أعربت الملكة رانيا العبد الله عن استعداد بلادها لإقامة مناطق اقتصادية يستطيع اللاجئون أن يجدوا فرص عمل فيها. مقترحة على المستثمرين المحليين والأجانب إنشاء سلاسل إمداد في هذه المناطق وتعليم اللاجئين مهارات يمكن أن ينقلوها معهم إلى بلدانهم حين يعود السلام.


عبدالاله مجيد: أعلن مشاركون في المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يواصل اعماله في منتجع دافوس السويسري، أن الطرق التقليدية في مساعدة اللاجئين لم تعد مجدية بمفردها، في وقت يواجه العالم اسوأ ازمة تهجير ونزوح منذ الحرب العالمية الثانية، ودعوا الى تغيير هذه الطرق لمساعدة لاجئي العالم، البالغ عددهم 60 مليون لاجئ.&
&
بناء الاستقلالية والأمل
وقالت الملكة رانيا العبد الله، ملكة الاردن، التي يستضيف بلدها نحو 1.3 مليون لاجئ، "نحن مستعدون لاقامة مناطق اقتصادية يستطيع اللاجئون أن يجدوا فرص عمل فيها". واقترحت ان بامكان المستثمرين المحليين والأجانب اقامة سلاسل امداد في هذه المناطق وتعليم اللاجئين مهارات يمكن ان ينقلوها معهم الى بلدانهم حين يعود السلام. ومن الحوافز الأخرى منح منتجات اللاجئين معاملة تفضيلية تيسر دخولها بلدانًا أخرى.
&
وأكدت ملكة الاردن أن استقلال اللاجئين وتحقيقهم الاكتفاء الذاتي اقتصاديًا ضروريان، وإلا فإنهم سيفقدون الأمل، ويمكن ان يصبحوا مكشوفين لتجنيدهم في صفوف الجماعات المتطرفة. &
&
ولاحظت أن متوسط الوقت الذي يمضيه النازح لاجئًا هو الآن 17 سنة، مؤكدة أن الاردن بمفرده لا يستطيع ان يتعامل مع المشكلة. وأشارت الى ان المساعدات الدولية لا تغطي إلا 30 في المئة من تكاليف إعالة اللاجئ، وان الحكومة الاردنية تعتمد على الاقتراض لتمويل الباقي.
&
قلوب أكبر من مبان
وبدأت البلدان المانحة تدرك ضرورة تغيير هذه الطريقة في التعامل مع الأزمة، حيث اعلن نائب رئيس الوزراء البلجيكي الكسندر دي كرو "انه من الضروري معالجة المشكلة بطريقة مختلفة". ودعا دي كرو الى تهديم الجدار القائم بين العمل الانساني قصير الأمد والتنمية طويلة الأمد، ليتمكن اللاجئون من الحصول على التعليم، ودخول سوق العمل والتمتع بمنافع أخرى.
&
وقال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير إن المنظمات الانسانية بدأت تطور أدوات ومعالجات جديدة لتمويل مشاريع تنموية في مصلحة اللاجئين.&
&
وشدد حمدي اولوكايا، الرئيس التنفيذي لشركة شوباني الاميركية، على دور القطاع الخاص قائلاً إن شركته لصناعة الالبان بدأت تشغل لاجئين منذ خمس سنوات، وان شركات في تركيا والاردن ولبنان أخذت تقتدي بمثال شركته. واضاف اولوكايا "نحن لن نتذكر من أنشأ أعلى المباني في العالم، ولكننا سنتذكر من هو صاحب أكبر قلب".&
&
وقال نائب رئيس الوزراء التركي محمد شمشك "ان ما نواجهه قضية عالمية حقًا، وهي مشكلة عالمية تتطلب حلاً عالميًا". واكد ان تركيا تقوم بما عليها منوهًا بمنح تراخيص عمل الى 2.5 مليون لاجئ سوري في اراضيها وتوفير التعليم والعناية الصحية وخدمات اخرى لنحو 700 الف طفل.&
&
وطالب شمشك بوقف القصف الذي يستهدف المدن، قائلاً انه يؤدي الى موجات نزوح وتهجير جديدة، داعيًا الى معالجة المشكلة من اساسها. ويشارك في الاجتماع السنوي السادس والأربعين للمنتدى الاقتصادي العالمي، الذي تستمر اعماله من 20 الى 23 كانون الثاني/يناير في منتجع دافوس السويسري، ما يربو على 2500 من قادة الأعمال والحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والوسط الأكاديمي والاعلام والفنون.