الرياض: رفض مجلس الشورى السعودي في جلسته الأسبوعية الإثنين توصيةً تطالب بالتنسيق بين الوزارات لدراسة البيئة الاجتماعية الملائمة لقيادة المرأة السيارة.

في هذا الإطار، أكدت الدكتورة لطيفة الشعلان، عضو مجلس الشورى وإحدى المطالبات بالسماح بقيادة المرأة السيارة لـ"إيلاف" أن التوصية التي اسقطها المجلس اليوم ونصت على التنسيق بين وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ووزارة الداخلية لدراسة البيئة الاجتماعية المناسبة بالسماح للنساء بقيادة السيارة، "تعتبر توصية هشة جدًا ولو نجحت فربما كانت ستُعيد المسألة كليًا إلى الوراء، لأن المأمول والمطلوب في هذه المرحلة هو طلب تمكين المرأة مباشرة من قيادة السيارة وتوجيه التوصية لوزارة الداخلية لأنها جهة الاختصاص".

أضافت الشعلان: "إن المطالبات السابقة بالقيادة من داخل الشورى أو من خارجه نادت بتمكين النساء من حق القيادة كحق إنساني وشرعي غير مشروط، ويجب ألا ينخفض السقف عن طلب التمكين من القيادة إلى مجرد الطلب بالتنسيق بين الوزارات لدراسة البيئة الاجتماعية المناسبة للقيادة".

أوضحت الشعلان أن المطالبات الخجولة بالتنسيق لإجراء دراسات اجتماعية لا تلائم المرحلة، ولا سقف التوقع، ولا تاريخ الجهود التي بُذلت في ملف قيادة المرأة للسيارة منذ تسعينيات القرن الماضي إلى اليوم، كما توسع اتجاه التسويف والتأجيل في هذا الملف المهم، على حد تعبيرها.

وختمت الشعلان بالقول: "السؤال المقلق هو ماذا لو انتهت الدراسة المفترضة التي تطالب بها التوصية إلى القول أن البيئة الاجتماعية ليست جاهزة للقيادة في المستقبل المنظور في تكرار للمقولة الرائجة أن المجتمع غير جاهز لقرار قيادة النساء السيارة؟".

يُذكر أن مقترح تمكين النساء من قيادة السيارة في مجلس الشورى تعرض للمصادرة مرتين، الأولى في أكتوبر 2013 والثانية في منتصف عام 2014.

وفي ابريل الماضي قال الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، بخصوص قيادة المرأة للسيارة، "إن المجتمع لا يزال غير متقبل لهذا الموضوع"، جاء ذلك بعد ايام من اعلان رؤية السعودية 2030.

واجاب الأمير عن سؤال يتعلق بالمرأة قائلا: المرأة عملها مهم جداً وهي نصف المجتمع وفعالة ومنتجة في وطننا، وموضوع قيادتها للسيارة ليس قيادة دينية بقدر ماهي قيادة لها علاقة بالمجتمع نفسه يقبلها أو لا يقبلها".

وكذلك في ابريل عاد موضوع قيادة المرأة للسيارة الى إثارة جدل واسع في المملكة عقب قيام إثنتين من أعضاء مجلس الشورى بطرح هذا المطلب في مجلس الشورى وتصدر وسم #الشورى_يناقش_قيادة_المرأة قائمة الأكثر تداولا (الترند) عالميا لساعات حينها.