إيلاف من لندن: استضاف معهد تشاتهام للأبحاث في لندن صباح الجمعة وزير النفط السعودي السابق علي ابراهيم النعيمي في ندوة بمناسبة صدور كتابه "من الصحراء: رحلتي من البدو الرحل الى مركز النفط العالمي".

عُقدت الندوة برئاسة جين كينينمونت نائبة رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في المعهد. واستعرض معهد تشاتهام هاوس مسيرة النعيمي من التحاقه بشركة ارامكو صبياً في الثانية عشرة الى ان اصبح رئيسها التنفيذي في عام 1988.&

وفي عام 1995 عُين بمنصب وزير النفط الذي تبوّأه مدة 20 عاماً حافلة بالأحداث التي كانت احياناً عاصفة. &

&

&

وإزاء دور السعودية المؤثر في اسواق الطاقة العالمية، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الاميركي السابق الآن غرينسبان ذات مرة إن النعيمي "أقوى رجل" عرفه في حياته؟

&

&

وتناول النعيمي خلال الندوة الدروس المستخلصة من سنوات عمله في قطاع الطاقة وطرح بعض الأفكار الشيقة عن اسواق الطاقة المتغيرة في العالم ودور السعودية فيها.&

وفي 300 صفحة، نقل النعيمي مسيرته الحافلة منذ انضمامه إلى عملاق النفط "أرامكو" مراهقاً في العام 1947، ومن ثم تدرجه في المناصب ليصبح رئيسها بين العامين 1983 و 1995، وليعين بعد ذلك وزيراً للبترول، المنصب الذي احتفظ به حتى تقاعد منه هذا العام.

ويرى النعيمي في كتابه أن أفضل طريقة لتحقيق التوازن في السوق هو أن نجعل الطلب والعرض والأسعار تتحرك وتعمل.

ويلخص النعيمي في كتابه "خارج الصحراء.. رحلتي من البدو الرحّل إلى قلب النفط العالمي"، رؤيته لمشكلة استقرار سوق النفط، حيث يرى أنها أضخم بكثير لتقتصر على منظمة "أوبك" فحسب.

وعلى الرغم من أن الوزير السابق لا يكتب حول المفاوضات الحالية، فإنه دافع بقوة عن المنهجية التي لا تضع حدوداً للإنتاج والتي أقنع "أوبك" بتبنيها قبل سنتين. وذكر في كتابه أن أفضل طريقة لتحقيق التوازن في السوق هو أن نجعل الطلب والعرض والأسعار تتحرك وتعمل، بحسب وكالة "بلومبيرغ".

ويكشف النعيمي عن الأسباب التي دفعته لتبني استراتيجية الدفاع عن الحصة السوقية، قائلاً: "عندما بدأت آثار الفائض النفطي تظهر على السوق في العام 2014، لم يكن هناك أي بوادر أو علامات على استعداد الدول خارج أوبك للمساهمة في تخفيض الفائض، ولهذا كان الحل الأفضل هو ترك السوق لتصحح نفسها بنفسها".

وقال: "إن سوق النفطة أكبر من أوبك. لقد حاولنا جلب الجميع معاً في المنظمة وخارجها للوصول إلى اتفاق، ولكن لم يكن هناك شهية لتحمل عبء المسؤولية ولهذا تركناها للسوق".

وأضاف: "لو خفضت دول أوبك حينها الإنتاج لزادت الدول من خارج أوبك إنتاجها، لينتهي الأمر بنا إلى خسارة الحصة السوقية والأسعار معاً".

ويخاطب النعيمي الأجيال في كتابه قائلاً: "فلنترك التاريخ ليظهر لنا حكمه حول مدى صحة القرار الذي اتخذناه للدفاع عن الحصة السوقية"، موضحاً أن الدور الذي لعبته المملكة طويلاً كمنتج مرجح أو متمم، وهو الدور الذي بدأته في مارس 1983، ليس الأنسب للمملكة، وكان قراراً غير موفق من البداية.

وأسهمت تخمة المعروض في هبوط أسعار النفط من 115 دولاراً للبرميل في يونيو 2014 إلى 27 دولاراً في يناير الماضي، لكن الأسعار تعافت بعد ذلك إلى نحو 50 دولاراً بدعم من توقعات خفض الإنتاج.

وقالت وكالة "بلومبيرغ" في عرضها إن الوزير السعودي السابق يذكر كيف قام إيغور سيتشين، رئيس شركة "روسنفت"، بعدم الوفاء بوعده بخصوص خفض الإنتاج في الفترة ما بين 2008 و2009 خلال أيام الأزمة المالية. كما يستعرض أول اجتماع له مع سيتشين والمسؤولين الفنزويليين والمكسيكيين في فيينا في شهر نوفمبر 2014، عندما رفضت كُل من روسيا والمكسيك خفض الإنتاج.

ويتذكر الوزير السعودي ما قاله: "يبدو أنه لا أحد باستطاعته أن يخفض الإنتاج، لذلك أعتقد أن الاجتماع قد انتهى".

ورات "بلومبيرغ" أن النعيمي، الذي حافظ على أسعار النفط في مستويات 100 دولار للبرميل لعدّة سنوات بشكل عادل للمستهلكين والمنتجين، يحاول أن يعترف ببعض الندم، فكتب: "لقد كان السعر مُرتفعاً جداً. ودفع هذا إلى انطلاق موجة من الاستثمار في جميع أنحاء العالم فيما كُنا نُسميه سابقاً حقول النفط غير الاقتصادية التي تتضمن الوقود الصخري الأميركي، والقطب الشمالي والمياه العميقة جداً".

&

واعلن معهد تشاتهام هاوس للأبحاث انه سينشر تسجيلاً لوقائع الندوة على الانترنت بعد فترة على عقدها. &

&

&