فيما أعلن قادة الحشد الشعبي العراقي أن قواتهم والبيشمركة الكردية لن تدخل الموصل، فقد حررت القوات العراقية المزيد من الأقضية والبلدات فيها، بينما تقرر فتح مركزين لرصد أي انتهاكات ضد الهاربين من المدينة الذين يتوقع أن يصل عددهم إلى 1.5 مليون نسمة.

إيلاف من بغداد: أكد قادة فصائل الحشد الشعبي للتشكيلات الشيعية المسلحة التزامهم الاوامر الصادرة من القائد العام للقوات المسلحة بعدم دخول مدينة الموصل عدا قوات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية.&

واكد القيادي في الحشد هادي العامري ان الفصائل الشيعية والقوات الكردية لن تدخل مدينة الموصل، التي تشن القوات العراقية منذ امس عملية موسعة لاستعادتها من قبضة داعش. واشار خلال مؤتمر صحافي مع قادة اخرين للحشد في مقر اقامة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) الى انه يتخوف من ان يستخدم داعش المدنيين دروعًا بشرية في المدينة.

من جهته اكد الصدر استعداد فصائل الحشد لدعم الجيش العراقي والشرطة الاتحادية لتحرير الموصل، مشددا بالقول "لن نقبل باي تدخل او احتلال خارجي، سواء في تحرير الموصل او غيرها"، في اشارة الى تركيا، التي تصر على مشاركتها في هذه المعركة، حيث قام الآلاف من أنصاره بتظاهرة احتجاج صباح اليوم امام مقر السفارية التركية في بغداد.

واكد التوصل إلى اتفاق مع قادة الحشد الشعبي على مستقبل العراق ما بعد تحرير الأراضي من سيطرة تنظيم داعش.. وقال "اتفقنا على شيء يوضع لمستقبل العراق في مرحلة ما بعد تنظيم داعش، ويبدد اي مواقف من هذه المرحلة".. موضحا بالقول: "من هذه الناحية أنا تفاءلت كثيراً، وكانت لديّ مخاوف، بعضها تبدد، وبالجلسات الاخرى سيتم تبديد باقي المخاوف".

اما نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس فقد اكد التزام الحشد بالاوامر الصادرة من القائد العام للقوات المسلحة بعدم دخول الموصل، مشيرا الى ان محاور التقدم في المدينة مشخصة وحسب البيانات، وهناك تقدم جيد في الجانب الغربي، وستتم المباشرة بالصفحتين الثانية والثالثة من المعركة في الأيام القليلة المقبلة.. موضحا ان محور الحشد هو المحور الغربي للعملية"..&بينما اشار الامين العام لعصائب اهل الحق قيس الخزعلي إلى ان فصائل المقاومة تعمل على التكامل والتنسيق المشترك في ما بينها في موقف وطني واحد خلف القوات المسلحة.

واليوم اتهمت منظمة العفو الدولية "أمنستي" الميليشيات الشيعية والقوات الحكومية في العراق بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك جرائم حرب، وذلك بتعريض آلاف المدنيين السنة الفارين من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش للتعذيب والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والإعدام خارج نطاق القضاء وحذرت من تكرار الانتهاكات ضد الفارين من الموصل.

تحرير قضاء الحمدانية
على صعيد العمليات العسكرية قال مصدر أمني إن قوات الجيش العراقي اقتحمت اليوم مركز قضاء الحمدانية من دون مقاومة تذكر من مسلحي داعش الذين فروا نحو مدينة الموصل.

وأوضح المصدر أن قوات الفرقة التاسعة في الجيش العراقي اقتحمت مدينة قرقوش مركز قضاء الحمدانية دون مقاومة تذكر بعد أن فر مسلحو داعش وعوائلهم باتجاه الموصل. واوضح أن قوات الجيش تقوم الآن بتمشيط المنطقة من المفخخات والعبوات الناسفة.
وقرقوش مركز قضاء الحمدانية ذات الأكثرية المسيحية تبعد مسافة 30 كيلومترا شرق مدينة الموصل، حيث بدأت القوات العراقية فجر أمس الاثنين حملة عسكرية واسعة لانتزاعها من قبضة داعش. كما استعادت القوات العراقية السيطرة على قرية العباسية بناحية حمام العليل في جنوب الموصل.

من جهتها تمكنت طائرات F16 العراقية من تدمير معمل للتفخيخ وصناعة العبوات وسط الموصل. وافاد مصدر امني بان طائرات F16 العراقية دمرت معملاً للتفخيخ وصناعة العبوات لتنظيم داعش الاجرامي في حي التأميم في وسط مدينة الموصل. اضاف ان الطيران الحربي العراقي مستمر في دك معاقل داعش في الموصل وسط انهيار كبير للإرهابيين.

