دعا نائب الرئيس الاميركي كلمة القاها في قمة المنتدى الاقتصادي العالمي المعقود في منتجع دافوس في سويسرا، للدفاع الطبقة الوسطى، وايلائها اهتماما خاصا قائلا إنها ضمانة المستقبل والاستقرار والديمقراطية.


واشنطن: اخطر ما يواجه العالم الحالي عدا النزاعات والحروب والقتل وسفك الدماء تغير معايير قيام المجتمعات المنقسمة عادة الى طبقات واضحة المعالم بين عليا ووسطى ومتدنية.ويعزو مراقبون وباحثون السبب الى الثورة الصناعية الرابعة المتمثلة بالتكنولوجيا والرقميات التي اصبحت تهدد بالقضاء على ملايين الوظائف والاعمال لاسيما في العالم المتقدم.

وفي هذا الاطار، دعا نائب الرئيس الاميركي كلمة القاها في قمة المنتدى الاقتصادي العالمي المعقود في منتجع دافوس في سويسرا، للدفاع عن هذه الطبقة ودعا الى ايلائها اهتماما خاصا قائلا إنها ضمانة المستقبل والاستقرار والديمقراطية.

وقال بايدن "الطبقة الوسطى رديف للامكانيات، امكانيات اولئك الذين يرغبون في العمل بمثابرة لتحقيق حياة كريمة".

ودعا بايدن المجتمعين الى تجديد ثقة الناس بالمستقبل مؤكدا ان هذه الطبقة كانت وراء تحقيق استقرار المجتمعات في الدول الديمقراطية في العالم واضاف "عندما تكون الطبقة الوسطى متعافية، يتعافى الأغنياء ويجد الفقير سبيلا لتحسين وضعه".

إنها الروح

وحذر بايدن بالقول "الثورة الصناعية الرابعة تعمل على اخلاء الطبقة المتوسطة من ابنائها وأفرادها ومن مسؤوليتنا اعادة توجيه هذه التغيرات لصالح المجتمع ولضمان ان تخلق الثورة الرقمية فائزين اكثر من خاسرين".

ووجه بايدن اللوم الى طريقة تفكير ارباب العمل المحدودة والضيقة فائلا إنها وراء تدهور ظروف العاملين والموظفين ثم اقترح خمس طرق لتعزيز قوة الطبقة الوسطى وهي: الاستثمار في التعليم والتدريب وتعزيز حماية العاملين من الازمات الاقتصادية وتحديث البنى الارتكازية وضمان تزايد الضرائب مع تزايد الدخل مع تأمين قيام كل شخص بدفع حصته بشكل منتظم ثم توفير رؤوس الاموال بشكل اوسع.

وقال بايدن "علينا العودة الى الاساسيات، علينا اعادة شق الطرق التي تجمعنا بالطبقة الوسطى، هذه مسألة اقتصادية ملحة، فاذا فقدت الطبقة الوسطى ايمانها بامكانية تحقيق حياة افضل فسيكون معنى ذلك ان نفقد شيئا متميزا، أن نفقد روح الانسانية التي لا يمكن لاي آلة ان تحل محلها"، حسب قوله.

التكنولوجيا

وقال يوهان شنايدر آمان رئيس الاتحاد السويسري والمستشار الفيدرالي لشؤون الاقتصاد والتعليم والبحوث في سويسرا في وقت سابق في كلمة امام المجتمعين إن وجود دول ومؤسسات قوية امر مهم لازدهار الاسواق وتحقيق النمو الاقتصادي. وقال "الاسواق المفتوحة هي الطريقة الوحيدة لزيادة الدخل ونصيب الفرد الواحد منه".وقال ايضا "العولمة كانت لها آثار ايجابية وليست سلبية" ثم اكد ضرورة امتلاك القدرة للتكيف مع التغيرات السريعة والهائلة التي ينتجها التقدم التكنولوجي، حسب قوله.

من جانبه، قال كلاوس شواب مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي ومديره التنفيذي في ملاحظاته "نحتاج الى خلق مستقبل ينفعنا جميعا من خلال التفكير بالناس اولا وتمكينهم من خلال التكنولوجيا".

هذا ويلتقي 2500 من قادة الاقتصاد والحكومات والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني والاكاديميين في اطار القمة 46 للمنتدى الاقتصادي العالمي بين العشرين والثالث والعشرين من هذا الشهر تحت شعار "التحكم بمسار الثورة الصناعية الرابعة"، ويتضمن برنامج المنتدى اكثر من 300 جلسة سيتم نقل 100 جلسة منها نقلا حيا مباشرا على الانترنيت.