نيويورك: من الاهانات الى التصريحات المشينة والاتهامات القاسية وتدني الشعبية القياسية لكل من المرشحين، لم يعد الاميركيون يطيقون الحملة الانتخابية الرئاسية وينتظرون بفارغ الصبر نهايتها بعد ان اتخذت احيانا شكل برنامج سيئ من تلفزيون الواقع السياسي.

قالت مويرا هان المحامية البالغة 64 عاما "هذا يشبه التعذيب، نحن مصدومون" مضيفة "ساكون سعيدة عند انتهاء كل شيء. الوضع يزداد سوءا وسوقية وعنفا ويسبب مزيدا من الانقسام يوميا".

قبل ايام على استحقاق الثامن من نوفمبر جاءت هان الى بنسلفانيا لتتشرب بعض التاريخ الاميركي في مونت فيرنون مقر سكن الرئيس الاول للولايات المتحدة جورج واشنطن الذي يبعد ساعة عن العاصمة التي تحمل اسمه.

فقد توافد زوار من مختلف انحاء البلد لاستكشاف المزرعة التاريخية ذات المشاهد الرائعة لنهر بوتوماك.

قالت نانسي مورفي المدرسة من ميريلاند البالغة 58 عاما "هذه الانتخابات تخجلنا". واضافت "عادة نحب الحديث عن الانتخابات لتعليم تلامذتنا العملية الديموقراطية. لكننا لا نذكرها هذه المرة، فهذا مزعج جدا خصوصا مع الصغار".

وتابعت "لم اعد استطيع التحمل. ضقت ذرعا بالاعلانات الانتخابية والجو السلبي. لا اعرف شيئا عن برنامجيهما فهما يمضيان الوقت في تبادل الانتقادات".

امام ضريح الرئيس التاريخي وزوجته مارثا تلت مجموعة صغيرة قسم الولاء للعلم. فهنا يفرض التاريخ الرئاسي احترامه.

وعلقت مويرا هان "افضل ما فعل جورج واشنطن هو فرض انتقال السلطة سلميا بين الادارات، في تقليد طبق طوال هذه السنوات (...) الان احد مرشحينا (ترامب) يتحدث عن خرق هذا التقليد. الامر مثير للقلق".

"هذا اسوأ من ذاك"

سواء كانوا سيصوتون لصالح الديموقراطية هيلاري كلينتون او الجمهوري دونالد ترامب يعبر الزوار عن الضيق نفسه المشوب بالقلق احيانا. فالكثيرون اسفوا لغياب الاحترام في الحملة ومدى شراستها وافتقارها الى الرؤية والدفق المفرط للمعلومات.

قال القس السبعيني ديفيد لونغ الذي صوت مبكرا في الصباح نفسه "لم اشهد مثيلا" لهذا الوضع، معربا عن ارتياحه للانتهاء من هذه المهمة.

وحتى دوم عازف الناي بزيه التاريخي شارك في النقاش، معتبرا ان الحملة "طالت اكثر من اللزوم" منذ انطلاقها في ربيع 2015، و"تنفق مبالغ طائلة". كما اعرب عن القلق، لا سيما وانه لا يرغب في التصويت لاي من المرشحين. يقول "عندما يفوز احد الحزبين فسيقلل الحزب الاخر احترامه بشكل كبير".

وفدت سوزان ماريك البالغة 63 عاما من تكساس برفقة ثلاث صديقات من الثانوية للتعرف الى مواقع واشنطن التاريخية، معربة عن الارتياح ايضا لانها صوتت مبكرا. قالت "لا احب النبرة المعتمدة من الطرفين. كما ان وسائل الاعلام تقف ضد ترامب حقا، هذا ليس عدلا".

وافاد عدد من الزوار عن رمي مجلتهم المفضلة "لانها لم تتحدث الا عن الانتخابات" او التوقف عن مشاهدة التلفزيون.

في حدائق المنازل المجاورة نصب السكان لافتات سياسية يعلن فيها الاميركيون بالعادة خيارهم الانتخابي، لكنها عبرت عن الاحباط افضل من اي خطاب مفصل.

وكتب على بعض اللافتات "هذا اسوأ من ذاك. وقعنا في المقلب" او "نيزك ضخم في 2016 افضل حل" فيما انتشرت ملصقات تقول "لا احد من مرشحي 2016".

ويمكن شراء قمصان قصيرة على الانترنت تحمل عبارة "لم يعد الامر هزليا على الاطلاق. اين مرشحو الرئاسة الحقيقيين؟"

علقت هان بالقول "لا ادري كيف وصلنا الى هذا الوضع. انه اشبه بمرض فظيع" معربة عن خوفها من تقييد يدي كلينتون في حال انتخابها في بلد منقسم الى هذا الحد.

واوضحت جو-ان (71 عاما) "لن تنتهي المسألة وستفتح اليات قضائية كثيرة".

لكن لوري ميسمر (54 عاما) التي تعمل في شركة استثمار كبرى في ميزوري بدت من الاشخاص النادرين الذين لا ينتابهم القلق. قالت "ما زال امامنا مستقبل واعد. هناك نقاط غموض كثيرة لكننا سندعم رئيسنا الجديد ايا كان".

ويريد غيلبرت لويز البالغ 23 عاما ويصوت في نيفادا استخلاص الدروس من هذه الانتخابات المقيتة. وقال "انها ناقوس خطر كان الاميركيون بحاجة اليه. فالناس سيصبحون اكثر تيقظا وسيبذلون المزيد من الوقت والجهد (في اختيار) مرشحيهم. انه درس للمرة التالية".