الرباط: استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس، اليوم الاثنين، بمقر إقامته بدكار، الفنان المصور محمد مرادجي الذي قدم له كتابه الجديد تحت عنوان "الملوك الثلاثة.. التاريخ عبر الصورة".

ويشهد هذا الكتاب على منجزات الملوك الثلاثة، وهم الملكان الراحلان محمد الخامس والحسن الثاني، والملك محمد السادس، حيث يؤرخ لجهودهم من أجل بناء المغرب الحديث، من خلال ألف صورة تاريخية التقطها هذا الفنان المصور.

مصور الملوك الثلاثة 

وساهم مرادجي، الشهير باسم "مصور الملوك الثلاثة"، بشكل كبير، في إثراء ذاكرة التصوير الفوتوغرافي التي ستظل لا محالة تحمل بصمته لأمد طويل.

وبدأ مرادجي، الذي ولد في 25 ديسمبر 1939 بالدار البيضاء، مشواره المهني في سنة 1956 حين كان يبلغ من العمر 16 سنة، كمصور متجول بشوارع مسقط رأسه، بائعًا صوره بدرهم واحد للقطعة.

وقد ميز رجوع السلطان سيدي محمد بن يوسف (محمد الخامس) من المنفى هذه الحقبة من تاريخ المغرب، وهو حدث استثنائي دفع بالمصور الشاب إلى الاستلهام من الحماس منقطع النظير الذي كان يسود البلاد آنذاك والمبادرة بمرافقة العاهل المغربي عبر زياراته لمختلف أرجاء المملكة. 

خلد الاحداث البارزة 

وفي الملك الراحل الحسن الثاني، قام مرادجي بتخليد الأحداث البارزة لأوراش بناء صرح المغرب المعاصر بقيادة الملك الراحل، كما صور معظم الشخصيات التي ساهمت في الحياة السياسية المغربية وكذا الفنانين والرياضيين

وفي سنة 1959، قام مرادجي بقضاء فترة تدريبية بباريس، دامت ستة أشهر لدى "كيستون"، وهي وكالة تصوير ذائعة الصيت على الصعيد العالمي، حيث التقط صورًا لمشاهير العصر الفرنسيين. كما عمد، عند عودته إلى الدار البيضاء، إلى المساهمة كمصور مستقل في عدة جرائد عارضًا عليها صوره الأولى بالأبيض والأسود. 

وفي سنة 1961، سينشئ المصور الصاعد " و. م. ت. س "، أول وكالة مغربية متخصصة في التصوير الصحفي. 

مرادجي .. الرجل العصامي 

وأكسب هذا المسار الاستثنائي الفنان المصور مرادجي ، الرجل العصامي، احترام الناس، حيث أصبح رمزًا للتصوير الصحفي في بلده وشاهدًا متميزًا على الأحداث التاريخية الوطنية والدولية البارزة. وحاز مرادجي، خلال مسيرته المهنية، العديد من الجوائز تكريمًا لمعارضه، كما تم توشيحه بأوسمة من طرف العديد من رؤساء الدول والملوك، بمن فيهم الملك الراحل الحسن الثاني وجاك شيراك وخوان كارلوس. وفي سنة 2006، وتكريمًا لسجله الحافل، وشح من طرف الملك محمد السادس. ولمرادجي الذي واكب بالصورة الانطلاقة الجديدة التي يعرفها المغرب على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، العديد من الإصدارات لاسيما كتاب عن المسيرة الخضراء.

ديناصور التصوير المغربي 

وكان لهذا المصور الاستثنائي، الذي وصفته المجلة اللندنية الراقية " فوتوﮔرافيك جورنال "، سنة 2014، بـ " ديناصور التصوير المغربي"، السبق والحظوة في مجاله، حيث أخذ صورًا ذات قيمة فنية وتاريخية عالية أكيدة، لتسعة رؤساء أميركيين من بينهم جون كينيدي، وستة رؤساء فرنسيين منهم شارل دو كول.

كما أخذ مرادجي، الذي جاب العالم، صور عشرات الملوك ورؤساء الدول الأفارقة والأوروبيين والآسيويين، إلى جانب مئات الشخصيات من مختلف الآفاق: وطنيون مغاربة، نساء ورجال من عالم الثقافة والفن والرياضة.

عين المغرب 

وبعد حوالي ستين سنة من العطاء، ما زال الفنان محمد مرادجي يواصل حتى اليوم عمله الدؤوب بوصفه "عين المغرب"، كما لقبته الأسبوعية الفرنسية "جون أفريك". كما نشر سنة 2009، كتابه "مرادجي، 50 سنة من التصوير"، الذي يمكن اعتباره قصة مصورة حقيقية، عرف من خلاله ومن خلالها بالمغرب المعاصر. 

وفي كتابه " الملوك الثلاثة، التاريخ عبر الصورة " ، الذي سيصدر أواخر 2016 ، والذي قدم اليوم أمام الملك محمد السادس، الذي يقوم بزيارة رسمية للسنغال، يعود الفنان المصور الكبير، ليخلد اللحظات القوية التي تفيض معانيَ وطنية عميقة لحكم الملوك الثلاثة.