منظر طهران وقد غطاها التلوث الذي حجب الرؤية

موجة التلوث تتراكم فوق طهران منذ ستة أيام

أغلق المسؤولون في طهران المدارس بعدما ضربت العاصمة أولى موجات التلوث الشديد بسبب الطقس البارد.

فقد غطت المدينة سحابة من الدخان الخانق ذي اللون البني المخلوط بالبياض الأحد، حجبت رؤية الجبال التي تحد أطرافها الشمالية، وأدت إلى اختباء السكان في المنازل، أو وضعهم كمامات على وجوههم خلال السير في الشوارع.

وقد أغلقت أيضا مصانع الأسمنت حول طهران.

وارتفع مستوى هذه الجزيئات المميتة الاثنين، إلى معدل يبلغ أكثر من ثلاثة أضعاف المستوى الآمن الذي حددته منظمة الصحة العالمية.

ونقلت وكالة إيرنا الرسمية عن وزارة التعليم قولها "أغلقت دور الحضانة والمدارس الابتدائية الاثنين في طهران ومعظم مدن الإقليم."

ووسعت السلطات نطاق فرض قيود المرور على السيارات في قسمين من أقسام وسط العاصمة، ونشرت عددا من سيارات الإسعاف في المناطق المزدحمة وتلك التي تتسم بعدم نظافتها.

واستقل عمدة طهران، محمد باقر قاليباف، المترو الأحد للوصول إلى مقر عمله لتشجيع الناس على استخدام المواصلات العامة.

ويقول قاليباف إن شبكة المترو، بالرغم من وجود 100 محطة بها، فإنها ليست ممولة بقدر كاف من الحكومة المركزية، وتعرف طهران بأنها من أسوأ مدن العالم من حيث ازدحام المرور.

وأصبح التلوث كالكرة السياسية في السنوات الأخيرة التي يتقاذفها المحافظون والإصلاحيون ويلوم كل منهما الآخر بشأنها.

ويتهم المتشددون عادة نائبة الرئيس الإصلاحية، معصومة ابتكار، التي ترأس منظمة حماية البيئة، بأنها لا تفعل ما فيه الكفاية لعلاج المشكلة.

وقالت صحيفة فاتان إيمروز المتشددة الاثنين إن 70 في المئة من الوفيات في طهران مرتبط بالتلوث.

ولايزال التلوث يتراكم على مدى ستة أيام متتالية، ويتوقع استمراره حتى الأربعاء حينما يأمل مسؤولو الأرصاد الجوية في أن تغير الرياح مسار الهواء الملوث، بحسب ما قاله مسؤول لمحطة تلفزيونية.

شرطي يرتدي كمامة في أحد شوارع طهران

نصح السكان بالبقاء في منازلهم أو ارتداء كمامة في الشوارع

ونصح سكان طهران بالبقاء في منازلهم وألا يغادروها إلا للضرورة، وحذروا من أن التلوث يمثل خطورة خاصة بالنسبة إلى كبار السن، والحوامل، والأطفال، ومن يعانون من مشكلات في التنفس أو القلب.

وتعاني العاصمة الإيرانية كل عام من أسوأ حالات التلوث في العالم بسبب حبس الطقس البارد في الأفق لمستويات مرتفعة من عوادم نحو 10 ملايين سيارة ودراجة نارية قديمة تستخدم في طهران.

وحددت في عامي 1979 و2005 منطقتان دائمتان تفرض فيهما قيود في المرور، لكن ذلك لم ينجح في تحسين نوعية الهواء في المدينة المترامية الأطراف.

ولم يبد صانعو السيارات في إيران أي اهتمام بتقديم محركات أنظف، بينما حجبت السيارات المصنعة في الخارج بسبب العقوبات الدولية.

وقد نقل في عام 2014 نحو 400 شخص إلى المستشفى بسبب مشكلات في القلب والتنفس سببها التلوث الشديد في طهران، بينما بقي نحو 1500 شخص آخر يتلقون العلاج.

وتقدر وزارة الصحة عدد من توفوا بسبب التلوث بنحو 4500 شخص في طهران في 2012، و80.000 شخص في أرجاء البلاد بصفة عامة.