يكذب معظم الأطفال على أهاليهم تجنبًا للعقاب، إلا أن كذباتهم لا تكون دومًا مفضوحة، بل تعكس أحيانًا بسلاسة "قصصًا" يؤلفها الأبناء لتبرير مواقفهم أمام والديهم، وغالبًا ما تحتاج هذه الكذبات المحبوكة بحرفية مهارات غير عادية لفضّ أقنعتها.

إيلاف من بيروت: أشلاء مزهريّتك المفضلة مبعثرة على الأرض، وطفلك الذي يبلغ الثامنة من عمره يلقي اللوم على الهرة!، كيف تتأكّدين من أنّه يقول الحقيقة؟.
&
وفقًا لدراسة جديدة، لا يمكنك معرفة ذلك، ومع أنّ بحوثًا كثيرة بيّنت بوضوح أنّ الأولاد تحت سن الثلاثة يمكنهم إخفاء الحقيقة، فإنّ مدى براعة الآخرين في كشف خداعهم ما زال أمرًا غير واضح.

تضليل متقن
في الواقع، يحاول الراشدون دومًا تقييم ما إذا كان الأولاد يقولون الحقيقة في سياقات مختلفة، أكان في المدرسة أو المنزل أو في خلال تحقيقات دقيقة في قضايا سوء المعاملة.&

وعلى الرغم من اعتقادهم أنّهم يلاحظون بسهولة حين يحاول ولد متململ وواسع الحيلة أن يكذب عليهم، فقد أشارت بيانات قائمة على 45 اختبارًا مختلفًا، أجريت على أكثر من 10 آلاف طفل وراشد، إلى أنّهم لا ينجحون في كشف الخداع إلا في 47% من الوقت.&

وبحسب التقرير الذي نشرته مجلة القانون والسلوك البشري Law and Human Behavior، فهذه النسبة ليست أفضل مما يحققونه بمجرّد التخمين عشوائيًا معتمدين على الحظ.

الاختصاص يؤثر
كما وتؤكّد هذه الدراسة نظرية قديمة، لطالما اعتبرت أنّ مهارة الأولاد في الكذب تزداد كلما كبروا. وتجدر الملاحظة أنّ أصحاب الاختصاص، مثل المدرّسين والعمال الاجتماعيين ورجال الشرطة، يتفوّقون قليلًا على الأشخاص العاديين، مثل الطلاب الجامعيين في قدرتهم على كشف الكذب.&

لكنّ الباحثين يلفتون إلى أنّ هذا البحث عبارة عن تحاليل تمهيدية تجمع بين نتائج متعددة لدراسات علمية مختلفة لم يتم إجراؤها بالطريقة نفسها (علمًا أنّ اختلاف الطريقة قد يؤثر على النتائج بشكل جوهري)، لكنّهم يأملون في أن تساهم اكتشافاتهم في تسليط الضوء على نقاط مهمة، قد تكون مفيدة في بحوث مستقبلية حول هذا الموضوع، فتركّز أكثر على قدرات الخداع الفردية لكل طفل، ما قد يساعد على تحديد مؤشرات الكذب بوضوح، ويمنح الأهل والمدرّسين والجيران وسيلة موثوقة لكشف الأولاد المخادعين.

أعدّت "إيلاف" هذه المادة نقلًا عن المجلة العلمية sciencemag&
باستطاعتكم قراءة المادة الأصل عبر الرابط الآتي:

http://www.sciencemag.org/news/2016/10/think-you-can-tell-when-your-kid-lying-think-again?utm_campaign=news_weekly_2016-10-07&et_rid=217303702&et_cid=872710


&