حذرت ثلاث سفارات أجنبية في القاهرة رعاياها من أعمال عنف محتملة في مصر غداً، وطالبت سفارات أميركا وبريطانيا وكندا مواطنيها بتجنب الخروج أو التواجد وسط أماكن التجمعات غداً الأحد، تزامناً مع حلول الذكرى الخامسة لأحداث ماسبيرو التي قتل فيها نحو 26 مسيحيًا، أمام مقر الإذاعة والتلفزيون.

إيلاف من القاهرة: تزامناً مع الذكرى الخامسة لما يعرف بـ"مذبحة ماسبيرو"، التي راح ضحيتها نحو 26 مسيحياً أمام مقر الإذاعة والتلفزيون في&القاهرة، أصدرت ثلاث سفارات في&القاهرة تحذيرات لمواطنيها من أعمال عنف محتملة. ونصحت السفارة الأميركية مواطنيها، على موقعها الإلكتروني، بـ"تجنب التجمعات الكبيرة والأماكن العامة مثل قاعات الحفلات الموسيقية ودور السينما والمتاحف ومراكز التسوق، والملاعب الرياضية في&القاهرة، الأحد 9 أكتوبر".

وأرجعت تحذيراتها إلى "مخاوف أمنية محتملة"، وأضافت: "ينبغي أن يكون مواطنو الولايات المتحدة على علم بمحيطهم ويتبعون احتياطات أمنية جيدة في جميع الأوقات".

وقالت السفارة &في بيان لها: "نذكر المواطنين الأميركيين بضرورة مراجعة خطط أمنهم الشخصية والبقاء في حالة تأهب وحذر لمحيطهم في جميع الأوقات في&مصر".

ونصحت مواطنيها "للحصول على أحدث المعلومات الأمنية، الاطلاع على قسم التحذيرات الأمنية في جميع أنحاء العالم في الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الأميركية، الذي تتوفر فيه معلومات محددة عن مصر، وتحذيرات السفر، وتنبيهات السفر".

وناشدت مواطنيها "متابعة الحساب الرسمي للسفارة الأميركية في&القاهرة على موقع "تويتر" وصفحة مكتب الشؤون القنصلية على "فيسبوك.

خطر كبير&

ونشرت السفارة في البيان أرقام الهواتف التي يمكن للمواطنين الأميركيين الاتصال بها للحصول على المعلومات الأمنية المحدثة باستمرار. ونصحت المواطنين الأميركيين بالحفاظ على وثائق سفر صالحة، والتسجيل من خلال وزارة الخارجية أو السفارة الأميركية في&القاهرة من خلال موقع برنامج التسجيل الذكي للمواطن الأميركي المسافر أو المقيم.

وأشارت إلى أن كل المواطنين الأميركيين المسجلين في هذا البرنامج سيكونون على اطلاع بكل ما يستجد بخصوص بيانات السلامة والأمان الهامة، ويمكن أيضا من خلال هذا البرنامج مساعدة عائلات وأصدقاء المواطنين الأميركيين في الاتصال بهم في حالات الطوارئ.

وأصدرت السفارة الكندية في&القاهرة التحذيرات نفسها، وقالت إن "الوضع الأمني في مصر لا يمكن التنبؤ به". وتابعت: "يوجد خطر كبير من الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء البلاد. ويمكن أن تكون تلك الهجمات عشوائية وتحدث دون سابق إنذار، بما في ذلك في القاهرة".

وأضافت السفارة أن "الهجمات في شمال سيناء متكررة وتستهدف بشكل رئيسي قوات الأمن، كما استهدف الإرهابيون أيضا الوجهات السياحية الشعبية وغيرها من الأماكن التي يرتادها الأجانب في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في القاهرة. وهناك أعداد كبيرة من قوات الأمن والشرطة في معظم المحافظات في&جميع أنحاء البلاد".

ولفتت إلى أن "السفارة الأميركية في القاهرة بعثت، الجمعة، برسالة تحذير أمنية لرعاياها، ونصحتهم بشدة بتجنب التجمعات الكبيرة والأماكن العامة مثل قاعات الحفلات الموسيقية ودور السينما والمتاحف ومراكز التسوق والملاعب الرياضية في القاهرة، الأحد 9 أكتوبر، وذلك بسبب المخاوف الأمنية المحتملة".

تجنب التجمعات&

وناشدت السفارة الكندية مواطنيها "توخي الحذر في ذلك اليوم، لا سيما في المنشآت التجارية والمرافق الحكومية والأماكن العامة والمواقع السياحية بالقرب من الكنائس والمساجد وأي مراكز تقدم خدمات دينية وأي مناطق أخرى يرتادها الأجانب، وتجنب مراكز الشرطة والمقار الأمنية والمباني الحكومية، فضلا عن الحشود والتظاهرات".

وذكرت السفارة &أن "جماعة أنصار بيت المقدس، هي المجموعة الإرهابية الأكثر نشاطا في مصر، والتابعة لـ"داعش"، مشيرة إلى أن "داعش" أصدر في 21 سبتمبر 2014، بيانا يهدد بالرد على حملة قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضدها في العراق وسوريا".

وأفادت أن "هذا البيان شجع الهجمات الانتهازية والعشوائية ضد المواطنين ومصالح الدول الداعمة للائتلاف، بما في ذلك كندا. وقد يكون هذا مصدر إلهام للأفراد والجماعات الإرهابية في المنطقة لتنفيذ هجمات إرهابية للتضامن مع "داعش". ويمكن أن يكون المواطنون الكنديون أيضا مستهدفين من قبل هجوم إرهابي محتمل".

