محامٍ أميركي من أصل باكستاني، قتل ابنه الذي تطوع في الجيش الأميركي خلال حرب العراق، وبرز اسمه فجأة على واجهة صراع الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، بعد أن وجه خطابًا للمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب.

واشنطن: أعلنت دار نشر الكتب "راندوم هاوس" أن خضر خان، والد الجندي الأميركي المسلم الذي قتل في العراق عام 2004، والذي سبق له أن دخل في صِدام مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب أثناء الانتخابات، يتحضر لإطلاق مذكراته العام المقبل.&

وبحسب ما أوردته وكالة الأسوشيتد برس الأميركية بهذا الخصوص، فإن مذكرات خضر، التي لم يُختَر لها اسم حتى الآن، سوف يتم نشرها خلال خريف العام 2017.

وذكرت الوكالة كذلك أن غزالة خان، زوجة خضر، ساهمت هي الأخرى في إعداد المذكرات. وكان خلاف خان العلني مع ترامب قد تحول إلى نقطة محورية في حملة الترشح لانتخابات الرئاسة بعدما وجه خان بعض الانتقادات لترامب خلال كلمة مؤثرة ألقاها في المؤتمر الوطني الديمقراطي، ليرد عليه ترامب بمهاجمته هو وزوجته.

مثالٌ للتضحية

ولد خضر عام 1950 بمدينة كوجرانوالا بإقليم البنجاب في باكستان، التقى زوجته غزالة خلال دراستهما بجامعة البنجاب، له ثلاثة أولاد، قتل أوسطهما (همايون) في حرب العراق.

تابع دراسته في مجال الحقوق بجامعة البنجاب وتخرج منها، واشتغل بالمحاماة قبل أن يهاجر إلى الإمارات في مرحلة أولى، ثم الولايات المتحدة عام 1980، ودرس وتخرج من كلية الحقوق بـجامعة هارفارد بولاية ماساشوسيتس عام 1986، وعمل محاميًا، وحصل على الجنسية الأميركية مع أفراد أسرته في نفس العام.

تميز ابنه الأكبر (شهريار) كطالب متفوق بجامعة فرجينيا ومؤسس مشارك بشركة في مجال التكنولوجيا البيولوجية، وحصل ابنه الثاني الضابط (همايون) على وساميْ النجمة البرونزية والقلب الأورجواني لتضحيته بحياته لإنقاذ أفراد كتيبته بالعراق، أما ابنه الأصغر (عمر) الذي ولد بالولايات المتحدة فيعمل رفقة أخيه الأكبر بالشركة.

تطوع همايون خان المولود بالإمارات عام 1977 بالجيش الأميركي برتبة نقيب، وقتل يوم الثامن من يونيو 2004 في مدينة بعقوبة خلال الحرب الأميركية على العراق، بعد تضحيته بحياته عندما قام بحماية سرية كاملة تتكون من 13 جنديًا أميركيًا، حيث تطوع للاقتراب من عربة مفخخة مشبوهة فانفجرت به.

وقال والده إن ابنه كان يحلم أن يصبح محاميًا عسكريًا، ولقبته هيلاري كلينتون بأنه "أفضل مثال للتضحية من أجل الوطن".

تفاعلات كبيرة

خلف الخطاب الذي ألقاه خان يوم 28 يوليو 2016 بمدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، بمناسبة انعقاد مؤتمر الحزب الديمقراطي الأميركي لاختيار مرشحه للانتخابات الرئاسية تفاعلات سياسية وإعلامية كبيرة داخل الولايات المتحدة، ووصفت تعبيراته بأنها "سهام" موجهة إلى ترامب من خلال قوله "إنك لم تضحِ بشيء أبدًا، وإنه لا يمكننا أن نحل مشاكلنا ببناء جدر وتعزيز الانقسام بيننا".

واعتبر المتتبعون للانتخابات الأميركية أن "الغلطة السياسية القاتلة" لترامب تمثلت في سخريته من أسرة جندي أميركي في وقت تتكون القاعدة الشعبية من مؤيدي خطاباته من أسر الجنود البيض بالجيش، وهو ما انتقده أيضًا الرئيس باراك أوباما وكذا معسكره الجمهوري الذي يعتبر ذلك من المحرمات في أميركا وخطأ مكلفاً سياسيًا.
&