خلص فريق دولي من الفيزيائيين الفلكييين بعد حساب حجم الكوكب بروكسيما بي ودراسة خصائص سطحه إلى أنه "كوكب محيطات" شبيه بالأرض. &

إيلاف من لندن: كان العلماء أعلنوا اكتشاف الكوكب بروكسيما بي في أغسطس الماضي، وقالوا إنه مرشح لأن يكون أول كوكب خارج منظومتنا الشمسية ستزوره مركبات فضائية من الأرض مأهولة بروبوتات.

أصغر وأضعف
يدور الكوكب في "منطقة معتدلة" حول نجمه بروكسيما سنتوري على بعد أربع سنوات ضوئية عن كوكبنا. ويُقدر أن كتلة بروكسيما بي تبلغ نحو 1.3 مرة كتلة الأرض، ومداره يبعد زهاء 7.5 &مليون كلم عن نجمه، أو قرابة عُشر المسافة بين عطارد والشمس.&

أصدر مركز الأبحاث العلمية في فرنسا بيانًا قال فيه "إن مثل هذا القرب لا يعني بالضرورة أن سطح الكوكب بروكسيما بي شديد الحرارة، بحيث لا يمكن للماء أن يوجد عليه في حالة سائلة". &

وبحسب تقديرات العلماء فإن النجم بروكسيما سنتوري أصغر وأضعف من شمسنا 1000 مرة، ويعني هذا أن الكوكب بروكسيما بي يبعد عنه المسافة المناسبة تمامًا لنشوء ظروف تجعله صالحًا للعيش فيه. وقال البيان إنه من الجائز تمامًا أن يحوي الكوكب ماء على سطحه، وبالتالي أن يستضيف شكلًا من أشكال الحياة أيضًا.

استيطان مستقبلي
وأوضح فريق العلماء أن الماء إذا وجد على سطح بروكسيما بي لن يشكل إلا 0.05 في المئة من الكوكب، أي مثل الأرض، حيث يشكل الماء زهاء 0.02 من كتلتها. وفي حالة الكوكب بروكسيما بي، فإن محيطًا من الماء السائل عمقه 200 كلم يغطي سطحه، وإن غلافًا جويًا خفيفًا يحيط به مثل الأرض، بحيث يكون صالحًا للعيش فيه.&

وكانت آلاف الكواكب اكتُشفت خارج منظومتنا الشمسية، ولكن بروكسيما بي بخلاف جميع الكواكب الأخرى، قريب نسبيًا من الأرض. وفي حين أن أربع سنوات ضوئية أو أكثر من 25 ترليون ميل مسافة طويلة فإن الأجيال المقبلة من المركبات الفضائية فائقة التطور يمكن أن تنطلق نحو الكوكب في غضون العقود القليلة المقبلة. وعلى المبدى الأبعد يمكن حتى استيطان الكوكب بمسافرين من الأرض. &&

وقال رئيس فريق الباحثين الدكتور غويليم انغلادا إيسكودة "إن الكثير من الكواكب الموجودة خارج المنظومة الشمسية اكتُشفت وستُكتشف كواكب أكثر، ولكن البحث عن أقرب كوكب شبيه بالأرض، والنجاح في اكتشافه، كان خبرة عمر بالنسبة إلينا، وإن الكثير من القصص والجهود التقت في هذا الاكتشاف". أضاف "إن البحث عن حياة في الكوكب بروكسيما بي سيكون الخطوة التالية". &

مدخل إلى فهم الكون
ونُشرت دراستان عن إمكانية العيش في الكوكب بي ومناخه. وتوصلتا إلى أن وجود ماء سائل على سطح الكوكب "لا يمكن أن يُستبعد". ونقلت صحيفة دايلي مايل عن فيزيائي بلازما الفضاء في جامعة كوين ماري في لندن الدكتور مارتن آرتشر أنه "يبدو من الجائز بكل تأكيد أن نجد شيئًا خارج هذا العالم في زمن حياتنا". وقال الباحثون إن معلومات إضافية عن الظروف البيئية في الكوكب بروكسيما بي يجب أن تتوافر عاجلًا أو آجلًا. &

ويُرجح أن يستغرق اكتشاف حياة أو على الأقل ظروف تشير إلى وجود حياة بضعة عقود من الزمن. لكن هذا البحث يتيح للعلماء أن يعرفوا المزيد عن أكثر أنواع النجوم شيوعًا في مجرتنا، مع دروس للفلكيين، الذين يسعون إلى أن يفهموا كيف نشأت كواكب المجرة. &