واشنطن: للمرة الاولى منذ 2006 يهيمن الجمهوريون بالكامل على السلطة في الولايات المتحدة. وبداية من يناير 2017 سيتولون البيت الابيض والكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ وسيكون لهم مطلق الحرية للقيام بما يريدونه في الاقتصاد والصحة والهجرة.&

لكن زعماء الكونغرس والرئيس المنتخب دونالد ترامب، ليسوا متفقين على كل الامور وخصوصا كيفية تنفيذ الوعد الانتخابي الشهير لترامب بتشييد جدار بين الولايات المتحدة والمكسيك.

نقاط الاتفاق

الاولوية المطلقة ستكون إلغاء اصلاح نظام التأمين الصحي "اوباما كير" الذي اقر العام 2010 حين كان الكونغرس تحت سيطرة الديمقراطيين واتاح لنحو 22 مليون اميركي تغطية صحية لكن اليمين يعتبره عبئا بيرقرواطيا ثقيلا.

وقال ترامب الخميس في مقر الكونغرس "سنقوم بعمل حقيقي في مجال الصحة".

لكن بعد إلغاء القانون بماذا سيعوض؟ وما العمل مع الاشخاص الذين يشملهم الان نظام "اوباما كير"؟ وكان ترامب اعتبر انه من غير المقبول ان يكون بعض الاميركيين من دون تأمين صحي.

من المسائل الاخرى المهمة تعزيز مراقبة الهجرة و"ضمان امن الحدود". وكان ترامب فصل مقترحاته بهذا الصدد في 30 اغسطس ولدى الجمهوريين ترسانة قوانين جاهزة للاستخدام.

وهناك خلاف حول مسألة تسوية اوضاع ملايين المهاجرين غير الشرعيين، لكن ترامب كان تعهد طردا فوريا لملايين المهاجرين غير الشرعيين "المجرمين" وإلغاء مرسوم اوباما الذي منح اوراق اقامة موقتة لمئات آلاف الشبان.

وهناك اجماع في معسكر المحافظين على رفع القيود خصوصا في مجال الطاقة وعلى خفض الضرائب. ويريد ترامب ان يكون خفض الضرائب هو الاهم منذ عهد رونالد ريغان خصوصا الضريبة الاتحادية على الشركات.

وهذا الامر يندرج ضمن نطاق صلاحيات بول راين رئيس مجلس النواب وبالتالي سيتعين التنسيق بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.

من ناحية اخرى، وعد ترامب الجمهوريين بتعيين قاض من صفوفهم في المحكمة العليا لسد الشغور القائم منذ فبراير الماضي.

مع الديمقراطيين

ويرغب ترامب في ترميم الجسور والطرقات السريعة والمطارات المتقادمة في الولايات المتحدة التي وصف بناها التحتية بانها مشابهة لمثيلاتها "في العالم الثالث".

ولا يستسيغ الجمهوريون فكرة مخطط استثمار حكومي كبير، في المقابل يؤيد الديمقراطيون ذلك.

وقال زعيمهم اعتبارا من يناير شاك شومر في اكتوبر انه يريد نصا مشتركا حول البنى التحتية واصلاحا ضريبيا يتيح اعادة الارباح "المخزنة" في الخارج.

وقال بيرني ساندرز الذي عاد الى مجلس الشيوخ بعد هزيمته في الانتخابات التمهيدية الرئاسية امام هيلاري كلينتون، لقناة سي ان ان الخميس "اذا كان ترامب يريد بصدق مساعدة العمال، فعلينا ان نعيد بناء البنى التحتية" مضيفا "لكن اذا اصبح غير متسامح واذا حاول تقسيمنا، فسنتصدى له بكل ما اوتينا من قوة".

خلافات

ومع ذلك، هناك خلافات بين ترامب والجمهوريين احدها وعده بناء جدار على الحدود مع المكسيك.

ويشكك الجمهوريون، وبينهم بول راين، علنا بجدوى جدار على طول الحدود. ثم كيف سيتم تمويل بناء الجدار؟ ولا ينوي الكونغرس ان يوقع صكا على بياض لترامب.

وفي مجال السياسة الخارجية، من المحتمل ان يكون هناك خلاف بين ترامب وقسم من المعسكر الجمهوري يعتبر موسكو عدوا خصوصا بشأن دور الحلف الاطلسي في مواجهة روسيا.

اما بشأن تعهد ترامب القادم من خارج النظام القائم، بالحد من عدد ولايات اعضاء الكونغرس، فقد اكد هؤلاء للرئيس المنتخب بلباقة ان هذا غير مقبول. وقال السيناتور ميتش ماكونل "هناك حد موجود اصلا، وهو صندوق الاقتراع".

ووجه هذا الرجل القوي في مجلس الشيوخ وذي الرؤية الاستراتيجية تحذيرا لترامب بأن المبالغة في القيام بأشياء وبسرعة يمكن ان يؤدي الى خسائر انتخابية.

وقال "لاشيء يدوم للابد في هذا البلد. ومنذ 1788 لدينا انتخابات منتظمة كل عامين" مضيفا "والافراط في القيام باشياء اثر انتخابات، عادة ما يكون امرا خاطئا".