كيشيناو: يدلي المولدافيون الاحد بأصواتهم في اول انتخابات رئاسية بالاقتراع العام منذ 1997، وتبدو نتائجها متقاربة، ويتنافس فيها مؤيدو التقارب مع روسيا والمدافعون عن تكامل مع الاتحاد الاوروبي.

وقد فتحت مراكز التصويت في الساعة 7:00 (5:00 تغ) في مولدافيا التي يبلغ عدد سكانها 3.5 ملايين نسمة، وتعصف بها ازمة سياسية عميقة ناجمة من اكتشاف عملية تزوير مصرفي كبيرة في العام الماضي.

وفي العاصمة كيشيناو وعلى طول الطرق الكبيرة في البلاد، تذكر الملصقات الانتخابية للمرشحين التسعة بأن رئيس الدولة سينتخب للمرة الاولى منذ 1997 بالاقتراع العام بعد قرار اتخذته المحكمة الدستورية في مارس. وتتنافس في الانتخابات، القوى المؤيدة لاوروبا في السلطة، والمعارضة الموالية لروسيا، والتي يعتبر زعيمها رئيس حزب الاشتراكيين ايغور دودون الاوفر حظا للفوز في الدورة الاولى.

ويعد هذا الرجل (41 عاما) الذي كان وزيرا للاقتصاد في حكومة يقودها شيوعيون، بـ "اعادة شراكة استراتيجية مع روسيا" والسعي الى "الغاء الجانب الاقتصادي من اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوروبي" الذي وقعته في 2014 السلطات الموالية لاوروبا.

اثار هذا المسعى غضب موسكو التي سارعت الى فرض حظر على الفواكه واللحوم المولدافية، فعاقبت بذلك شعبا تشكل الزراعة ابرز مقومات حياته. وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس قال ايغور دودون "انا لست ضد الاتحاد الاوروبي"، معتبرا ان "من مصلحة مولدافيا" تطبيق الاصلاحات التي تطالب بها بروكسل ولاسيما ما يتعلق منها بالقضاء.

وابرز منافسيه هي مايا ساندو (44 عاما). وتعد هذه المرشحة عن معارضة وسط اليمين، ووزيرة التعليم السابقة التي عملت مع البنك الدولي، بـ "مولدافيا اوروبية".

وقالت ساندو لوكالة فرانس برس "ننادي بالتكامل الاوروبي لاننا نرى في الاتحاد الاوروبي ديموقراطية حقيقية وازدهارا لجميع الذين يعملون فيه"، مشيرة الى ان على السلطات القيام بخطوات كثيرة لاستعادة ثقة المولدافيين.

استقطاب مصطنع 
وتعد مولدافيا، الجمهورية السوفياتية السابقة، الواقعة بين رومانيا واوكرانيا، واحدا من افقر البلدان الاوروبية، اذ يعيش 41% من سكانها بخمسة دولارات يوميا، كما يقول البنك الدولي.

وفي 2015، ادى اكتشاف اختفاء مليار دولار من صناديق ثلاثة مصارف في البلاد، اي ما يوازي 15% من اجمالي الناتج المحلي، الى تسيير تظاهرات ضخمة شارك فيها المؤيدون لاوروبا والموالون لروسيا، المنبثقون من القوى اليمينية واليسارية.

ومنذ ذلك الحين، تعاقبت ثلاث حكومات لم تتمكن من امتصاص غضب المولدافيين الذين يعتبرون طبقتهم السياسية غارقة في الفساد. واقر رئيس مهمة الاتحاد الاوروبي في مولدافيا بيركا تابيولا في مقابلة مع وكالة فرانس برس بأن "مصداقية الاتحاد الاوروبي والدعم لسلوك طريق اوروبي" قد تراجعا بين السكان.

وقد فسر ذلك بخيبة الامل التي ولدتها "حكومات متعاقبة قالت انها مؤيدة لاوروبا"، لكنها لم تطبق الاصلاحات الموعودة، لكنه اوضح ان "الحديث عن موالين لروسيا وموالين لاوروبا" يكشف عن "استقطاب مصطنع".

واكدت اللجنة الانتخابية المركزية المولدافية ان 3200 مراقب مولدافي و562 مراقبا اجنبيا ينتشرون في حوالى 2000 مكتب تصويت، سيؤمّنون حسن سير الانتخابات ومراقبتها عن كثب.

وستقفل مكاتب التصويت في الساعة 21:00 (19:00 ت غ)، لكن لن يجرى اي استطلاع للرأي لدى خروج الناخبين من مراكز التصويت، لانعدام الوسائل، وليس من المتوقع صدور النتائج الاولوية إلا خلال الليل.