عبد الاله مجيد:&لاحظت وسائل إعلام بريطانية أن ميغان ماركل، صديقة الأمير هاري الجديدة، حسناء سمراء ذات شعر داكن تختلف عن الشقراوات التي اعتاد حفيد الملكة اليزابيث اقامة علاقات معهن. وقال مراقبون إن ما تحاول وسائل الإعلام أن تقوله هو أن ماركل الممثلة وسفيرة الأمم المتحدة لقضايا المرأة خلاسية، أو ما يسميه الاميركيون "ثنائية العرق". &وتحدثت الممثلة التي نشأت في لوس انجليس وتعيش في كندا باستفاضة عن أصولها المزدوجة من أب أبيض وأم "سوداء 100 في المئة " على حد تعبيرها، وبحثها عن هوية على مر السنين.

الصحافة البريطانية من جهتها وصفت علاقة ماركل والأمير هاري بالفضيحة لأسباب منها انها مطلقة وأكبر منه سنًا (عمر ماركل 35 سنة وهاري 32 سنة) وقامت بأدوار جنسية مثيرة في مسلسل تلفزيوني اميركي، ووالدتها سوداء بشكل لا يقبل اللبس، شعرها مجدول على طريقة السود.

تافهة وغير لائقة

ستكون مثل هذه التفاصيل تافهة بل غير لائقة لو كانت العلاقة بين أي رجل وامرأة من المشاهير. لكن الأمير هاري، الخامس في خط وراثة العرش، يختلف عن باقي المشاهير، ومفهوم عائلته المالكة نفسه نقيض للتنوع كما يتضح من وصف صاحب النسب النبيل بأنه "ذو دم أزرق"، وهو تعبير نُحت بالاسبانية في أواخر القرن السادس عشر لتمييز طبقة النبلاء البيض المسيحيين المتفوقين ذوي البشرة الشاحبة والعروق الزرقاء، عن اليهود والمسلمين والغرب افريقيين الذين كان الاوروبيون يطردونهم من قارتهم بأعداد متزايدة.

ورغم جذور التعبير العرقية، فإنه ما زال شائعًا الاستخدام في بريطانيا، مع أن الدم الملكي اختلط وفقد نقاءه منذ قرون. فالأفارقة موجودون في عموم أوروبا منذ زمن الرومان في أقل تقدير، وبسبب الزيجات بين ملوك اوروبا المولعين بالجواري السوداوات، والعبيد وإنجاب الأطفال خارج إطار الزوجية، ليس من المستغرب أن يجري دم أفريقي في عروق الملكة شارلوت، زوجة جورج الثالث، التي وصفت بالمرأة القبيحة ذات القسمات الداكنة والأنف المفلطح. &ويصح الأمر نفسه على الملكة فيليبا زوجة ادوارد الثامن التي قيل انها ذات مناخير عريضة وشفتين غليظتين و"بشرة سمراء بالكامل".

ميغان ماركل

&

طبقيًا وعرقيًا

تقول آفوا هيرش، المحامية البريطانية ذات الأصول الأفريقية والمختصة بقضايا حقوق الانسان، إن البريطانيين ما زالوا غير مستعدين لقبول التراث الاثني للعائلة المالكة وتحري علاقاتها التي تمتد قرونًا في تجارة الرق.

حين سُئل المؤرخ المختص بالعائلة المالكة هيوغو فيكرز عن أصول الملكة شارلوت قبل سنوات، طمأن البريطانيين إلى انه حتى إذا تسلل دم افريقي في عروق العائلة المالكة "فليس في ذلك عيب وهو بكل تأكيد لا يبين أن افرادها سود بدرجة كبيرة".

أما امثال ميغان ماركل من السود المرتبطين بالارستقراطية في العصر الحديث فهناك دلائل على ما ينتظرهم بسبب اصولهم الأفريقية. على سبيل المثال، تعرضت الخلاسية ايما ماكوينستن التي تزوجت من الارستقراطي البريطاني الأبيض سيولين ثاين، فيكونت ويموث، لتمييز عنصري سافر ويقال إن والدته سألته: "ألا تعرف ما تفعله بنسب يمتد 400 سنة؟" وقالت ماكوينستن نفسها انها واجهت تحاملا على جبهات متعددة مشيرة إلى أن "هناك الطبقة" و"هناك الجانب العرقي". &

بلا حل

تحدث سود أرستقراطيون آخرون عن الاضطهاد الذي عانوه في بريطانيا بسبب اصولهم الأفريقية. وإذا كان الأمير هاري غافلًا عن عالم العرق والهوية شديد التعقيد، فانه مقبل على دورة تثقيفية مكثفة في هذا الموضوع.

تهدد علاقته الغرامية الجديدة بامرأة من اصول أفريقية برفع الغطاء عن مشكلة بريطانيا التي ما زالت من دون حل، وهي خرافة نقاء الدم الملكي. ولعل ماركل وجدت راحة البال في المساحات الرمادية للهويات المختلطة وتحدثت عن خبرتها الايجابية بسبب أصولها الأفريقية وخبرتها السلبية بسماع نعوت عنصرية تُطلق على أمها وبحرمانها هي من أدوار في صناعة السينما التي ترى انها سوداء لا يمكن أن تقوم بدور امرأة بيضاء، وبيضاء لا يمكن أن تقوم بدور امرأة سوداء.

ميغان ماركل فخورة بأصلها، وهذا هو الفارق الحقيقي بينها وبين افراد العائلة المالكة البريطانية الذين تقول المحامية هيرش انهم تجاهلوا مسائل تتعلق بتاريخهم وكنسوها تحت البساط على أمل ألا يراها أحد.

&

أعدت "إيلاف" هذه المادة بتصرف عن "غارديان"

المادة الأصل هنا

&

&