ليل: يقول السوداني بخيت الذي تمكن مع ثلاثة سوادنيين اخرين من مغادرة "غابة كاليه" الى بريطانيا بشكل غير قانوني "بعد كل هذه المعاناة، لا اعرف ما اذا كان يجب ان اكون سعيدا، لكن +الغابة+ ورائي الان".

مع بداية يوم 24 تشرين الاول/اكتوبر وحين بدات عملية اجلاء مئات المهاجرين من المخيم العشوائي في شمال فرنسا، كان بخيت يعبر المانش مختبئا في شاحنة ثقيلة تابعة لمهربين.

واكتشف امر الاربعة من جانب شرطة الحدود في دوفر بحسب ما افاد السوداني في اتصال عبر موقع تواصل اجتماعي.

واضاف "طلبنا اللجوء" و"تولت جمعية مكلفة اللاجئين نقلنا الى مانشستر".

في تلك المدينة الكبيرة في شمال انكلترا تم ايواؤهم وتوفير الغذاء لهم من وزارة الداخلية، في انتظار دراسة ملفات اللجوء التي قدموها.

ويضيف بخيت "ان مصدر قلقي الكبير هو احتمال طردي الى السودان. حياتي هناك في خطر" مشيرا مع ذلك الى "ارتياحه" بعد ان تمكن من العبور الى بريطانيا.

وكان بخيت وهو موظف سابق في وزارة السياحة فر من بلاده في مستهل 2015. وقال انه بعد ان شارك في تظاهرات ضد الرئيس عمر البشير "قدم عناصر المخابرات الى منزلنا. ولم يعثروا علي فاخذوا معهم شقيقي الاصغر الذي انقطعت اخباره منذ ذلك التاريخ".

واضاف "هل قتل؟ لا ادري. ما اعلمه هو انهم كانوا يريدونني انا".

-"عرض ترويجي" من المهربين-

كان بخيت وصل الى ليبيا في شاحنة حيث انتظر "عدة اشهر في ظروف صعبة" قبل ان يتمكن من الصعود الى مركب مقابل 200 يورو باتجاه ايطاليا.

ووصل الى كاليه بشمال فرنسا في ايلول/سبتمبر 2015. 

يقول "حين كنت في السودان قال لي اصدقاء في انكلترا ان من السهل عبور الحدود". لكنه فهم لاحقا بعد ان امضى عاما في مخيم كاليه ان "الامور تغيرت".

ويضيف "حاولت ثلاث مرات العبور من الطريق الدائري الحدودي (حيث يقيم المهاجرون حواجز لتسلق الشاحنات) وكان نصيبي ثلاثة جروح في البطن والذراع والساق".

ويتابع "حتى انني غامرت بآخر ما كنت املك من مدخرات مالية وهي سبعة آلاف يورو، قدمتها لمهرب تبخر".

وفي 22 تشرين الاول/اكتوبر وحين فقد الامل في العبور الى بريطانيا وكان ينظم اغراضه في انتظار تفكيك المخيم في شمال فرنسا، تلقى عرضا من احد الاصدقاء.

ويوضح "قال لي ان هناك نوعا من العرض الترويجي مع تخفيض العديد من المهربين لتعرفاتهم. ولدي مهرب مستعد لجعل اربعتكم تعبرون الحدود لقاء ستة آلاف يورو". 

ويقول ايضا "ورغم اننا لم نتمكن من جمع سوى اربعة آلاف فقد قبل. ودامت عملية العبور ليلة كاملة".

واليوم في مانشستر بات الامان اولويته الاولى. 

يقول بخيت "حين احصل على وضع اللاجىء سادرس اللغة قبل ان ابحث عن عمل. ثم ساضع اسرتي في امان" آملا في ان يتمكن لاحقا من جلب اسرته من السودان.