لندن: يُعرف تاجر المجوهرات الاميركي هاري ونستون بلقب «ملك الماس». وهو لقب يستحقه عن جدارة إذا عرفنا انه كان يملك ما لا يقل عن ثلث الجواهر الأكثر شهرة في العالم. وابتاع ونستون العديد من جواهره الماسية حين كانت خاماً قبل صقلها وتنقيتها لتصبح جواهر ذات جمال اسطوري، ومن أشهر الجواهر التي كان يمتلكها «ماسة الأمل » الذائعة الصيت. فما هو التاريخ المثير لتلك الجوهرة؟!

تعتبر "ماسة الأمل" التي تزن اليوم 45.52 قيراطا من عجائب الطبيعة النادرة. فهي ماسة ليست بيضاء كالماسات الأخرى بل ذات لون أزرق ساحر، وتتضارب القصص حول أصلها لكن من المرجح انها استُخرجت من مناجم غولكوندا في جنوب الهند. وكانت هذه المناجم التي نضبت الآن مصدر العديد من الجواهر الاستثنائية بينها الماسة كوهينور (جبل النور) التي اصبحت من أهم مجوهرات التاج البريطاني.

وتذهب الاسطورة الى ان الغرب لم يعرف بوجود الماسة إلا بعد سرقتها من معبد حيث كانت تحرسها لعنة. وعلى مرّ القرون عاش مالكوها حظوظاً منكودة رغم ان العلم الحديث يقدم تفسيرا بديلا لسمعة النحس التي ارتبطت بهذه الجوهرة الرائعة. 

تشع بريقاً غريباً

تشع "ماسة الأمل" بريقاً غريباً بسبب الشوائب الدقيقة التي تمنح الماسات الثمينة الوانها المرغوبة ـ وهي في حالة "ماسة الأمل" ذرات البورون( البورون هو اختصار للبور، وهو عنصر كيميائي له الرمز B والعدد الذري 5)، ونتيجة لذلك تتوهج لوناً أحمر براقاً يبقى بعض الوقت بعد انطفاء كل مصادر الضوء المرئية.

وكانت "ماسة الأمل" تزن أكثر من 112 قيراطاً حين اقتناها تاجر المجوهرات الفرنسي الشهير جان بابتيست تافرنييه في منتصف القرن السابع عشر. ولم يكن لها وقتذاك إلا مشترٍ واحد هو الملك لويس الرابع عشر. وأُعيد قطع الماسة الى 67.5 قيراطا وسميت "الزرقاء الفرنسية". وعُلقت على شريط لارتدائها في المناسبات الاحتفالية.

إعادة صوغ الماسة

وجاء لويس الخامس عشر لإعادة صوغ الماسة الى جوهرة في سلسلة كبيرة. ولكن علاقة الماسة بفرنسا انتهت في عهد لويس السادس عشر وماري انطوانيت عندما سُرقت الماسة من خزائن الدولة خلال الثورة واختفت نحو 40 عاماً.

وعادت الماسة الى الظهور في انكلترا ضمن مقتنيات الملك جورج الرابع وابتاعها بعد وفاته اللورد فيليب هوب في عام 1830 الذي اكتسبت فيه اسمها الحالي "ماسة الأمل".

وابتاعت سيدة المجتمع الاميركية ايفالين وولش ماكلين "ماسة الأمل" في عام 1911 مسحورة باللعنة التي رافقت الجوهرة. وقالت ماكلين انها تريد ان تتظاهر بأن الجوهرة تجلب لها الحظ. 

وحين عُرضت مجموعة ماكلين من المجوهرات للبيع بعد وفاتها في عام 1947 كانت "ماسة الأمل" من نصيب تاجر المجوهرات هاري ونستون الذي شعر ان لها جمالا يستحق تشاطره. فطافت الماسة انحاء اميركا من 1949 الى 1953 في اطار فعالية اسهمت في جمع تبرعات للأعمال الخيرية.

واثارت الماسة اهتماماً واسعاً دفع هاري ونستون الى التبرع بها لمعهد سمثسونيان في واشنطن. وفي خطوة جريئة تعبر عن انتصار الأمل أو تحدي اللعنة ارسل ونستون الماسة التي لا تُقدر بسعر الى المتحف بالبريد الاعتيادي المسجل. وما زالت "ماسة الأمل" في هذا المتحف حيث يسحر جمالها أكثر من سبعة ملايين زائر كل عام.

اعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". المادة الأصلية منشورة على الرابط التالي

http://www.telegraph.co.uk/luxury/jewellery/harry-winston-bond-street/the-king-of-diamonds/?WT.mc_id=tmgliveapp_iosshare_Am3VMV4QqsG5