أشرف أبوجلالة:حالة من الانقسام مازالت تشهدها الأوساط العلمية بخصوص تلك الفرضية التي تروجها شركات متخصصة في "تدريب الدماغ" حول العالم عن أن البراعة في الكتابة باستخدام اليدين اليمني واليسرى في نفس الوقت أمر يعني بزيادة درجة الذكاء.

فبينما تروج الشركات المتخصصة بهذا المجال لتلك الفرضية البحثية، إلا أن خبراء يرون أن الحقيقة أكثر تعقيداً من ذلك، وأن الأدلة التي تم التوصل إليها تشير إلى عدم وجود علاقة بين البراعة ووظائف الدماغ. وأوضح الخبراء أن مسألة ارتباط البراعة بتزايد قدرات الدماغ على صعيد الحساب وتجاوز الاختبارات هي مسألة معقدة.

لكن الخبراء أكدوا في تصريحات لصحيفة الدايلي ميل البريطانية أن الإجابة البسيطة هي أن تدريب الأشخاص ليصبحوا بارعين من غير المرجح أن يكون ذي فائدة كبرى.

وشدد الخبراء أيضاًً على أن تفضيل الأشخاص استخدام يد على حساب أخرى في الكتابة ما يزال واحداً من أكبر الألغاز في مجال العلوم العصبية، موضحين أن الطريقة التي يعمل بها الدماغ ترتبط بشكل أساسي بالطريقة التي ترتبط بها الوظائف المختلفة بجانب الدماغ الأيسر أو الأيمن. وهو الأمر الذي يرجح بعض العلماء حدوثه أثناء تكون الجنين في رحم أمه، وقت تكون الهياكل الأساسية للدماغ.&

الوراثة

وترتبط كذلك مسألة استخدام اليد اليسري أو اليد اليمني بالجانب الوراثي، لكن تلك العلاقة بالتحديد ما تزال غير واضحة. وعلّق على ذلك دكتور غيوفاني سالا وهو عالم متخصص في علم النفس من جامعة ليفربول " هناك بالتأكيد عامل وراثي. ومع هذا، يبدو أنه إذا لم يكن هناك نمطاً وراثياً محدداً، فإن التعرض للبيئة يكون له تأثير".

ونوه الخبراء كذلك لتلك الحقيقة التي تتحدث عن أن الحواسيب، المقصات والسكاكين، على سبيل المثال، قد تم تصميمها وتصنيعها لتتوافق مع أصحاب اليد اليمني.

وتعمل حالياً بعض الشركات على ترويج فكرة أن التدريبات التي تقدمها للدماغ لجعل الأشخاص أكثر براعة من الممكن أن تعمل كذلك على تعزيز قدرات وإمكانات أدمغتهن، غير أن الخبراء المتخصصين لم يحسموا بعد تلك الفرضية البحثية بشكل نهائي.