى ديارهم". ودعت إلى الحذر الشديد من هذه المحاولات.. وطالبت وسائل الإعلام بالتحلي بالمسؤولية الوطنية والمهنية والأخلاقية بعدم الترويج لما يهدف له أعداء العراق.

والليلة الماضية، كشف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن أن الحكومة العراقية أكدت التزامها بحماية البعثة الدبلوماسية للمملكة في العاصمة بغداد، فيما أشار إلى وجود "مقاومة شعبية" في العراق ضد التدخل الإيراني.

وقال الجبير في مؤتمر صحافي بالرياض إنه "تم التواصل مع الحكومة العراقية بشأن أمن بعثتنا الدبلوماسية، وقد أكدت الحكومة التزامها بالقوانين الدولية وانها ستبذل ما بوسعها لحماية بعثتنا".. مؤكداً أن بلاده "تنظر بجدية لجميع التهديدات التي اطلقت". وأضاف الجبير أن "هناك مقاومة شعبية من جميع الطوائف في العراق ضد التدخل الإيراني الذي بدأ يخسر نفوذه في جميع البلدان".

وفي المؤتمر الصحفي نفسه، أعلن الجبيرعن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إيران، فيما طالب بمغادرة الدبلوماسيين خلال 48 ساعة. وقال إنه "ردًا على التدخلات الإيرانية المستمرة قررت السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران".. مبينًا انه "تم ابلاغ السفير الإيراني في المملكة بذلك".

ودخل العراق اثر تفجير قبة الامامين العسكريين للشيعة في سامراء (125 كم شمال غرب بغداد)، مطلع عام 2006، مرحلة اقتتال طائفي التي اعقبتها عمليات هجرة داخلية في محافظات البلاد، وخارجية إلى دول الجوار والاوروبية. ومع بداية النصف الثاني من العام، ارتفعت وتيرة العنف في البلاد التي شهدت اقتتالاً طائفيًا اودى بحياة آلاف العراقيين.

وفي خطوة تهدف إلى الحفاظ على أرواح المواطنين وحقن دمائهم، وقع كبار القيادات الدينية في العراق الشيعية والسُّنية على وثيقة مكة المكرمة في العشرين من تشرين الاول (اكتوبر) عام 2006.

&