تلقت جامعة هارفارد الأميركية مؤخرا تبرعا ماليا قدره 400 مليون دولار، من أحد خريجيها السابقين الذي اعتبر أنه لا يوجد أهم من التعليم لتحسين الإنسانية، في خطوة تظهر وفاء الطلاب السابقين لجامعتهم.


إيلاف - متابعة: يبدو أن جامعة هارفارد تجني ثمار تعليمها للعديد من الطلاب، الذين أصبحوا أثرياء &وناجحين الآن، وذلك بعد تلقيها أكبر تبرع مالي قدره 400 مليون دولار من قطب صناديق التحوط جون بولسون.

وقال المستثمر البالغ من العمر 59 عاماً، الذي يدين بالفضل في نجاح شركته التي تبلغ قيمتها الآن 19 مليار دولار لكلية الاقتصاد بجامعة هارفارد، إنه يأمل في أن يسهم تبرعه لكلية الهندسة والعلوم التطبيقية بالجامعة في "تحسين الإنسانية".

وقال بولسون في بيان نشر في وقت سابق: "ليس هناك أهم من التعليم لتحسين الإنسانية. كلية الهندسة والعلوم التطبيقية هي الأفق الجديد لهارفارد وحرم الكلية الآخذ في التوسع في منطقة الستون يبشر بأن يكون أكبر مركز للابتكار مستقبلا".

تبرع الملياردير الاميركي جون بولسون الذي يدير صندوق تحوط، بمبلغ 400 مليون دولار لدعم كلية الهندسة والعلوم التطبيقية في جامعة هارفرد، وهذه أكبر هبة تتلقاها الجامعة في تاريخها. &

وقالت درو غيلبن فاوست رئيسة جامعة هارفرد ان تقدير بولسون لأهمة كلية الهندسة والطلاب وكليات الجامعة عموماً أدى الى تقديمه هذه الهبة. واضافت فاوست ان الهبة "ستغير جامعة هارفرد وتزيد تأثيرنا في العالم".&

وكان بولسون (59 عاماً) درس في كلية ادارة الأعمال في هارفرد وهو مؤسس صندوق بولسون وشركاؤه التحوطي الذي يدير ارصدة حجمها 19.5 مليار دولار لأثرياء أفراد وصنادق تقاعد مختلفة. &

بولسون من أعلى مدراء صناديق التحوط دخلا وبلغ دخله السنوي 2.3 مليار دولار في عام 2013، بحسب التصنيف الذي نشرته مجلة انستيتيوشنال انفسترز الفا.

ويتقاضى بولسون رسوم ادارة نسبتها 1 الى 2 في المئة من قيمة الأرصدة التي يديرها وعمولة قدرها 20 في المئة عن أي ارباح سنوية. &وهو معروف باقتنائه اعمالا فنية غالية. &وتزين جدران مكتبه في مانهاتن لوحات مائية للفنان الكسندر كولدر.

وشهد بولسون خلال السنوات الأخيرة انتصارات وهزائم في عالم المال والأعمال. ففي العام الماضي خسر صندوقه العديد من مستثمريه وسجلت بعض صناديقه خسائر &لم تقل عن 10 في المئة. &

وفي عام 2007 حقق بولسون ارباحاً بلغت 15 مليار دولار بالرهان على انفجار الفقاعة العقارية في الولايات المتحدة.

ويراهن صندوق بولسون بارتنزر أكبر صناديق شركة بولسون على عمليات الدمج والاستملاك وبلغ مردود المستثمرين من ادارته ارصدتهم 13.6 في المئة سنوياً على امتداد عقدين.&

وتأتي هبته لجامعة هارفرد في اطار حملتها التي بدأتها في سبتمبر 2013 لجمع 6.5 مليار دولار. &

وانطلقت فور الاعلان عن هبة بولسون للجامعة موجة من الانتقادات التي سخر كثير منها من بولسون لاختياره ان يزيد جامعة هارفرد ثراء على ثراء بدلا من ان يمتد كرمه الى قضايا أو مؤسسات تساعد المحتاجين.&

وتلقت هارفرد العام الماضي ثاني أكبر هبة في تاريخها بلغت 350 مليون دولار من مؤسسة مورننغسايد الى كلية الصحة العامة.

ويعد هذا التبرع الثالث من نفس الحجم الذي تحصل عليه هارفارد من خرّيجيها منذ العام الماضي، ويأتي بعد مرور عامين من حملة (ايفي لييغ) التي تستمر لمدة سنوات بهدف جمع تبرعات قدرها 6.5 مليار دولار. وقد تجاوزت الحملة بالفعل حاجز الخمسة مليارات حتى الآن.

وفي 2014، تبرع قطب صناديق التحوط كينيث جريفن بمبلغ قياسي قدره 150 مليون دولار. وبعد أشهر قليلة تبرع الأخوان روني وجيرالد تشان بمبلغ 350 مليون دولار لكلية الصحة العامة بالجامعة التي حصل جيرالد منها على درجتي الماجستير والدكتوراه.

وسيتغير اسم كلية الهندسة والعلوم التطبيقية - التي تخرج فيها ستيف بالمر الرئيس التنفيذي السابق لشركة مايكروسوفت، ورائدة الفضاء الأميركية ستيفاني ويلسون - إلى كلية هارفارد جون إيه بولسون للهندسة والعلوم التطبيقية.

يشار إلى أنّ كليات هذه الجامعة هي: الطب، الهندسة، التربية، التصميم، الفنون، اللاهوت، التربية المستمرة، الأعمال، الإدارة الحكومية، القانون، الصحة العامة، ومعهد رادكليف.

وتعتبر هارفارد من أقوى الجامعات واحتلت المرتبة الأولى على قائمة أفضل 100 جامعة في العالم متقدمة على جامعتي كامبريدج وأوكسفورد البريطانيتين في ترتيب نشر في ملحق لصحيفة "تايمز" البريطانية خصص لشؤون التربية.

وحل معهد المعلمين العالي أي ان اس أول جامعة فرنسية في هذا التصنيف، في المرتبة الثامنة عشرة وهيمنت الجامعات الأميركية على التصنيف مع 33 جامعة متقدمة على بريطانيا "15" ثم أستراليا وهولندا "7" ووردت في الترتيب أسماء خمس جامعات في كل من فرنسا وسويسرا وثلاث جامعات في كل من هونغ كونغ واليابان وكندا وألمانيا ووضع هذا التصنيف بعد رفع طلب إلى 3,703 اساتذة جامعيين في العالم بإعداد قائمة لأفضل 30 جامعة في مجال اختصاصهم وقدم 736 رب عمل تخرجوا من جامعات مرموقة توصياتهم كما أخذت في الاعتبار قدرات هذه الجامعات على جذب الطلاب الأجانب واساتذة مشهورين.