إيلاف المغرب من الرباط:&جاءت فقرات حفل افتتاح فعاليات الدورة الـ13 لمهرجان "أندلسيات أطلسية"، يوم أمس، بمدينة الصويرة المغربية ، وفية لتوجه وقيمة هذه التظاهرة المتميزة، التي راهنت، منذ إطلاقها، على أن تشكل موعداً ثقافياً وفنياً يحتفي بالإرث العربي الأندلسي، المتميز بغناه وتنوعه.

وعرف حفل افتتاح هذه التظاهرة، التي تنظم، على مدى ثلاثة أيام، توافد جمهور غفير ونوعي، أتى للاكتشاف والاستمتاع بالأشكال المتعددة للموسيقى الأندلسية، التي جرت العادة أن يقدمها فنانون من أصول وديانات مختلفة؛ حيث كان الموعد، ليلة أمس الخميس ، مع فقرة حملت عنوان "شكراً سامي"، شاركت فيها الفنانة المغربية الشابة سناء مرتحي و"كورال ديابازون"، تم خلالها استحضار ريبرتوار غني ومتعدد الأنماط الغنائية، ما بين أندلسي وشعبي مغربي، لسامي المغربي، هذا الفنان المغربي، من ديانة يهودية، الذي ولد عام 1922 بمدينة آسفي المغربية، وتوفي في 2008 بمونتريال الكندية؛ وفقرة، جمعت بين الرقص والغناء، بعنوان "فرجة من الفلامنغو"، من أداء روزاريو طوليدو.

جمهور غفير ونوعي .. في حفل افتتاح "أندلسيات أطلسية"، بالصويرة

&

استمرارية .. مع وفاء للذاكرة

يمكن القول إن تفاعل الجمهور الحاضر مع مختلف فقرات حفل الافتتاح كان منتظراً، بشكل يؤكد، من جهة، صواب الاختيارات وقيمة المضمون الذي يحرك هذه التظاهرة؛ وينقل، من جهة ثانية، لخصوصية الصويرة، كمدينة يرى أندري أزولاي، مستشار العاهل المغربي، الملك محمد السادس، ورئيس "جمعية الصويرة موغادور"، أنها، اليوم، "عنوانٌ للمغرب المنفتح الذي يتقدم من دون عُـقد. المغرب المتجذر في هويته وقيمه، مع وفاء كبير للذاكرة، من دون خوف أو تخوف من الذهاب نحو الآخر والانفتاح على كل أنواع الموسيقى والثقافات والديانات والأعراق".

لذلك يشدد منظمو هذه التظاهرة، التي تنظم، في دورة هذه السنة، تحت عناوين بارزة تشمل "الذاكرة، الوفاء والاستمرارية"، على أن المغرب كان، دوماً وأبدا،ً أرضاً للتعايش والتساكن والتقاسم بين ثقافات مختلفة وحضارات من أعراق متنوعة؛ فيما كان الإرث الموسيقي اليهودي المغربي نتاجاً طبيعياً لهذا التعايش والتساكن والتقاسم، حيث يذكر، بجلاء، بلحظات الفرح الجماعية التي عاشها المغاربة فيما بينهم، بغض النظر عن أصولهم وأعراقهم ودياناتهم.

"أندلسيات أطلسية"، بالصويرة .. استمرارية مع وفاء للذاكرة

فكر وموسيقى

تتواصل فعاليات هذه التظاهرة الثقافية بفقرة "منتدى الأندلسيات"، التي تتناول، بالنقاش وتبادل الآراء، قضايا وإشكالات على علاقة بتوجه المهرجان، فيما تأخذ باقي الفقرات الموسيقية عناوين، تتفاوت بين "موسيقى السعادة"، تخصص لتكريم الفنان الجزائري موريس مديوني، فضلاً عن فقرة خاصة بالفنانة ريموند البيضاوية، التي سيتم الاحتفاء بها في أمسيتين فنيتين، و"سفر عبر المتوسط" و"بحثاً عن آخر مواليد المجموعات الأندلسية" و"من إشبيلية إلى الصويرة"، على أن تختتم التظاهرة، بفقرة موسيقية، تحمل عنوان "عيد الموسيقى الأندلسية".

"أندلسيات أطلسية"، بالصويرة .. عنوانٌ مغرب منفتح

فرجة من الفلامنغو" .. في حفل افتتاح "أندلسيات أطلسية"، بالصويرة

&