واشنطن: طالب وزير الخارجية الاميركي جون كيري الجمعة بتحقيق حول "جرائم حرب" يستهدف النظام السوري وحليفته روسيا بعد ضربة جديدة لمستشفى في مدينة حلب.

وقال كيري "الليلة الماضية هاجم النظام مجددا مستشفى حيث قتل 20 شخصا واصيب مئة. على روسيا والنظام ان يقدما للعالم اكثر من تفسير لاسباب عدم كفهما عن ضرب مستشفيات وبنى تحتية طبية الى جانب اطفال ونساء". وطالب في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي جان مارك آيرولت "بتحقيق ملائم في (حصول) جرائم حرب".

ولم يسجل المرصد السوري لحقوق الانسان ومراسلو وكالة فرانس برس وقوع أي عملية قصف &ضد مستشفى خلال الساعات الماضية في منطقة حلب.

وقال الوزير الاميركي الذي صعد لهجته في الايام الاخيرة منذ وقف الحوار بين واشنطن وموسكو حول سوريا "من يرتبكون (ذلك) ينبغي تحميلهم مسؤولية أفعالهم. هذا الامر ليس مجرد حادث. انه استراتيجية محددة الهدف لترهيب المدنيين وجميع من يقف في وجه (تحقيق) أغراضهم العسكرية".

ويزور وزير الخارجية الفرنسي واشنطن بعد موسكو حيث بحث مشروع قرار دوليا أبدت روسيا استعدادها "للعمل" عليه مع شروط.

وقف القصف

دعت فرنسا وبريطانيا الجمعة الى وقف قصف مدينة حلب المحاصرة من قبل الطيران الروسي والسوري فيما افتتح مجلس الامن الدولي اجتماعا طارئا حول الازمة في سوريا.

وقال السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر للصحافيين قبل دخوله قاعة المجلس لبدء الجلسة المغلقة ان "الاولوية هي لوقف حمام الدم في حلب".

من جهته قال السفير البريطاني ماثيو راكروفت "الامر الاهم هنا هو ان حملة الضربات الجوية المشينة على شرق حلب يجب ان تتوقف".

والمحادثات الطارئة في مجلس الامن الدولي تجري بطلب من روسيا بعدما حذر موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا من ان حلب ستدمر بالكامل في الاشهر القادمة وعرض خطة لافساح المجال امام المقاتلين الجهاديين لمغادرة المدينة.

وقال السفير الفرنسي ان هذه المقترحات "مثيرة للاهتمام" لكنها يمكن ان تنجح فقط اذا تم التوصل الى وقف لاطلاق النار في حلب.

واضاف "فيما نتحدث الان، لا تزال حلب تحت قصف كثيف".

من جهته قال السفير البريطاني "الامر لا يتعلق بالارهاب، انهم مدنيون يقتلون".

ويناقش اعضاء مجلس الامن الدولي منذ عدة ايام مشروع قرار اعدته باريس لوقف اطلاق النار في حلب.

عقوبات على روسيا؟

أبدت الحكومة الالمانية الجمعة "تفهمها" للنقاش الجاري حول احتمال فرض عقوبات على روسيا بعد عمليات القصف الاخيرة في حلب (سوريا) والوضع الانساني الكارثي في المدينة.

وقال المتحدث باسم الحكومة ستيفن سيرت في مؤتمر صحافي عقده في برلين، ردا على سؤال عن عقوبات محتملة على روسيا، "نتفهم ان يتم البحث في كل الخيارات". واضاف "لكن ما هو اساسي في النهاية هو ان نعطي السلام فرصة" في سوريا.

وحيال الكارثة الانسانية الجارية في احياء حلب الشرقية التي لم تدخلها اي مساعدات منذ شهرين، قد يختار الرئيس الاميركي باراك اوباما فرض عقوبات جديدة على دمشق وعلى حليفها الروسي، كما قال الخميس دبلوماسيون ومسؤولون اميركيون في واشنطن.

ولا تزال هذه الاستراتيجية قيد الاعداد، لكن شقها الاول قد يمر عبر عقوبات اممية تستهدف اشخاصا متورطين في هجمات كيميائية. وقد حددت الامم المتحدة مسؤولية دمشق في هجومين كيميائيين في شمال سوريا في 2014 و2015.

واذا ما اخفق هذا النهج الاممي، يمكن ان تختار واشنطن القيام بتحرك منسق مع الاوروبيين وحلفاء آخرين.

ودعت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل من جانبها روسيا مرة جديدة الى ممارسة ضغوط على النظام السوري حتى يتيح ايصال مساعدات الى المدنيين في حلب.

وقالت الجمعة في ماغدبورع (شرق) على هامش اجتماع لحزبها الاتحاد المسيحي الديموقراطي "لا استطيع الا ان اناشد روسيا، ولروسيا تأثير كبير على الاسد، يجب ان نوقف هذه الجريمة الرهيبة في اسرع وقت ممكن (...) ما يحصل هناك رهيب، يجب بذل كل الجهود للتوصل الى وقف لاطلاق النار".

ودافع احد ابرز مندوبي حزب ميركل في البرلمان الاوروبي، المار بروك، عن فكرة فرض عقوبات في الملف السوري. وقال الجمعة لشبكة تلفزيون المانية "يجب ان نواصل الضغط على موسكو عبر عقوبات اقتصادية" وخصوصا في قطاع التكنولوجيا، لكبح قدرة روسيا على تطوير اسلحتها.