ابن كيران يتحدث في حفل التأبين 

إيلاف من الرباط: كعادته، لا يحضر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة المكلف، عبد الإله ابن كيران، أي مناسبة كيف ما كان نوعها، إلا وألقى كلمة لا تخل من رسائل، موجهة سواء للخصوم أو الأتباع. 

ففي كلمة ألقاها مساء الحمعة بالمركب الثقافي المهدي بنبركة بالرباط، في إطار حفل التأبين الذي نظمته المبادرة المغربية للدعم والنصرة وحركة التوحيد والإصلاح، لأحد أعضائها، الذي توفي اخيرا في حادثة سير ، خص ابن كيران، الحاضرين من أعضاء الحزب وحركة التوحيد والإصلاح بعدد من الرسائل، ودعاهم للتأسي بالراحل الذي كان يشتغل في الظل بجد وإخلاص ولا يلتفت إليه أحد سواء كان حاضرا أو غائبا. 

وأثنى ابن كيران، في كلمته على خصال الراحل، أبو بكر أوعزي، الذي كان من أهم النشطاء المدافعين عن القضية الفلسطينية بالمغرب، مؤكدا أن بمثله يستمر النجاح والعطاء، وقال "كان الراحل لا يراهن على أن يصبح رئيسا للحركة أو برلمانيا، يعرف نفسه أنه مخلوق للعمل والخدمة ولا يفكر في شيء آخر". 

وأضاف ابن كيران، في كلمته القصيرة، أن العضو الراحل أدركه الموت وهو "في الطريق لم يلتفت ولم يرجع ولم ينكص ولم يدبر"، معتبرا أن الأمر "امتياز يرزقه الله لمن أراده من الصالحين"، داعيا أنصار حزبه وأعضاءه إلى الحفاظ على ما سماها "النية السليمة"، مقرا بصعوبة الأمر ، وقال "إن هناك صعوبة في الحفاظ على النية السليمة "، وأردف قائلا "المؤمن هو شخص يلوم نفسه باستمرار ويحاول أن يدفع عنها هذه الأمور". 

وزاد ابن كيران قائلا "في كل مجال يبرز شخص أو مجموعة أشخاص، ولكن هؤلاء لن يبرزوا إذا لم يكن وراءهم أشخاص يشتغلون ويجتهدون بتفان ولا مبالاة"، في إشارة منه للدور المهم الذي يلعبه الأعضاء والقواعد في نجاح أي تنظيم، مؤكدا على أن الجميع "يجب أن يبقوا على العهد سواء في القيادة أو القاعدة يضحي ويشتغل". 

وسجل ابن كيران أنه في حال ما إذا "أخلد من في القيادة إلى الأرض واتبع الحياة الدنيا وأقبل على ملذاتها، ساعتها يقول العضو البسيط إذا كان من أجل هذا اجتمعنا فلا داعي للاستمرار، حتى أنا يجب أن اذهب وأشتغل على أموري الشخصية"، وأضاف "هنا يمكن أن تموت الحركات والجمعيات والأحزاب السياسية". 

ودعا ابن كيران أعضاء الحزب والحركة الدعوية إلى الاستمرار في العمل والتحلي بالصدق والإخلاص من أجل أن "نظل شعلة في الأمة ونحدث النهضة وندعم إخواننا في الشرق الذين يعيشون مآسي"، وشدد على القول "يجب علينا أن نحافظ على هذه الروح التي كانت تحرك هذا الأخ وأمثاله، وهي أنهم يقصدون وجه الله تعالى بأعمالهم، وذلك هو الهدف الذي لا يخبو"، وهو ما يمثل رسالة من الأمين العام لأعضاء حزبه في عدم التهافت على المناصب والمكاسب المادية التي تتيحها المناصب والمسؤوليات الحكومية التي يجري مشاورات بشأن تشكيلها.