ميلووكي: في ميلووكي، يرتفع عدد الشبان السود العاطلين عن العمل، وتنتشر المتاجر المهترئة، ويبدو حي نورث افينيو في المدينة الاميركية كئيبًا. هنا، لم يؤيّد السكان السود الدعم المتوقع لهيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية، لا بل صوّت بعضهم لدونالد ترامب.

وميلووكي اكبر مدينة في ولاية ويسكونسن التي تقع غرب بحيرة ميشيغان الشاسعة. وتعد اكثر مدينة مقسمة عرقيًا في الولايات المتحدة، بحسب دراسة أجريت عام 2011.

وشكلت ولاية ويسكونسن المليئة بالاراضي الزراعية والمعقل الصناعي السابق أكبر مفاجأة في الانتخابات الرئاسية في عام 2016: لم يتوقع أي احد أن تصوت الولاية لترامب، لدرجة أن كلينتون لم تزر الولاية منذ الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وأرسلت ابنتها وزوجها بدلاً منها في الحملة الانتخابية.

ويقول رونالد روبرتس، وهو رجل أسود يرتدي نظارات سميكة "اعتقدت (كلينتون) على الاغلب أنها ستفوز بويسكونسن".&وبحسب الرجل المتقاعد الذي كان يعمل في قطاع صناعة السيارات "لا يجب اعتبار الناخبين أمرًا مفروغًا منه، لانهم عندها، سيبقون في منازلهم".

وهذا ما حصل تمامًا، بحسب استطلاعات الرأي التي أجريت عند خروج الناخبين من مراكز الاقتراع، وما اكده سكان الحي الذي لا يوجد فيه أي شخص ابيض. وتشير بريتني مايز التي تعمل في صالون تجميل "بالنسبة إليّ، فإن هيلاري ليست افضل من ترامب. ولهذا السبب لم اصوّت".

ضواحي البيض

ويطغى الفقر والاهمال والفصل العرقي على نورث افينيو، حيث تشهد مجموعة من المساكن الفارغة على عدم قدرة العائلات على دفع ايجاراتها وعلى الافلاس. وتظهر نوافذ مهملة في بعض المنازل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعاني منه العائلات.

وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما حصل على تأييد الناخبين، الذين يصوتون في العادة للديمقراطيين في هذه المنطقة في انتخابات الرئاسة عامي 2008 و 2012.&

ويقول رونالد روبرتس: "هناك أشخاص كثيرون هنا دون عمل. ولا يوجد الكثير من الاموال لتداولها".&في ميلووكي، يقيم البيض تقريبًا في ضواحي ثرية حيث قام دونالد ترامب بحملة انتخابية.

ووصل السود في وقت متأخر الى المدينة في الستينات مع بدء اندثار العصر الذهبي للصناعة في الولاية. وتركزوا في الجزء &الشمالي من المدينة، بينما تركز المهاجرون من اصول لاتينية في الجنوب.

ويبدو الفصل العرقي &بين السود والبيض جليًا، حيث تبلغ نسبة البطالة اليوم لدى السود اعلى بثلاث مرات من البطالة لدى البيض. ويحمل الطلاب السود اعلى معدل من الفشل الدراسي في الولايات المتحدة كلها.

وفي مقاطعة ميلووكي، دخل أكثر من 50% من السكان السود في المدينة بين عمر 30-40 عامًا السجن، ما يعني منعهم من التصويت لفترة معينة.

واقر قانون مؤخرًا يفرض تقديم هوية مع صورة للمشاركة في التصويت. وترى منظمات غير حكومية أن القانون تم اقراره للحد من تصويت الاقليات في الانتخابات الرئاسية.

وتقول اندريا كامينسكي، المسؤولة عن فرع ويسكونسن في رابطة الناخبات، التي نشرت 250 مراقبًا يوم الانتخابات الرئاسية، "في بعض الحالات، تم رد بعض الناخبين دون اسباب مقنعة".

واضافت: "لا يمكن حتى احصاء الاشخاص الذين لم يحاولوا اصلاً التصويت بسبب هذا القانون حول اوراق هوية الناخبين. ولكن هذا على الارجح، عدد اكثر بكثير من الذين تم رفض مشاركتهم".

وتقول دريكا ويسلي، التي تعمل في محل "والمارت"، "اعرف بعض الاشخاص الذين لا يملكون بطاقة هوية ولم يتمكنوا من التصويت وارى أن الامر غير عادل".

فقدان الامل

وترى لاتونيا جونسون، وهي مسؤولة سوداء محلية منتخبة، أن سكان الاحياء في شمال ميلووكي الغارقين في المخدرات والبطالة والعنف وانخفاض اسعار العقارات، فقدوا الامل.

وبحسب جونسون، "الواقع الكئيب هو ان الناس لا يدركون العلاقة بين التصويت وتحسين ظروفهم المعيشية".

وتتابع: "ترامب تحدث عن كل الفساد في السياسة وتزوير الانتخابات. ولهذا كان هناك أناس كثيرون شعروا بان تصويتهم لن يغيّر شيئًا". بينما اختار بعض السود التصويت للملياردير الجمهوري ترامب.

ويقول دينيس جونسون (39 عامًا)، سائق شاحنة، "صوتت لترامب لأني اعتقد أن بامكانه خلق وظائف. نقطة". ويضيف: "قال ماذا لديكم لتخسروه؟ وبالنسبة اليّ، الامر منطقي للغاية".

ويرى الرجل أن الولايات المتحدة ستصمد مع تولي ترامب الرئاسة، قائلاً: "البلد سيصمد مع اربع سنوات لترامب. صمدنا ثماني سنوات مع اوباما وثماني سنوات مع (جورج) بوش".