لأن الوصية، أي وصية، وثيقة قانونية في بريطانيا، تحفظ الوصايا في أحد المباني الذي يشبّه بالمطار لترامي مساحته، تحت حراسة أمنية مشددة، على الرغم من أن الوصايا متاحة للجميع عبر الإنترنت خلال 10 أيام من طلبها.


لندن: تعالوا نذهب في جولة داخل واحد من أكثر الأبنية سرية في بريطانيا: المبنى الذي تُحفظ فيه الوصايا الأخيرة قبل الرحيل عن هذا العالم. ففي هذا المبنى تُحفظ السجلات القانونية لكل فرد، من الأميرة ديانا إلى تشارلز دارون.

تكتم شديد

ثمة مخاوف أمنية على وجود هذا القدر من الوثائق، وبينها اوراق كثيرة ذات قيمة كبيرة تحمل تواقيع مشاهير وشخصيات كبيرة عاشت في انكلترا ومقاطعة ويلز، فالمكان يُحاط بتكتم شديد. لكن هذه الدائرة الرسمية مبنى ضخم يُقال إنه بحجم مطار. وما هذا بمستغرب بل لا بد أن يكون المبنى ضخمًا إذا عرفنا انه يضم 41 مليون وصية مع 22 الف وصية تُضاف اليها كل شهر.&

تتيح مجموعة الوثائق المحفوظة هنا إلقاء نظرة مثيرة على حياة الكثير من الرموز والشخصيات المرموقة خلال السنوات المئة والخمسين الماضية، بحسب موقع ويلز اونلاين.

أُطلق مشروع مؤخرًا لوضع ملايين من الوصايا في متناول الجمهور على الانترنت، بما فيها وصايا الكاتب جورج اورويل، وونستون تشرشل، وعالم الرياضيات الخبير في فك الشفرات آلان تورينغ، والكاتب الكسندر ميلن. وتُبنى قاعدة بيانية تمكن الجمهور من البحث في ارشيف حكومي يضم 41 مليون وصية تمتد تواريخها إلى عام 1858.&

كانت الوصايا في بريطانيا دائمًا وثائق عامة، يمكن دفع 10 جنيهات للاطلاع على الوصية الواحدة، بما في ذلك تنزيلها من الانترنت. المطلوب تحديد الأسم وسنة الوفاة لإيجاد الوصية التي تكون جاهزة للتنزيل في غضون 10 أيام من تقديم الطلب.

ويستطيع أي شخص أن يستخدم هذا الأرشيف لاقتفاء تاريخ عائلته والاطلاع على وصايا أسماء شهيرة، بينها الكاتبة بياتريكس بوتر.

يضم الأرشيف وصايا من انكلترا وويلز لأن قواعد قانونية مختلفة تسري في اسكتلندا وايرلندا الشمالية. كما تحوي القاعدة البيانية وصايا الذين وافتهم المنية اثناء الخدمة في القوات المسلحة البريطانية في الفترة الواقعة بين 1850 و1986.&
ونقلت صحيفة الديلي ميرور عن وزير الدولة لشؤون المحاكم شايليش فارا قوله: "يوفر لنا هذا المشروع المثير النظر في حياة اشخاص اعتياديين واستثنائيين ساعدوا في تحديد شكل هذا البلد، وباقي العالم". &
وكان تلفزيون بي بي سي قدم برنامجًا خاصًا لالقاء نظرة من وراء الكواليس على هذا المبنى الفريد.&


أعدت "إيلاف" هذه المادة عن صحيفة ديلي ميرور على الرابط التالي.