إيلاف المغرب من الرباط: عاشت مدينة الحسيمة المغربية ( شمال) ليلة حزينة بعد وفاة شاب يعمل بائع سمك متجول، وسط شاحنة لجمع النفايات وإتلافها، بعدما ألقى بنفسه داخلها طمعا في استرجاع بضاعته، التي صادرها منه رجال السلطة العمومية، في إطار دورية أمنية عادية.

ولفظ الضحية أنفاسه الأخيرة، داخل الشاحنة التي سحقته مع النفايات الموجودة فيها، حيث يتهم العديد من النشطاء بالمدينة الساحلية، رئيس الدورية بإصدار أوامره لسائق الشاحنة بتدوير آلة طحن النفايات بعد قفز الضحية داخلها لاستخراج سلعته، الأمر الذي فجر احتجاجات ليلية استمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم السبت.

ورفع المتظاهرون، الذين احتشدوا أمام ولاية الأمن وسط المدينة، شعارات منددة بسلوك رجال السلطة، كما طالبوا بفتح تحقيق نزيه ومحاسبة المتورطين في وفاة الشاب الضحية، كما حملوا مندوب وزارة الصيد البحري مسؤولية الحادث.

وزير الداخلية بفتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث

فتح تحقيق

وأمر وزير الداخلية بفتح تحقيق لمعرفة ملابسات وتحديد المسؤوليات بشأن وفاة شخص، أمس الجمعة بالحسيمة، إثر إصابته بآلية الضغط الموجودة بشاحنة لنقل النفايات.

وأوضحت السلطات المحلية لإقليم الحسيمة، في بيان ، أن الشاحنة المذكورة كانت بصدد إتلاف كمية من الأسماك التي يمنع صيدها تم حجزها من طرف المصالح الأمنية بأمر من النيابة العامة المختصة.

وعلى المستوى الميداني، سارعت السلطات لاحتواء الحادث، ونزل كل من عامل ( محافظ) إقليم الحسيمة، والوكيل العام للملك في محكمة الاستئناف بالمدينة، عند المتظاهرين وفتحوا نقاشا مع المحتجين، تعهدوا فيه بفتح تحقيق شفاف ودقيق في وفاة الشاب تحت إشراف النيابة العامة.

وأكد المحافظ في كلمة أمام المتظاهرين، نشرتها العديد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "سنتابع معكم الوضع أول بأول ونحن في دولة الحق والقانون، ومدينة الحسيمة في قلب جميع المغاربة وعزيزة عند الملك، ولن نسمح بألا يكون هناك تحقيق نزيه".

مواقع التواصل الإجتماعي تنتقد سلوك السلطات المحلية وطريقة تعاملها مع الضحية

انتقادات

أما وكيل الملك لدى محكمة الاستئناف، فقال من جهته إن "القانون سيأخذ مجراه والبحث سيكون دقيقا ومعمقا ولن يتم إغفال أي شيء"، مشيرا إلى أن الضمانات التي يقدمها للمحتجين بعدما طالبوه بها، هي "القانون والبحث الشامل والدقيق".

وعرفت مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الغليان بعد تداول الخبر على نطاق واسع بين النشطاء، الذين عبروا عن انتقادهم لسلوك السلطات المحلية وطريقة تعاملها مع الضحية، وحملوا المسؤولية لمن أعطى الأوامر بتحريك آلة طحن النفايات رغم وجود الشاب داخل الشاحنة.كما دعا نشطاء فيسبوك إلى فتح تحقيق شفاف ونزيه في القضية، وطالبوا بإنزال أقسى العقوبات في حق المتورطين في الوفاة، وعبروا عن حزنهم لاستمرار مثل هذه الحوادث في مغرب 2016.

يشار إلى أن الشاب الذي توفي إثر الحادث المذكور، كان يُدعى قيد حياته، محسن فكري، وهو من مواليد سنة 1985، يعيش مع عائلته التي يبلغ عدد أفرادها عشرة أفراد، كان يمثل أحد معيليها الرئيسيين.