إيلاف من الرباط: للأسبوع الثاني على التوالي، خرج المئات من المتظاهرين في العاصمة الرباط، احتجاجا على على وفاة محسن فكري، بائع السمك بمدينة الحسيمة طحنا داخل شاحنة لتدوير النفايات، وهو ما أثار موجة من الاحتجاجات بعدد من المدن المغربية.

ورفع المشاركون في المسيرة الاحتجاجية التي انطلقت من ساحة باب الأحد شعارات تندد بالحكرة والاستبداد الذي يطال الفئات الفقيرة من أبناء الشعب المغربي، مطالبين بمحاسبة المتورطين في وفاة محسن فكري، والكشف عن نتائج التحقيق.

وردد المتظاهرون شعارات مناوئة للسلطات محملين إياها مسؤولية وفاة بائع السمك بمدينة الحسيمة.

وتميزت المسيرة التي دعت لها الحركة الثقافية الأمازيغية بحضور ضعيف مقارنة مع المسيرة الشعبية التي شهدتها العاصمة الرباط الأحد الماضي، وعاينت "إيلاف المغرب" العشرات من المواطنين الذين فضلوا الوقوف بجنبات شارع محمد الخامس، على الانخراط في المسيرة التي طغى عليها الطابع الفصائلي، حيث بدا لافتا بروز أعلام الحركة الثقافية الأمازيغية في المسيرة في غياب شبه تام للأعلام الوطنية.

كما سجلت المسيرة، مشاركة وحضور عدد من رموز اليسار الراديكالي من قيادات حزب النهج الديمقراطي القاعدي، وبعض وجوه التيار الأمازيغي المعروف بولائه لإسرائيل وتحامله على الشعب الفلسطيني وقضيته التي تحظى بدعم شعبي واسع في المغرب.

وسجل متابعون للمسيرة في حديث ل"إيلاف المغرب" أن البعد الطائفي الذي يسعى أنصار التيار الأمازيغي بالمغرب الباسه لقضية محسن فكري بالحسيمة، سينعكس سلبا على حجم التعاطف والتضامن الذي عبر عنه المغاربة في العديد من المدن مع القضية التي هزت الشارع المغربي برمته، فيما اعتبر آخرون أن حجم الحضور في تظاهرة اليوم، يعكس وعي الشعب المغربي بأن التضامن مع القضايا العادلة لأبناء الوطن، لا تقبل المزايدات والحسابات العرقية الضيقة.

وكانت عائلة محسن فكري، قد عبر أفرادها في الكثير من التصريحات الإعلامية عن رفضهم لاستغلال قضية ابنهم في أي معركة أو حسابات سياسية يمكن أن تثير الفتنة في البلاد، وهو الموقف الذي لاقى استحسان المغاربة الذين أشادوا بموقفهم الأصيل في مواقع التواصل الاجتماعي.