من ناحيته أعلن مدير ناحية الشورة في جنوب الموصل خالد الجار في تصريح صحافي أن "قطعات الشرطة الاتحادية وقوات مدرعة تابعة للجيش العراقي دخلت ناحية الشورة (45 كلم جنوبي الموصل) وتم تحريرها من سيطرة تنظيم داعش. وأكد ان "القوات الأمنية أحكمت السيطرة على مركز الناحية"، لافتاً الى ان "عملية اقتحام القضاء كانت سريعة وخاطفة".

كما تمكنت قوات مشتركة من اللواء 71 واللواء 72 في الفرقة 15 في الجيش العراقي من تحرير ثلاث قرى في ناحية الشورة. وكان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي أعلن في الساعات الأولى من صباح امس الاثنين انطلاق عمليات "قادمون يا نينوى" لتحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش الذي استولى عليها في يونيو عام 2014.

فتح مركزين لرصد الانتهاكات ضد نازحي الموصل
اعلنت لجنة حقوق الانسانية البرلمانية عن اتفاقها مع مكتب حقوق الانسان في بعثة الامم المتحدة في بغداد على فتح مركزين رصد الانتهاكات التي تحصل اثناء العمليات العسكرية لتحرير مدينة الموصل.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده في بغداد اليوم رئيس لجنة حقوق الانسان في مجلس لنواب العراقي عبد الرحيم الشمري مع فرانشسكو موتا مدير مكتب حقوق الانسان في بعثة الامم المتحدة والوفد المرافق له في مقر اللجنة، كما قال بيان صحافي للجنة تسلمته "إيلاف".

وتباحث الجانبان حول تطورات معركة تحرير محافظة نينوى وعاصمتها الموصل وكيفية مساعدة بعثة الامم المتحدة من اجل توفير الدعم للنازحين والفارين من قبضة داعش والعائدين الى المناطق المحررة وكذلك الدعم اللوجستي لافتتاح مكتبين في نينوى لفرق إنسانية من اجل رصد الانتهاكات التي تحصل اثناء العمليات العسكرية في تحرير مدينة الموصل.

واكد الشمري ضرورة ان تكون هذه المكاتب بالقرب من اماكن النزوح في مدينة الموصل، مشددًا على ضرورة ان تبدأ مرحلة المراقبة والرصد الانساني مع دخول القطعات الأمنية الى مدينة الموصل، والتعاون مع بعثة الامم المتحدة لمرحلة ما بعد التحرير. &&
وفي وقت سابق الثلاثاء قالت المنظمة الدولية للهجرة إن تنظيم الدولة الإسلامية داعش قد يستخدم عشرات الآلاف من المدنيين في مدينة الموصل العراقية دروعًا بشرية للدفاع عن معقله.

وقال توماس ويس رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق إنه يتوقع كذلك زيادة حادة في عدد الأشخاص الذين سيجبرون على النزوح مع وصول العمليات العسكرية إلى أطراف المدينة. وأضاف المنظمة بدأت في توفير أقنعة واقية من الغازات خشية استخدام أسلحة كيميائية في معركة الموصل، لكنها لم توفر حتى الآن إلا عددا قليلا منها.

من جهته اعرب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة ستيفن أوبراين عن بالغ قلقه إزاء سلامة 1.5 مليون شخص يعيشون في الموصل الذين قد يتضررون جراء العمليات العسكرية، موضحا انه تبعا لشدة القتال ونطاقه قد يجبر ما يقدر بمليون شخص على الفرار من ديارهم في أسوأ الحالات.

وقال "هم فعلا معرّضون لخطر الموت الفوري خلال هذه العملية العسكرية، ومن المهم أن يدرك الذين يقومون بها تماما أن عليهم التقيد بالقانون الإنساني الدولي، الذي ينص على وجوب حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية من تأثير الحملة العسكرية".

واوضح ان "الشركاء في المجال الإنساني يبذلون أقصى جهودهم لدعم النازحين والمتضررين من هذه العملية العسكرية حيث تم تأمين مأوى يستوعب 60 ألف شخص في مخيمات ومواقع الطوارئ، ويجري بناء مواقع إضافية لاستيعاب 250 ألف شخص، كما تم تجهيز حصص غذائية لتوزيعها على 220 ألف أسرة، وكذلك تجهيز مجموعات من الأدوات المنزلية الضرورية والحمامات إضافة إلى توفير 240 طنا من الأدوية في نقاط التوزيع".

يحذر المسؤول الاممي من انه رغم التبرعات السخية من الدول المانحة، إلا أن التمويل غير كافٍ للاستعداد بشكل كامل لسيناريو أسوأ الحالات في الموصل.
&