نصر المجالي: في خطوة لترسيخ تجربة الحكومة البرلمانية، أعرب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عن أمله في أن تستمر طيلة فترة عمر مجلس النواب (أربع سنوات) طالما تحظى بثقة النواب. كما حدد خطة عمل الحكومة للعام المقبل في مختلف شؤون المملكة الداخلية والخارجية والتحديات التي تواجهها.

وفي خطاب العرش الذي افتتح به الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة الثامن عشر، الذي تميّز هذه المرة بقصره خلافاً لكل خطابات العرش السابقة على مر السنين، اليوم الإثنين، دعا العاهل الأردني الحكومة لتضع في قمة أولوياتها التعاون مع مجلس النواب بروح التشاركية والتكاملية، مشيرا الى ضرورة الفصل بين السلطات وخدمة الصالح العام.

وأكد الاستمرار في الإصلاح الشامل الذي يستجيب للمستجدات والتغيرات وضرورة التحديث والتطوير لتأسيس مستقبل زاهر لأبناء الوطن. وأشار الى ثقته ان مجلس الامة والحكومة سيتعاونان على استكمال التشريعات وتعديل القائم منها بما يتناسب مع الاهداف المرجوة دون تأخير.

وعي الأردنيين

وثمّن الملك عبدالله الثاني وعي الاردنيين والاردنيات الذي نعتز به وبشجاعة قواتنا المسلحة الاردنية والاجهزة الامنية التي نحرص على دعمها وتعزيز قواتنا المسلحة التي نجحنا من خلالها طيلة السنوات الماضية في صون مجتمعنا من قوة الظلام وخوارج العصر.

واكد جلالته ان التحديات والتداعيات لا تزال ماثلة أمامنا وعلينا مواجهتها بمنتهى العزم بوحدة الصف وتضامنا اسرتنا مؤكدا عدم السماح بالمساس بحقوق وكرامة أي مواطن.

واضاف رغم التحديات والتداعيات فنحن مستمرون في دورنا التاريخي في الدفاع عن قضايا امتنا العربية والاسلامية وحماية الاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف.

نص الخطاب

وتنشر "إيلاف" في الآتي، نص خطاب الملك عبدالله الثاني أمام مجلس الأمة:

 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد، النبي العربي الهاشمي الأمين، حضرات الأعيان، حضرات النواب، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، 
فباسم الله وعلى بركة الله، نفتتح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة الثامن عشر. وإنه ليسرني أن أتوجه بالتهنئة والمباركة للإخوة والأخوات النواب، الذين فازوا بثقة أبناء وبنات دوائرهم الانتخابية، ليكونوا ممثلين لهم في مجلس الأمة، ومن خلال انتخابات تجسد التزامنا بتفعيل المشاركة الشعبية في الحياة السياسية وصنع القرار، وترسيخ مسيرتنا الديمقراطية، التي نعتز بها ونحرص على حمايتها وتعزيزها.

قوى الظلام

حضرات الأعيان، حضرات النواب، الحمدلله الذي بعونه وتوفيقه، وبوعي الأردنيين والأردنيات، الذين نعتز بهم ونفاخر، وبشجاعة قواتنا المسلحة الأردنية - الجيش العربي والأجهزة الأمنية، التي نحرص على دعمها وتعزيز قدراتها، نجحنا طيلة السنوات الماضية في صون مجتمعنا ووحدتنا الوطنية من قوى الظلام وخوارج العصر والإرهاب.

غير أن التحديات والتداعيات لا تزال ماثلة أمامنا، وعلينا جميعا مسؤولية مواجهتها بمنتهى العزم والإرادة والتصميم، بوحدة صفنا وتضامن أسرتنا الواحدة. ولن نسمح بالمساس بحقوق أو كرامة أي مواطن في أردننا العزيز.

وعلى الرغم من كل هذه التحديات والتداعيات، سنستمر في دورنا التاريخي في الدفاع عن قضايا أمتنا العربية والإسلامية، والقيام بواجبنا في حماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.

قانون اللامركزية 

ونحن عازمون على المضي قدما في رفع سوية اقتصادنا، من خلال سياسات اقتصادية وبرامج تهدف إلى تحقيق النمو المستدام، وبما يخدم مصالحنا أولا وآخرا، وترسيخ المشاركة من خلال قانون اللامركزية، ووضع الخطط الضرورية لتطوير القضاء وتعزيز سيادة القانون، بالإضافة إلى العمل على تطوير مواردنا البشرية لتواكب متطلبات العصر وتمكّن شبابنا من تحقيق طموحاتهم.

لذا، فقد وجهت حكومتي، التي آمل أن تستمر طيلة فترة مجلس الأمة الثامن عشر وطالما تحظى بثقة مجلس النواب الموقر، أن تحرص على توخي الموضوعية والواقعية في بيانها الوزاري، الذي ستقدمه إلى مجلس النواب لنيل الثقة على أساسه، واضعة في قمة أولوياتها التعاون مع مجلسكم الكريم بروح المسؤولية والتشاركية والتكاملية، وعلى الأساس الدستوري في الفصل بين السلطات، وعلى أساس خدمة الصالح العام.

الإصلاح الشامل

حضرات الأعيان، حضرات النواب، نحن مستمرون في الإصلاح الشامل، الذي يستجيب للمتغيرات والمستجدات وضرورة التحديث والتطوير، لنؤسس لمستقبل زاهر لأبناء هذا الوطن.

وكلي ثقة بأن مجلسكم - الأمة - والحكومة سيتعاونان على استكمال التشريعات الضرورية وتعديل القائم منها، بما يتناسب مع الأهداف المرجوة دون تأخير.

حضرات الأعيان، حضرات النواب، أدعو الله جلت قدرته أن يعيننا جميعا على تحمل مسؤولياتنا، كل من موقعه، لنمضي بثقة وعزيمة في خدمة هذا الوطن الأعز والمواطن الأغلى.