واشنطن: يستقبل الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس الجمهوري دونالد ترامب في البيت الابيض بصفته الرئيس الجديد المنتخب لاكبر قوة في العالم، في خطوة كان يصعب تصورها قبل 48 ساعة فقط.

واعلنت الرئاسة الاميركية أن اللقاء سيعقد عند الساعة 11,00 (16,00 ت غ). وبعد ذلك سيتحدثان باقتصاب الى الصحافيين.

وفي الوقت نفسه، ستجتمع السيدة الاولى ميشيل اوباما في مقر اقامتها بالبيت الابيض بميلانيا ترامب.

وقال اوباما الاربعاء عن لقائه مع الملياردير الذي فاز في الانتخابات الرئاسية التي جرت الثلاثاء: "دعوته ليأتي الى البيت الابيض لمناقشة كيفية تأمين انتقال ناجح".

وتحت تأثير صدمة فوز ترامب، تجمع آلاف المتظاهرين مساء الاربعاء في كل انحاء البلاد، من نيويورك الى لوس انجليس وامام البيت الابيض للاحتجاج على انتخابه وادانة آرائه، التي يرون انها تنم عن عنصرية وتمييز حيال النساء وكره للاجانب.

 وكان اوباما صرح قبل ذلك "نتمنى له جميعًا النجاح في جمع الاميركيين وقيادتهم".

والرجلان مختلفان تمامًا. وقد حذر الرئيس الديموقراطي الذي شارك بقوة في الحملة لمصلحة هيلاري كلينتون، من انتخاب هذا الرجل الذي قال انه يشكل خطرًا على الديموقراطية.

وقد صرح اوباما في لاس فيغاس قبل ايام من الاقتراع "لا يمكن ان نسمح لانفسنا بانتخاب هذا الرجل! هذا ليس ممكنًا! هذا ليس ممكنًا!". وفي كارولاينا الشمالية، قال "تخلصوا من الخوف! اختاروا الامل! صوتوا!"، مؤكدا ان "مصير الجمهورية (...) بين ايديكم".

امر مؤلم

قضى فوز ترامب من قبل ناخبين يشعرون ان النخب تتجاهلهم وانهم مهددون بالعولمة، على احلام منافسته الديموقراطية بأن تصبح اول سيدة تتولى الرئاسة في الولايات المتحدة. وكانت كل استطلاعات الرأي ترجح فوزها.

ويشكل فوز ترامب ايضا تهديدًا لحصيلة اداء اوباما، التي تتمتع بشعبية وكانت كلينتون تنوي مواصلتها.

وعد ترامب بالغاء معظم الاصلاحات او التقدم الذي حققه الرئيس الرابع والاربعون للولايات المتحدة في مجالات عدة، من اصلاح نظام التأمين الصحي (اوباماكير) ومكافحة التغير المناخي (وعد ترامب "بالغاء" اتفاق باريس الذي ابرم في نهاية 2015) واتفاق التبادل الحر آسيا المحيط الهادئ.

والاختلاف بين الرجلين له جذور شخصية اكثر مما هي مرتبطة بانتمائهما السياسي او رؤيتهما للعالم.

فلسنوات غذى ترامب نظرية مؤامرة تنطوي على عنصرية حول مكان ولادة اوباما قبل ان يغير رأيه خلال الحملة بدون أي تفسير.

ولم ينتخب ترامب يومًا لاي منصب. وسيكون عليه العمل بجد حتى دخوله الى البيت الابيض في 20 يناير.

ويومها سيصبح قائد اقوى جيش في العالم.

وقد امضى ترامب الاربعاء في البرج الذي يحمل اسمه في مانهاتن حيث يقع مقر سكنه ومكاتبه. وقد انضم اليه نائب الرئيس المنتخب مايك بنس وعدد من اعضاء فريق حملته للبدء باعداد حكومته والايام الاولى لولايته.

ودعت كلينتون ايضا الاربعاء الديموقراطيين الى قبول "النتيجة المؤلمة" للانتخابات. وقالت في اول ظهور لها منذ هزيمتها وقد بدا عليه التأثر "آمل ان ينجح كرئيس لكل الاميركيين". واضافت "انه امر مؤلم وسيبقى كذلك لفترة طويلة".

والعزاء الوحيد لكلينتون هو انها خسرت في الانتخابات التي يجري احتساب نتيجتها في كل ولاية على حدة. لكن على المستوى الوطني حصلت على مئتي الف صوت اكثر من خصمها، حسب نتائج اعلنت مساء الاربعاء ولم تكتمل بعد.

وسيتمتع ترامب ليحكم بدعم مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس حيث احتفظ الجمهوريون باغلبيتهم.

واخيرا، هنأ وزير الخارجية جون كيري الخميس ترامب ووعد بانتقال هادئ بدون ان يغيب اي من الملفات الكبرى للسياسة الخارجية. وقال كيري للصحافيين في مدينة كريستشرش في نيوزيلندا التي يتوجه منها الى قاعدة علمية في القطب الجنوبي "اريد ان اعبر عن تهنئتي للرئيس المنتخب دونالد ترامب واتمنى له النجاح".

واكد جون كيري الذي اصبح وزيرا للخارجية خلفا لهيلاري كلينتون في 2013، ان انتخاب ترامب لا يغيّر شيئًا في التحديات السياسية التي تواجهها الولايات المتحدة.

واشاد وزير الخارجية الاميركي الذي هزم امام جورج بوش الابن في الانتخابات الرئاسية في 2004، بكلينتون. وقال "اعرف الى اي درجة كافحت (...) وانا واثق من انها هي و(زوجها بيل) كلينتون وعائلتها سيواصلون العمل بما يفيد بلدهم بطرق عديدة".