إيلاف من الرياض: أعلنت قيادة قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن أنه تقرر أن يبدأ وقف إطلاق النار اعتباراً من الساعة (12:00) ظهرا بتوقيت اليمن اليوم السبت ولمدة (48) ساعة تتمدد تلقائياً في حال التزام ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها بهذه الهدنة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة وفِي مقدمتها مدينة تعز ورفع الحصار عنها وحضور ممثلي الطرف الانقلابي في لجنة التهدئة والتنسيق إلى ظهران الجنوب.
 
ويأتي إعلان الهدنة عقب موافقة العاهل السعودي الملك سلمان على الرسالة التي تلقاها من الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية المتضمنة أن ذلك قد تقرر تجاوباً مع جهود الأمم المتحدة والجهود الدولية لإحلال السلام في اليمن ، وبذل الجهد لإدخال وتوزيع أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية للشعب اليمني. 
 
وذكرت قيادة التحالف في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية أنه بمقتضى هذه الرسالة ستلتزم قوات التحالف بوقف إطلاق النار وفي حال استمرار الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لها بأي أعمال أو تحركات عسكرية في أي منطقة فسوف يتم التصدي لها من قبل قوات التحالف مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري, والاستطلاع الجوي لأي تحركات لميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها.
وتأتي الهدنة عشية إعلان "المقاومة الشعبية" الموالية للحكومة اليمنية، مساء الجمعة، عن مقتل 9 من عناصرها، و19 مسلحاً من جماعة "أنصار الله" (الحوثي)، وحلفائهم من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، في تعز (جنوب غرب) اليمن.
 
وذكر بيان صحافي صادر عن المركز الإعلامي للمقاومة، في محافظة تعز أن المعارك العنيفة تتواصل في الجهة الشرقية من مدينة تعز، لليوم الرابع على التوالي".
 
وأضاف مصدر في المقاومة أن القوات الحكومية تقدمت في الجبهة الشمالية الشرقية، وسيطرت على مستشفى الحمد ومواقع الحوثيين المحيطة به، وتوغلت في جبل السلال الذي يُطل على الجهة"، مشيرا إلى أن مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية شنت غارة واحدة على مواقع للحوثيين في بوابة معسكر الأمن المركزي، وحلّقت بكثافة في سماء المدينة.
 
وفي منطقة "الصلو" جنوب المحافظة ذاتها، قال مصدر ميداني آخر من المقاومة، إن "القوات الحكومية مسنودة بالمقاومة سيطرت على منطقة الحود (بمنطقة الصلو) وصولاً إلى مشارف قرية الشرف".
 
الفرصة الأخيرة
 
وكان من المفترض أن تدخل الهدنة حيز التنفيذ أول أمس الخميس عقب إعلام وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال زيارته لسلطنة عمان ودولة الإمارات توصل أطراف النزاع اليمنيين لوقف القتال، إلا أن الحكومة اليمنية قالت إنها لا تعلم عن تصريحات كيري شيئًا وأن هذه التصريحات لا تعنيها.
 
حيث نفى وزير الخارجية اليمني عبد المالك المخلافي الأمر الذي جاء به كيري، معلنًا "ما صرح به الوزير كيري لا تعلم عنه الحكومة اليمنية ولا يعنيها ويمثل رغبة في إفشال مساعي السلام بمحاولة الوصول لاتفاق مع الحوثي بعيدًا عن الحكومة".
 
أكثر من هدنة لوقف القتال في اليمن باءت كلها بالفشل نتيجة الخروقات الحوثية، إلى جانب الفشل الذريع التي منيت به مفاوضات السلام التي استضافتها دولة الكويت على مدى 3 أشهر، والتي رأى المراقبون أنها كانت الفرصة الأخيرة لحل الأزمة اليمنية.
 
وفي مسعى جديد لتحريك المفاوضات بين الأطراف اليمنية المتنازعة، عرض المبعوث الأممي لدى اليمن خريطة طريق جديدة مؤخرًا إلا أنها قوبلت بالرفض سواء من الحكومة الشرعية أو الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع على عبد الله صالح.