إيلاف من القاهرة:&أكد عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب المصري، طارق الخولي، أن روسيا طلبت إقامة قاعدة عسكرية في مصر ، مشيرًا إلى أن الحكومة رفضت هذا الطلب، لاسيما أن مصر ترفض وجود أية قواعد أجنبية على أراضيها.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"إيلاف" أن مصر رفضت هذا الطلب، لافتًا إلى أن التعاون مع روسيا زاد بسبب الضغوط الأميركية على مصر بعد ثورة 30 يونيو، ولاسيما في مجال تسليح وتطوير الجيش.

وأوضح أن السبب الحقيقي لطلب روسيا إنشاء قاعدة عسكرية في مرسى مطروح يرجع إلى أنها تريد وضع قطع حربية على مقربة من مفاعل الضبعة النووي، وذلك لتأمين المهندسين والعلماء الروس، الذين يشرفون على إقامة المفاعل النووي في تلك المنطقة.&ونفى ما أثير بشأن وجود صفقة لإقامة المفاعل النووي مقابل إنشاء القاعدة العسكرية، لافتًًا إلى أن مصر كفيلة بتأمين العلماء الروس وأية عناصر تشارك في بناء المفاعل.

وحول زيادة التعاون العسكري بين مصر وروسيا أكثر من أي وقت سابق، قال الخولي إن روسيا تعد من أقوى الدول عسكريًا، ولديها مدرسة عسكرية تتميز من المدرسة العسكرية الغربية، مضيفًًا أن روسيا تقود المدرسة الشرقية في العسكرية العالمية، ولها ثقل في هذا المجال سواء من ناحية قوة جيشها وتدريبها، أو من ناحية التسليح وصناعته.

وذكر أن روسيا تنافس أكبر الدول في التصنيع العسكري، ولاسيما في مجال منظومات الدفاع الجوي وصناعة الطائرات الحربية، مشيرًا إلى أن التعاون المصري الروسي خطوة مهمة جدًا تنعكس على قدرات مصر العسكرية وتدعيم العلاقات بين الدولتين.

الخولي مع الرئيس المصري

&

خبرات عسكرية

وأفاد الخولي بأن أهم ما يميّز الجيش المصري أنه يملك مزيجًا من الخبرة العسكرية الشرقية والغربية، ولديه قدرة قتالية تحمل الكثير من الخبرات من المدرستين، وهذا غير موجود عند الكثير من جيوش العالم، منوهًا بأن التعاون العسكري المصري الروسي زاد بنسبة كبيرة بعد ثورة 30 يونيو 2013.

وأشار إلى أن هناك محاولات كثيرة من قبل قوى داخلية وخارجية لضرب العلاقات بين البلدين، لافتًا إلى أن هذه القوى استغلت سقوط الطائرة الروسية من أجل خلق حالة من التوتر بين البلدين، مؤكدًا أن تفهم البلدين لهذا المخطط أدى إلى إجهاضه وإفشاله.

وحول المطالب الأمنية الروسية المتشددة في المطارات المصرية من أجل عودة السياحة، قال الخولي إن المطالب الأمنية الروسية قبل عودة السياح؛ تأتي نتيجة تدخلها في المنطقة لمحاربة "داعش"، لافتًًا إلى أن الجانب الروسي لديه تخوف من أن تكون لمشاركته في هذه الحرب انعكاسات على استهداف مواطنيه في مصر.

وأشار الخولى إلى أن مصر لجأت إلى الجانب الروسي عندما لوّحت أميركا باستخدام ملف السلاح للضغط على مصر سياسيًا، وهذا حدث بالفعل بعد ثورة 30 يونيو 2013، عندما أحجمت أميركا عن تسليم طائرات "إف 16" إلى مصر، موضحًا أن تصرف القادة السياسية تجاه روسيا ينمّ عن ذكاء واضح، لكسر أي حالة من حالات المماطلة الأميركية، والخضوع لابتزازها.

وقال إن أميركا دولة مؤسسات، وكان هناك تعدد في الآراء في التعامل مع مصر. وأضاف: في اعتقادي أن التخبط الأميركي في البداية يعود إلى تعدد واختلاف وجهات النظر ما بين الرئاسة ووزارتي الخارجية والدفاع"، مشيراً إلى أن "البنتاغون" حريص على تواجد علاقات استراتيجية مع مصر، لأنها دولة مهمة جدًا لأميركا، وهناك علاقات ممتدة منذ سنوات طويلة، إضافة إلى اتفاقية كامب ديفيد التي تضع التزامات على الجانب الأميركي تجاه مصر، لاسيما في ما يخص المعونة العسكرية التي تخطت المليار دولار".

وتابع: "أعتقد أن إدارة الرئيس بارك أوباما كانت لديها حالة تحفظ غير معلن على التعاون مع مصر بعد ثورة 30 يونيو، لكن &لم يصل إلى حد قطع المساعدات بالكامل أو تجميد العلاقات".

طارق الخولي ثائرًا

&

التعاون المصري الروسي

وردًا على ما يقال بشأن تأثير التعاون المصري الروسي، على العلاقات المصرية السعودية، قال الخولي، إن التعاون العسكري بين مصر روسيا لن يكون له تأثير على علاقتنا بالسعودية، مشيرًا إلى أن العلاقات الدولية لا تعرف إلا لغة المصالح.

وأضاف أن القاعدة الأساسية التي ترتكز إليها الخارجية المصرية، هي تحقيق الخير للبلاد الأخرى، وعدم السعي نحو تخيير أي دولة أخرى شقيقة أو غير شقيقة بين علاقاتها مع مصر وأية دولة أخر، مشيرًا إلى أن مصر تضع خطًا واضحًا لها في التعامل مع الدول التي تعاني من مشاكل، وهو عدم التدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدول.

وفي ما يخص الخلاف المصري السعودي بشأن الملف السوري، قال الخولي، إن مصر تريد الحفاظ على الدولة السورية دونما أن يتم أي تدخل خارجي وأن يتولى الشعب السوري تحديد مستقبله وحده.

ولفت إلى أن موقف مصر يختلف عن موقف السعودية وإيران، ولا يتطابق في الوقت نفسه مع الموقف الروسي، موضحًا أن روسيا تريد الإبقاء على بشار الأسد، ولكن مصر ترى أن إبقاء الأسد من عدمه يعود إلى الشعب السوري نفسه، وليس إلى أية دولة أخرى .

وقال إن العلاقات بين مصر السعودية أقوى من أية خلافات في وجهات النظر في بعض القضايا، داعياً إلى ضرورة التوافق بين البلدين على القضايا الكبرى، لأن الحفاظ على قوة تلك العلاقات ليس من الرفاهية، بل من ضرورات الأمن القومي العربي، ومن ضرورات الحفاظ على كيانات الدول العربية.