وسارت السفارة البريطانية في&القاهرة على النهج نفسه، وأصدرت تحذيرات مماثلة، ونصحتهم بـ"تجنب التجمعات الكبيرة والأماكن العامة في&القاهرة مثل قاعات الحفلات الموسيقية ودور السينما والمتاحف ومراكز التسوق والملاعب الرياضية، حتى يوم غد&الأحد 9 أكتوبر".

وأرجعت تحذيراتها لاحتمالية "شن هجمات إرهابية مفاجئة دون إنذار مسبق قد تستهدف قوات الأمن والسياح"، داعية رعاياها إلى "المغادرة الفورية لأي مكان يشهد تظاهرات أو احتجاجات قد تستلزم تدخل قوات الأمن".

علامات استفهام&

أمنيًا، عقد وزير الداخلية المصري، اللواء مجدي عبد الغفار اجتماعاً موسعاً مع قيادات الوزارة، "لتقييم الخطط الأمنية الموضوعة في ظل التحديات التي تشهدها البلاد خلال الفترة الحالية".

وقالت وزارة الداخلية في بيان لها، إن الوزير "شدد على ضرورة أن تتسلح القوات باليقظة التامة والجاهزية المستمرة للتعامل وبمنتهى الحزم مع أية محاولات إرهابية إجرامية تترصد بمقدرات الوطن وأمنه ، وتسعى لتعكير استقرار الوطن والمواطنين، وتقويض مسيرة التنمية والنماء".

وقال مصدر أمني لـ"إيلاف" إن هناك علامات استفهام حول إصدار السفارات الثلاث تلك التحذيرات في هذا التوقيت، مشيراً إلى أن أي من السفارات لم تنسق مع وزارة الخارجية قبل إصدار التحذيرات.

وأضاف أن السفارات لم تطلب أية تعزيزات أمنية، ولم تبلغ وزارة الداخلية المصرية بأية أخطار أو تهديدات محتملة، ما اعتبره أمرًا غير مبرر وغير مفهوم.

وأشار المصدر إلى أن الأجهزة الأمنية المصرية تتعامل مع تلك التحذيرات بـ"منتهى الجدية"، واتخذت اجراءات أمنية مشددة في محيط السفارات والمنشآت الحيوية، ورفعت حالة التأهب غداً.

وحول تزامن التحذيرات مع ذكرى ما يعرف بـ"مذبحة ماسبيرو" التي راح ضحيتها العشرات من الأقباط، قال المصدر إنه ليست هناك أية معلومات تشير إلى احتمالية وقوع أعمال عنف في تلك الذكرى، لافتاً إلى أن الأقباط في مصر يعيشون في أوضاع جيدة ليس فيها أي تمييز سلبي، وتوجت بإصدار قانون بناء الكنائس، وليس هناك ما يثير القلق.

وتتزامن تحذيرات السفارات الأجنبية مع الذكرى الخامسة في ما يعرف بـ"مذبحة ماسبيرو" التي راح ضحيتها نحو 26 قتيلاً، في تظاهرات أمام مقر الإذاعة والتلفزيون في العام 2011، احتجاجاً على هدم كنيسة في أسوان، وأعمال عنف طائفي.

ووقعت اشتباكات بين قوات الجيش والآلاف من المسيحيين أمام مقر التلفزيون المعروف بـ"ماسبيرو"، أسفرت عن مقتل العشرات من المتظاهرين.

ورفضت وزارة الداخلية المصرية، التصريح لحركات قبطية بالتظاهر غداً الأحد، احياء للذكرى. وأعلن "اتحاد شباب ماسبيرو" تأييده لفعاليات إحياء الذكرى في الخارج، سواء تبلورت آلياتها في مؤتمرات، أو تظاهرات في&الولايات المتحدة الأميركية، ومناطق أخرى في&المهجر، معلناً "دعمه حراك أقباط الخارج بكل السبل".

غضب وانزعاج&

وأثارت تلك التحذيرات غضب مصر رسميًا، وأعربت وزارة الخارجية، عن انزعاجها منها، معتبرة أنها "غير مبررة وتضر بالاقتصاد".

&وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، المستشار أحمد أبو زيد، إن "السفارة الأميركية لم تنسق مع وزارة الخارجية أو تخطر أي جهة مصرية رسمية أخرى في أسباب إصدار البيان أو طبيعة التهديدات الأمنية المشار إليها، ما يثير علامات استفهام حول أسباب إصدار البيان بهذا الأسلوب".

وكشف المتحدث باسم الخارجية، عن "اتصال مباشر بين وزارة الخارجية والسفارة الأميركية في&القاهرة عقب صدور البيان، للاستفسار عن أسباب صدوره"، مشيرا إلى أن "السفارة نفت وجود أي أسباب محددة أو تهديدات أمنية معينة وراء إصدار البيان، وإنما إجراء روتيني احترازي يتم القيام به خلال فترات العطلات الممتدة التي تزداد فيها تجمعات المواطنين في الأماكن العامة، ما يقتضى إصدار مثل تلك التوجيهات الاحترازية".

وأوضح، أن "وزارة الخارجية المصرية استنكرت خلال الاتصال إصدار مثل تلك البيانات غير المبررة، التي يمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية، لا سيما ما قد ينتج عنها من أضرار اقتصادية".

ودعا المتحدث باسم الخارجية، "السفارات الأجنبية في مصر إلى توخي الحذر من إصدار بيانات غير مبررة أو مفهومة أسبابها".