«إيلاف»&من واشنطن: في خلال سنوات قريبة، لن يحتاج الناس إلى شراء السيارات، كما سيتغير تخطيط المدن والحياة فيها بشكل جذري. فستختفي المساحات الشاسعة التي تخصص لمواقف السيارات تمامًا، وربما تخرج كلمة "ازدحام مروري" من القاموس إلى الأبد.

إنها& "السيارات الآلية" التي لا تحتاج إلى قائد، والتي بدأ استخدامها فعليًا في الولايات المتحدة، وتحديدًا في ولاية نيفادا التي تجوبها شاحنات يتم التحكم فيها آليًا.

يرفع توني صبا، رئيس الدراسات في قسم وسائل النقل النظيف في جامعة ستانفورد الأميركية صورة للجادة الخامسة في نيويورك ألتقطت في عام ١٩٠٠، تظهر فيها عربات تجرها جياد وبينها سيارة واحدة، ويتبعها بصورة أخرى للموقع نفسه في عام 1913، تُظهر عشرات السيارات وعربة واحدة فقط يجرها حصان.

وفي محاضرة له، يقول صبا إن السيارات الآلية ستسيطر على الشوارع قبل عام 2030.

والمعروف أن السيارة الآلية التي انتجتها شركة غوجل قبل عامين ونصف العام قطعت أكثر من مليون ميل بلا تسجيل حادث واحد. كما هناك تنافس حاد جدًا بين الشركات التقنية في مجال صناعة هذا النوع من السيارات، تنافسها مصانع عريقة مثل مرسيدس وتويوتا. حتى شركة أوبر هي الأخرى بدأت قبل نحو ثلاثة أشهر استخدام سيارة آلية لنقل زبائنها في مدينة بتسبرغ الأميركية.

السيارة الآلية التي انتجتها شركة غوجل قطعت أكثر من مليون ميل بلا تسجيل حادث واحد

&

تغيير جذري

يقول كثير من المختصين إن السيارات الآلية من الاختراعات التي تغير وجه العالم وتخطيط المدن وطبيعة الحياة اليومية، تمامًا كما فعلت الطائرات والسيارات التي أعادت الخيول إلى الحظائر بعدما كانت وسيلة تنقل الإنسان آلاف السنين.

فمعها لن يحتاج الناس إلى شراء سيارة، إذ أن الأميركي مثلًا سيوفر على نفسه من ثمانين إلى تسعين في المئة من كلفة النقل، في حال اختار أن يستأجرها لقضاء مشاويره. كما سيختفي الزحام في الشوارع كليًا، لأن سبب هذا الزحام "ليس قلة الشوارع أو الطرق السريعة" بل بسبب الفراغات التي يُحدثها قائدو السيارات بين سياراتهم والمركبات الأخرى، إضافة إلى المواقف التي تنتشر على جنبات الطرق.

يقول صبا في محاضرته: "مع سيطرة السيارات الآلية التي ستعمل على مدار الساعة، لا حاجة للمواقف التي تشغل مساحات شاسعة في المدن اليوم. وسيخفض انتشارها التلوث البيئي، لأن السيارة الآلية تعتمد على الطاقة الكهربائية".

وذكر أن كلفة صناعة السيارات الآلية انخفضت بشكل كبير جدًا، فقبل ثلاث سنوات فقط، كانت كلفة جهاز "الرادر" الذي يوجه السيارة ٧٠ ألف دولار، أما اليوم فثمنه ألف دولار.

كلفة صناعة السيارات الآلية انخفضت بشكل كبير جدً

&

مستعدون لها

في دراسة نُشرت في العام الماضي، قال ٩٥ في المئة من البرازيليين ونحو ٨٥ من الهنود الذين تعاني شوارع بلدهما اختناقات مرورية كبيرة إنهم جاهزون لاستخدام السيارات الآلية إذا طرحت في الأسواق، فيما أبدى أكثر من ستين في المئة من الأميركيين جهوزيتهم لاستخدامها.

لكن، على الرغم من هذا كله، ما زال بعض المسؤولين الأميركيين مترددًا في السماح باستخدام السيارات الآلية في البلاد. وقال نائب رئيس إدارة المرور في مدينة نيويورك مايكل ربلوغ في جلسة استماع في مجلس المدينة إنه لن يسمح باختبار السيارات الآلية في نيويورك حتى تثبت قدرتها على مواجهة تحديات الشوارع. قوبل هذا التصريح بإنتقاد بعض اعضاء المجلس، ومنهم دان جوردنك الذي قال في تغريدة عبر تويتر: "يجب الموافقة على القانون الذي يسمح باستخدام واختبارات السيارات الآلية، يجب أن تؤخذ المبادرات الإبداعية بشكل جاد، يجب أن لا تفقد نيويورك فرصة قيادة مبادرة السماح للسيارات الآلية".

لكن، على الرغم من الجدل في شأن السيارات الآلية، يجب القول إن المؤشرات كلها تؤكد إنها ستسيطر على الشوارع لا محالة، وحينها سيتغير وجه العالم إلى الأبد، وسيعود البشر إلى المقعد الخلفي كما أعيدت الأحصنة إلى الحظائر.&

يجب الموافقة على القانون الذي يسمح باستخدام واختبارات السيارات الآلية

&