ايلاف من الرباط: اعتقل الأمن المغربي فتاة عمرها 15 سنة كانت تستعد لتنفيد عملية انتحارية بالحزام الناسف خلال يوم الإقتراع في الانتخابات التشريعية التي ينظمها المغرب بعد غد الجمعة. وكشف عبد الحق الخيام، مدير مكتب الأبحاث القضائية في المغرب التابع للمخابرات الداخلية، والذي أشرف على العملية، أن الفتاة اعتقلت ضمن مجموعة من الفتيات الـ 10 بينهن إثنتين عمرهن 15 سنة وإثنتين عمرهن 16 سنة، وثلاث فتياة عمرهن 17 سنة. وأضاف الخيام أن إحدى هؤلاء الفتيات وعمرها 15 سنة تزوجت من مقاتل في صفوف داعش في العالم الإفتراضي عبر الانترنت.

وانتقد الخيام خلال لقاء صحافي عقده امس دور بعض الأقرباء المنتمين للجماعات الإسلامية في تهيئة الأجواء وإعداد بيئة حاضنة لانتشار الأفكار المتطرفة، في غياب دور الأسرة والمدرسة والمجتمع المدني، على حد قوله، مشيرا إلى أن الأسر التي تسمح بتحول أبنائها إلى متطرفين تشكل خطرا على الأمن القومي.

وقال الخيام إن البحث في هذه القضية لا يزال متواصلا، مشيرا إلى أنه سيكشف عن أشياء أخرى.

وأشار الخيام إلى أن المصالح الأمنية في المغرب تقوم بواجبها في حماية البلاد من الخطر الإرهابي، وأنها تعدل سياستها حسب تغير خطط الجماعات الإرهابية. وأوضح أن الجماعات الإرهابية كانت تستهدف المغرب عبر تجنيد بعض المتطرفين وإرسالهم إلى مراكز التوتر للتدريب قبل إعادتهم إلى المغرب بهدف زعزعة استقراره، غير أن هذه الخطة فشلت أمام يقظة الأمن المغربي. فمرت الجماعات الإرهابية في مرحلة ثانية إلى استغلال المتعاطفين معها وإيقاظ الخلايا النائمة داخل البلاد وتوفير الدعم المادي لها لتقوم بأعمال تخريبية في المغرب.

الأمن المغربي بالمرصاد

ومرة أخرى كان الأمن المغربي بالمرصاد وأحبط هذه الخطط. وفي مرحلة ثالثة ركزت التنظيمات الإرهابية على إرسال أجانب غير معروفين لدى الأمن المغربي، فتم اعتقالهم بدورهم وإحباط خططهم. ثم اتجهت الجماعات الإرهابية إلى النساء قصد تجنيد انتحاريات.

ويضيف الخيام، مشيرا إلى أن الأمن المغربي اعتقل نساءا جندتهن التنظيمات الإرهابية في عدة مدن مغربية منها سلا والقنيطرة وطنجة وطانطان وسيدي الطيبي وسيدي سليمان وزاكورة وتارودانت، موجها ضربة موجعة لمخططات التنظيمات الإرهابية.

وأخيرا، يقول الخيام، أطلقت التنظيمات الإرهابية آخر فيروساتها، والذي استهدف فتيات في مقتبل العمر لا يعرفن التمييز بين الخطأ والصواب، مستغلين وجود بيئة حاضنة من خلال أقارب منتمين إلى الجماعات الإسلامية ضمن أسرهن. وأوضح أن الاستقطاب وغسل دماغ الصبايا يتم عبر الانترنت.

وحول تفكيك هذه الخلية التي تضم 10 فتيات في هذه الفترة بالذات، قال الخيام "كنا نتابعهن عن قرب. لكن عندما مرت إحداهن إلى مرحلة تجريب المواد المتفجرة والتخطيط لعملية انتحارية خلال يوم الإقتراع، قررنا المرور إلى مرحلة الإعتقال"، مضيفا "لا أريد مفاجآت ولن أسمح بحدوثها".