أعلن عضو في الكونغرس أن مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي يتمسك بتوصيته بعدم ملاحقة المرشحة الديموقراطية إلى البيت الأبيض هيلاري كلينتون في قضية رسائلها الالكترونية، بعدما إطلع على رسائل إلكترونية جديدة تسرّبت عبر مساعدة لها.

إيلاف من واشنطن: تتسارع وتيرة الحملة الانتخابية قبل يومين من الاقتراع الرئاسي، حيث يجوب المرشح الجمهوري دونالد ترامب خمس ولايات في يوم واحد، فيما تكثف كلينتون زياراتها لمعاقل ديموقراطيين يجب عدم خسارتها.

ورحب فريق حملة المرشحة الديموقراطية بقرار اف بي آي، الذي جاء في رسالة وجّهها الاخير الى اعضاء في الكونغرس، ما من شأنه أن يعزز موقف هيلاري كلينتون قبل يومين من الانتخابات.

جرعة إنعاش
واوردت رسالة مدير اف بي آي جيمس كومي أن فريق الشرطة الفيدرالية "اطلع على كل الرسائل التي بعثت بها هيلاري كلينتون أو تلقتها، حين كانت وزيرة للخارجية. استنادًا الى هذا التحقيق، لم نغيّر خلاصاتنا التي اعلناها في يوليو في ما يتصل بالسيدة كلينتون".

وعلقت جينيفر بالمييري، مديرة الاعلام في حملة كلينتون، "نحن مسرورون بحل هذه القضية". وكان كومي تسبب بصدمة قبل عشرة ايام مع اثارته مجددًا قضية رسائل المرشحة الديموقراطية، الامر الذي انتقده الديموقراطيون بشدة، ورحب به الجمهوريون، وكان له وقع سيئ على كلينتون في استطلاعات الرأي.

استغل ترامب هذه المسألة، وأقنع فئة من الناخبين بأنه لا يمكن الوثوق بكلينتون وإيصالها الى البيت الابيض. وهذا السباق المحموم الى البيت الابيض يستمر في اجواء ترقب شديد، لا سيما بعد تسجيل الملياردير الاميركي تقدمًا في استطلاعات الرأي.

معركة حامية
واصبح ترامب في موقع يخوله اثارة صدمة عالمية، اذا فاز على منافسته الديموقراطية، التي لا تزال رغم كل شيء متصدرة نتائج الاستطلاعات. واظهر آخر استطلاع للرأي اجرته شبكة "ان بي سي" وصحيفة "وول ستريت جورنال" أن كلينتون تتقدم بفارق اربع نقاط (44% مقابل 40% لترامب) على المستوى الوطني، لكن معدل مختلف استطلاعات الرأي يشير الى فارق اقل من ذلك.

واعتبرت شبكة "سي بي اس" الاحد أن المرشحين اصبحا متعادلين في اوهايو وفلوريدا، الولاية التي يمكن أن تقرر مصير الانتخابات اذا خسرها ترامب.

وقدر خبير التحليلات الانتخابية الاميركية نيت سيلفر الاحد أن كلينتون ستفوز، لكنه شدد على ان "موقعها ليس متينًا بما فيه الكفاية" مقارنة بما كان عليه موقع باراك اوباما قبل اربع سنوات.

جولات حتى النهاية
بالنسبة إلى ترامب، التحدي واضح وهو الفوز بعدد من الولايات المتأرجحة الحاسمة للوصول الى البيت الابيض عبر حشد تأييد الناخبين من اميركا الريفية خصوصًا أو حتى التمكن من الفوز بولاية تعتبر تقليديًا محسوبة على الديموقراطيين. من هنا رغبة المرشحين بأن يجوبا البلاد حتى النهاية بوتيرة مكثفة ويعقدا تجمعات عامة عبر تنقلات بالطائرة ومواكب سيارات.

تضمن برنامج ترامب الاحد زيارة ايوا ومينيسوتا وميشيغن وبنسلفانيا وفرجينيا. في حين عقدت كلينتون تجمعين انتخابيين في اوهايو ونيوهامبشير، الولايتين الاساسيتين اللتين فاز فيهما اوباما في 2012 لحثهما على عدم تغيير موقفهما في 2016 والتصويت لترامب.

تزايد التوتر
لا يريد رجل الاعمال الاميركي (70 عامًا) ولا السيدة الاميركية الاولى السابقة (69 عامًا) أن يظهرا كأنهما استنفدا كل طاقتهما. ويؤكد المرشحان وفريقا حملتيهما انهما ضمنا الفوز الثلاثاء. وقال ترامب في كارولاينا الشمالية السبت "نحن على بعد ثلاثة ايام من التغيير الذي انتظرتموه طوال حياتكم"، متطرقًا الى قوله إن رئاسة كلينتون ستؤدي "من اليوم الاول الى كارثة".

وفي اشارة جيدة الى كلينتون، سجلت مشاركة الاميركيين المتحدرين من اصول لاتينية، وهي القاعدة الناخبة المؤيدة للديموقراطية، تقدمًا كبيرًا مقارنة بالانتخابات السابقة، وخصوصًا في فلوريدا ونيفادا، الولايتين اللتين يمكن ان تقضيا على آمال ترامب بخلافة اوباما.

وبحسب تحاليل الخبراء السياسيين وشركة متخصصة تستخدم معطيات الناخبين "كاتاليست"، فإن المتحدرين من اصول لاتينية صوّتوا بأعداد تعتبر اعلى بمعدل مرتين مقارنة بالتصويت في فلوريدا في هذه المرحلة عام 2012، كما اوردت شبكة "سي ان ان".

محاولة اغتيال؟
وفي نيفادا، تحدثت وسائل اعلام محلية عن صفوف انتظار طويلة في احياء المتحدرين من اصول لاتينية في لاس فيغاس. لكن هذا التوجه الايجابي للديموقراطية يقابله تراجع ملحوظ في نسبة مشاركة السود في التصويت مقارنة بالانتخابات، التي كان فيها اوباما مرشحًا، وخصوصًا في كارولاينا الشمالية.

بالتالي، فإن البيض المؤيدين اكثر لترامب، والذين ادلوا باصواتهم حتى الآن يعتبر عددهم نسبيًا اعلى. وهذا احد الاسباب التي دفعت كلينتون الى ان تقرر العودة الاحد الى كليفلاند في اوهايو للمرة الرابعة في 17 يومًا.&

وفي مؤشر الى التوتر الذي يخيّم على نهاية حملة شهدت كثيرًا من العدائية والهجمات الشخصية، تم إجلاء دونالد ترامب لفترة وجيزة خلال مهرجان انتخابي في نيفادا مساء السبت، بسبب وجود رجل اشتبه بأنه يشكل خطرًا.

ورغم عدم العثور على أي سلاح في موقع الحادث، بحسب الجهاز السري المكلف أمن المرشحين، الا أن أحد ابناء رجل الأعمال دونالد ترامب جونيور أعاد ارسال تغريدة تشير من دون عناصر ملموسة تؤكد محتواها، الى "محاولة اغتيال".