أعلن مشروع "ارتياد الافاق" عن نتائج "جائزة ابن بطوطة" لعام 2016، التي يمنحها "المركز العربي للأدب الجغرافي" سنويًا، ويرعاها الشاعر محمد أحمد السويدي، إلى جانب عدد من المشروعات التنويرية الورقية والالكترونية، تحت مظلة "دارة السويدي الثقافية"، ويشرف عليها مدير عام المركز الشاعر نوري الجراح.

إيلاف من الرباط: أسفرت النتائج عن فوز سعودية وفلسطينية ومغربي وجزائري وأردني وثلاثة عراقيين، حيث يتعلق الأمر بلطفية الدليمي وشاكر لعيبي وفالح عبد الجبار (العراق)، وزيد عيد الرواضية (الأردن)، وغدير أبو سنينة (فلسطين)، وأريج بنت محمد بن سليمان السويلم (السعودية)، وخالد التوزاني (المغرب)، وعيسى بخيتي (الجزائر).

وكانت جائزة "ابن بطوطة قد أنجزت دورتها الأولى في مطلع عام 2003. وهي تمنح، سنويًا، لأفضل الأعمال المحققة والمكتوبة في أدب الرحلة، وجاءت انسجامًا مع طموحات الدار في إحياء الاهتمام العربي بالأدب الجغرافي.

وبلغ عدد المخطوطات المشاركة 52 مخطوطًا، جاءت من 11 بلدًا عربية، توزعت على الرحلة المعاصرة، وعلى المخطوطات المحققة، والدراسات في أدب الرحلة، وأدب اليوميات. وقد نزعت أسماء المشاركين من المخطوطات قبل تسليمها إلى أعضاء لجنة التحكيم لدواعي السريّة وسلامة الأداء.&

وجرت تصفية أولى تم بموجبها استبعاد الأعمال التي لم تستجب للشروط العلمية المنصوص عنها بالنسبة إلى التحقيق، والدراسة أو ما غاب عنه المستوى بالنسبة إلى الجائزة التي تمنحها الدارة للأعمال المعاصرة. وفي التصفية الثانية بلغ عدد المخطوطات 14 مخطوطة، قبل الوصول إلى التصفية النهائية، التي أفرزت الفائزين.

وفاز عن (النصوص الرحلية المحققة) زيد عيد الرواضية (الأردن) عن تحقيق كتاب "من فيينا إلى فيينا/ رحلة محمد صادق رفعت باشا إلى إيطاليا 1838"، وشاكر لعيبي (العراق) عن تحقيق كتاب "رحلة أبو دلف المسعري في القرن العاشر الميلادي"، وعيسى بخيتي (الجزائر) عن تحقيق "جمهرة الرحلات الجزائرية الحديثة في الفترة الاستعمارية 1830 - 1962" في 7 أجزاء متبوعة بدراسته المسماة: "أدب الرحلة &الجزائري الحديث - سياق النص وخطاب الأنساق".&

وفازت عن (الرحلة المعاصرة - سندباد الجديد) لطفية الدليمي (العراق) عن كتابها "مدني وأهوائي - جولات في مدن العالم". وفاز عن (اليوميات) غدير أبو سنينة (فلسطين - نيكاراغوا) عن كتابها "إخوتي المزينون بالريش".&

وعن (الدراسات) كل من خالد التوزاني (المغرب) عن كتابه: "الرحلة وفتنة العجيب/ بين الكتابة والتلقي"، وأريج بنت محمد بن سليمان السويلم (السعودية) "السرد الرحلي والمتخيل في كتاب السيرافي والغرناطي". وفاز عن (الترجمة) فالح عبد الجبار عن ترجمة رحلة جوتة إلى ايطاليا "رحلة إيطالية (1786 - 1788).

تألفت لجنة التحكيم من ستة أعضاء، من الأكاديميين النقاد والأدباء والباحثين في حقل الأدب الجغرافي والأدب العام، هم الدكاترة خلدون الشمعة وعبد النبي ذاكر وعبد الرحمن بسيسو وشعيب حليفي والطائع الحداوي، فضلًا عن الشاعر نوري الجراح.

ويرى الشاعر محمد أحمد السويدي، راعي الجائزة، أن "الباحثين والأدباء الجدد الذين اغتنت الجائزة بأعمالهم هذا العام، كما في العام الماضي، إنما يؤكدون من خلال الأعمال المبدعة والرصينة التي أنجزوها، على دقة اختيارنا، وصحة منهجنا في اعتبار الثقافة، وحدها، ببعدها الإبداعي، وأفقها النقدي، مصدرًَا للأمل في المستقبل، وأن لا خيار آخر أمامنا نحن العرب في اللحظة الأليمة الراهنة سوى مواصلة الخوض في معركة المستقبل، مؤمنين بالطاقات المبدعة في الأمة، ومحفزين لها، انطلاقًا من اعتبار الثقافة العاصم لنا ولأجيالنا المقبلة في هذا البحر المتلاطم من القضايا والمشكلات المتفجرة على أوسع نطاق".

من جهته، رأى الشاعر نوري الجراح، المشرف على أعمال "المركز العربي للأدب الجغرافي" وندوته العلمية وجائزته السنوية، أن "المؤلفات الفائزة هذا العام تكشف عن المزيد من الإبداعات الكبيرة التي أنجزت في قرون وعقود سابقة وأسهمت عمليًا في ردم الفجوات المعرفية بين المشرق والمغرب وبين العرب والعالم، وفي بناء جسور الحوار بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى".

سيتم توزيع الجوائز يوم الأحد 12 فبراير المقبل، في الدار البيضاء، ضمن فعاليات معرض النشر والكتاب، بحضور الفائزين وأعضاء لجنة التحكيم ونخبة من الباحثين الأكاديميين والأدباء المغاربة والعرب، على أن تناقش الأعمال الفائزة، في اليوم التالي، خلال الندوة التي تنظم بالتعاون مع وزارة الثقافة المغربية، تحت عنوان "الجغرافيا المغربية موئل وجسر بين العرب والعالم"، يشارك فيها الفائزون وأعضاء لجنة التحكيم، إلى جانب نخبة من الدارسين المغاربة، ويرافقها معرض كتاب لمنشورات مشروع "ارتياد الآفاق" تحت عنوان "الرحلة العربية في ألف عام".

وينتظر أن تصدر الأعمال الفائزة من "دار السويدي" في سلاسل "ارتياد الآفاق" للرحلة المحققة، وسلسلة "سندباد الجديد" للرحلة المعاصرة واليوميات في سلسلة "اليوميات"، والدراسة في سلسلة "دراسات في الأدب الجغرافي"، وذلك بالتعاون مع "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت. أما الأعمال المنوه بها وتلك التي اختيرت من خارج الجائزة، من يوميات ورحلات، فتنشر بالتعاون مع "دار المتوسط" في ميلانو.