يعيش عدد كبير من سكان هايتي في أكواخ هشة أمام خطر الفيضانات. تقول اللافتة "منزل للبيع"

 

ضرب إعصار ماثيو، وهو أحد أقوى الأعاصير في المحيط الأطلسي في السنوات الأخيرة، جزيرة هايتي مصحوبا برياح بسرعة 230 كيلومترا في الساعة وأمطار غزيرة.

وضرب الإعصار المصنف من الفئة الرابعة، الجزء الجنوبي الغربي من الجزيرة في حوالي الساعة الحادية عشرة بتوقيت غرينيتش .

وقال المركز الوطني للأعاصير في الولايات المتحدة إن الجزيرة معرضة لظروف جوية "تهدد الحياة".

وتحدثت تقارير من المناطق الجنوبية الشرقية المتضررة في الجزيرة عن قرى وتجمعات غمرتها المياه وبنايات تهدمت سقوفها.

ونقلت وكالة اسوشيتدبرس عن مدير الدفاع المدني في هايتي، ماري التا جان- بابتايست قولها "إنه من المبكر الآن معرفة مدى سوء الأوضاع، ولكننا نعرف أن الكثير من المنازل قد دمر أو تضرر في الجنوب".

وقد قتل أحد السكان المرضى عندما ضربته الأمواج أثناء مغادرة منزله في بلدة بور سالو.

وقال الرئيس المؤقت في هايتي، جوكيليرمي بريفيرت، إن عددا من الناس قتل بسبب العواصف، "وقد شهدنا حالات وفاة بالفعل بين من كانوا في البحر. كذلك هناك عدد من المفقودين. وهم من الناس الذين لم يتبعوا التحذيرات، فخسروا أرواحهم".

وهايتي هي واحدة من أفقر الدول في العالم، ويعيش الكثير من السكان في مناطق عُرضة للفيضان.

وقال جون كانغيالوسي، من المركز الوطني للأعاصير في الولايات المتحدة، إن جزء من المشكلة في هايتي "هي الطبيعة الجبلية للبلاد، والإعصار ماثيو يتحرك ببطء، جالبا كميات كبيرة من الأمطار. والنصيحة الأفضل لسكان هايتي هو الانتقال إلى المكان الأكثر أمانا، حتى تمر هذه العاصفة".

ودعت السلطات في هايتي المواطنين إلى تخزين الطعام والمياه وتأمين منازلهم. ولا يزال الآلاف يعيشون في خيام عقب الزلزال الهائل الذي ضرب البلاد في عام 2010.

وطالب فريدريك هيسلان، عمدة أكبر المناطق العشوائية في العاصمة "بور أو برنس"، الحكومة بإجلاء حوالي 150 ألف شخص ممن تتعرض منازلهم لخطر الإعصار.

تحاول السلطات في هايتي إقناع المواطنين بإخلاء منازلهم

تشهد بعض أجزاء من الجزيرة بالفعل آثار إعصار ماثيو

سيكون غرب هايتي هو الأكثر تضررا

وأعلن مسؤولون في هايتي عن تشييد نحو 1300 من أماكن الإيواء الطارئة في أنحاء البلاد، وهي كافية لاستيعاب 340 ألف شخص، وأغلق المطاران الموجودان في هايتي.

لكن بعض السكان المحليين رفضوا الانتقال إلى الملاجيء، خوفا من سرقة متعلقاتهم.

وقال أحد السكان المحليين إن المجتمع سيتحد في مواجهة خطر العاصفة، "ونحن نتواصل فيما بيننا بفضل الطرق الخاصة بنا. وسنبلغ الناس بطبيعة الأوضاع. وإذا ساءت الأمور، سنتجمع".

جامايكا أيضا تعاني من آثار إعصار ماثيو

أجزاء من كوبا أيضا في حالة تأهب

وفي جمهورية الدومينيكان، أُجلي حوالي 13 ألف شخص من المناطق شديدة الخطورة. ويُتوقع أن تتعرض أيضا لرياح وأمطار، بحسب رئيس الدفاع المدني في البلاد.

وضربت الرياح والأمطار الشديدة مناطق من جامايكا، وتسببت الفيضانات في إغلاق الطرق في العاصمة كينغستون.

ومن المتوقع أن يضرب إعصار ماثيو شرق كوبا، وأُطلقت التحذيرات في ستة مقاطعات غربية، ويجري إجلاء السكان من المناطق المنخفضة.

كما يُتوقع أن يضرب ماثيو الساحل الشرقي الأمريكي في نهاية هذا الأسبوع. وأعلنت ولاية فلوريدا، وأجزاء من كارولينا الشمالية، حالة الطوارئ.

وإعصار ماثيو هو الأقوى في المنطقة منذ إعصار فليكس عام 2007.