على هامش اجتماع مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، دانت بريطانيا بأشد عبارات الإدانة الأعمال الشنيعة التي يرتكبها نظام الأسد وجيشه وداعموه الروس في حلب ومحتلف المناطق السورية، وقالت إن الأطفال يقتلون بحجة مكافحة الإرهاب.


نصر المجالي: شدد مجلس حقوق الإنسان في اجتماعه يوم الجمعة على ضرورة وقف الغارات الجوية السورية والروسية على مدينة حلب، وطالب باجراء تحقيق لتحديد المسؤولين عن انتهاك حقوق الانسان في المدينة السورية.

وتبنى المجلس المنعقد في جلسة طارئة بطلب من 16 دولة، قرارا يستهدف بشكل محدد النظام السوري و"حلفاءه"، وبشكل خاص روسيا وايران.

ونال القرار 24 صوتا مقابل سبعة في حين امتنعت 16 دولة عن التصويت.

وقدم ممثل روسيا في المجلس الكسي غولتياف خمسة تعديلات على مشروع القرار تشدد بشكل خاص على مطالبة المجموعات السورية المعارضة المتحصنة في الاحياء الشرقية لحلب، بالانفصال عن جهاديي جبهة النصرة التي اصبحت اليوم جبهة فتح الشام، وعن تنظيم الدولة الاسلامية.

وطالب ممثل روسيا ايضا في احد التعديلات التي قدمها بادانة "المجموعات المسلحة غير الشرعية" التي اتهمها بافشال محاولات اجلاء المدنيين والجرحى من شرق حلب وعدم احترام الهدنة الانسانية التي اعلنتها روسيا وسوريا الخميس.

ورفضت التعديلات الروسية الخمسة، ووصف ممثل روسيا الانتقادات الموجهة الى سوريا وروسيا بانها "مثيرة للشفقة" واعتبر ان هذا القرار يمثل في الواقع دعما للجهاديين.

موقف بريطانيا

وقال وزير شؤون الشرق الأوسط، توباياس إلوود، في بيان المملكة المتحدة في الجلسة الخاصة لمجلس حقوق الإنسان بشأن العمليات الوحشية في حلب: لقد دأب هذا المجلس، ولوقت طال جدا، على مناقشة المعاناة الفظيعة التي يمر بها الشعب السوري. وقد دانت قراراته، ولوقت طال جدا، الانتهاكات والإساءات التي أدت لسقوط مئات آلاف القتلى من المدنيين. وقد قوبل صوت هذا المجلس، ولوقت طال جدا، بالرفض والإنكار، والنتيجة هي ارتفاع مستمر في عدد القتلى.

وأضاف الوزير البريطاني: وكما قيل بالفعل، يواجه الشعب السوري معاناة مستمرة لا توصف. وليس هناك مكان تبرز فيه هذه المعاناة أكثر مما يتضح في شرق حلب. حيث نيران المدفعية والقصف الجوي والبراميل المتفجرة والأسلحة الحارقة تدمر مناطق المدنيين والبنية التحتية فيها. فأي حق هو لأي رئيس لأن يفعل ذلك بشعبه؟ المستشفيات تعرضت لقصف متكرر. وأزهقت أرواح مئات المدنيين، الكثير منهم أطفال منذ أن أطلق نظام الأسد وروسيا حملة القصف لشرق حلب في شهر سبتمبر (أيلول). ويلجأ النظام بلا شفقة إلى تكتيك التجويع كسلاح حرب، ويسعى لإجبار السكان على الاختيار بين الموت جوعا والاستسلام. وجميعهم يفرون إلى خارج سورية برمتها. &
&
ادانة&

وأكد إلوود في مداخلته أن المملكة المتحدة تدين أشد إدانة هذه الأعمال الشنيعة التي يرتكبها الأسد وجيشه وداعموه الروس. فليس هناك أي مبرر لهذه الاعتداءات على الشعب السوري. بالطبع، ندرك جميعنا الحاجة لمكافحة الإرهاب. لكن مكافحة الإرهاب يجب أن تكون موجهة بعناية، وأن تكون جزءا من مبادرة أوسع للتصدي لخطاب الإرهابيين. وما رأيناه في سورية هو سقوط مئات آلاف القتلى من المدنيين، بمن فيهم الأطفال، بحجة مكافحة الإرهاب. وأفعال الأسد وروسيا تدفع إلى التطرف وتؤجج الإرهاب، بدل أن تكافحه. أقول لروسيا: أنت تزيدين الوضع سوءا، بدل إيجاد حل له. &
&
وتابع إلوود في البيان البريطاني: لقد أعرب المجتمع الدولي عن اشمئزازه وغضبه بسبب الوضع. واجتمع في عدد من المنتديات الدولية، بما فيها هذا المجلس، ليعرب علنا عن قلقه بشأن الوضع في سورية. وقد حاول أعضاء مجلس الأمن الدولي مؤخرا اتخاذ إجراء دعما للشعب السوري، لكن روسيا عرقلت هذه الجهود بممارستها، مرة أخرى، لحق النقض (الفيتو).&

معاناة السوريين

وقالت بريطانيا: هناك صورتان ربما عبّرتا عن معاناة الشعب السوري في هذا الصراع، صورتان لأطفال. الأولى هي صورة آلان كردي، الطفل ذي الثلاثة أعوام الذي مات غرقا في البحر وجرفته الأمواج على شاطئ تركي. والثانية هي صورة عمران دقنيش، الطفل ذي الستة أعوام الذي انتُشل من تحت أنقاض مبنى تعرض للقصف في حلب، وكان مصابا بجروح في رأسه وجالسا في سيارة إسعاف. أسأل روسيا سؤالا مباشرا، لِم أصبتِ أهالي حلب بهذه اللعنة؟ &ذلك عمل مخزي، وليس هو ما يتوقعه العالم من عمل أو قيادة دولة عضو دائم في مجلس الأمن. روسيا، أنت لديك علاقات وطيدة مع سورية. وبالتالي عليك البناء على أسس هذه العلاقات مع الشعب، وليس مع النظام. وإلى حين حدوث ذلك، يتوجب على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات حيثما أمكن. والقرار الذي نتبناه اليوم جزء من تلك الإجراءات. فهو ينص صراحة ودون لبس على ضرورة وقف الهجمات العشوائية التي تقتل المدنيين في حلب، وضرورة محاسبة المسؤولين عن تلك الهجمات. &
&
وخلص البيان البريطاني إلى القول: من الضروري أن تجري لجنة التحقيق التابعة للمجلس تحقيقا شاملا، وأن تضمن عدم إفلات أحد من العقاب عن ارتكاب هذه الأعمال الهمجية. وإنني أحث كافة أعضاء هذا المجلس على الإنصات لكافة الأصوات التي تعبر عن القلق، والتي تمثل كافة أعضاء هذا المجلس، وأن يتبنوا هذا القرار.